دعا الى إبادة غزة بشرا وحجرا.. 'ليندسي غراهام' الوجه الحقيقي لأمريكا

دعا الى إبادة غزة بشرا وحجرا.. 'ليندسي غراهام' الوجه الحقيقي لأمريكا
الأربعاء ٠١ نوفمبر ٢٠٢٣ - ٠٦:١٢ بتوقيت غرينتش

المعروف ان السيناتور الأمريكي الجمهوري ليندسي غراهام، من الشخصيات السياسية النافذة والمؤثرة في امريكا، ويجسد السياسة الامريكية افضل تجسيد، لا سيما على الصعيدها الخارجي، فهو مُشبّع بثقافة الكاوبوي، ينضح دوما تطرفا وغرورا وغطرسة وغباء، وجميع خياراته في التعامل مع ابسط القضايا تنحصر ب"القوة" ولاشيء غيرها، لاسيما اذا ما استشعر ضعفا في الجانب الاخر.

العالممقالات وتحليلات

حقيقة هذه الشخصية، التي تعكس توحش شخصية الكابوي الامريكي، وهو التوحش الذي بسط سيطرته على امريكا، بعد إبادة 20 مليون انسان من سكنة امريكا الاصليين، تكشفت اليوم وبشكل عار ودون اي رتوش او مساحيق، عبر مواقفه من المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي في غزة، وهي مواقف اثارة حفيظة حتى الامريكيين انفسهم والتي اعتبروها في غاية السادية ومنحرفة عن القيم الانسانية حتى في حدودها الدنيا.

غراهام هذا أثار غضبا عارما، بعد تصريحه خلال مقابلة أجراها، قبل أسبوعين، مع قناة "فوكس نيوز"، تعليقا على العدوان الاسرائيلي على غزة، ونشر مقطعا منها في تدوينة على صفحته الرسمية بمنصة أكس (تويتر سابقا) قال فيه: "نحن في حرب دينية هنا، أنا مع "إسرائيل"، قوموا بكل ما يتوجب عليكم القيام به للدفاع عن أنفسكم، قوموا بتسوية المكان".

هذا التصريح الذي لا يمكن ان يخرج عن انسان سوي، فضلا عن شخصية تعتبر نفسها تمثل "الديمقراطية"، التي تتبجح امريكا بنشر مبادئها الى دول العالم، فالحقد الاعمى والجهل المركب الذي يميز غراهام هذا، دفعوه الى ان يصف العدوان الاسرائيلي على غزة بانه "حرب دينية"، ويدعو الى تسوية غزة بالارض، وهو لا يعرف كم من الكنائس دمرت وكم عدد المواطنين المسيحيين الذين استشهدوا في غزة وغير غزة على يد قوات الاحتلال الاسرائيلي، ومتجاهلا الظاهرة القبيحة والمقززة للصهاينة، وهي ظاهرة البصق على المسيحيين والكنائيس في القدس، وهي ظاهرة باتت عامة وتقليدا متجذرا لدى الصهاينة، فكيف يفسر لنا غراهام "المسيحي" هذه الجرائم والمجازر والمظاهر المقززة، فهل هي جزء من "الحرب الدينية" أم انها فظائع هدفها افراع فلسطين من اهلها المسلمين والمسيحيين؟!.

هذه المواقف والتصريحات الحمقاء والتي تنم عن جهل مطبق ازاء ما يجري في الاراضي الفلسطينية المحتلة، والتي اثارت ردود فعل مستهجنة، لم تحل دون ان يواصل غراهام تقيؤ المزيد من الحقد والجلف الصلف والغباء، وذلك عندما ظهر اليوم الاربعاء على شاشة احدى القنوات التلفزيونية ليرد على سؤال حول إن كان هناك حد أقصى لعدد ضحايا القصف تتوقف عنده "إسرائيل"، ولو حتى للهدنة، بقوله: "لا. بالطبع لا.. هذا الأمر والسؤال شبيه لو أننا سُئلنا بعد الحرب العالمية الثانية: هل هناك حدود بينما كانت اليابان وألمانيا تغزوان العالم؟ هل يجب على "إسرائيل" أن تأخذ فترة راحة من القتال ضد الذين يحاولون إبادة اليهود؟ الجواب هو لا، لا حدّ لذلك".

ان استشهاد نحو 9000 فلسطيني، اكثر من ثلثيهم من الاطفال والنساء، لم يحرك ضمير غراهام الميت، وان تأكيده على ان واشنطن لا ترى أن أمام "إسرائيل" سقفا لأعداد الضحايا المدنيين يمكن أن تقف عنده في قصفها لقطاع غزة، لا يمثل موقف شخصي لغراهام، بقدر ما يمثل موقف امريكا الرسمي ازاء فظائع غزة، فجميع المسؤولين الامريكيين قالوا ما قاله غراهام ولكل بعبارات منمقة، فالجميع يرفض وقف اطلاق النار، بل ان وزير الخارجية الامريكي "انتوني بلينكن" الذي اعلن انه جاء الى "اسرائيل" كيهودي، يعمل منذ ايام على التحضير لادارة غزة بعد "تدمير حماس"، اي ان الضوء الاخضر الذي منحه غراهام للصهاينة لقتل اطفال ونساء غزة، من اجل الضغط على المقاومة، هو ضوء امريكي، الا ان ما يميز غراهام عن اقرانه انه اكثر غطرسة وغباء، ولكن يبقى هناك سؤال يحتاج الى جواب، وهو كيف سيتقبل مسؤولو الدول العربية التي سيزورها بلينكن يوم الجمعة القادمة، وماذا سيقولون له، وهم يعلمون جيدا، الهدف الذي جاء من اجله؟!.