في عملية طوفان الأقصى..

قاعدة 'أوريم'.. أكبر شبكة تجسس للإحتلال أخفقتها كتائب القسام

 قاعدة 'أوريم'.. أكبر شبكة تجسس للإحتلال أخفقتها كتائب القسام
الثلاثاء ١٤ نوفمبر ٢٠٢٣ - ٠١:٠٧ بتوقيت غرينتش

أخفقت قاعدة "أوريم" العسكرية في معرفة تفاصيل وتجهيزات عملية طوفان الأقصى التي فاجأت الاحتلال الإسرائيلي، منذ انطلاقها المبارك على يد المقاومة الإسلامية في 7 أكتوبر من الشهر الماضي.

العالم - فلسطين

حيث عرف مقاومو القسام كيفية العثور على هذه القاعدة السرية من بين عدة قواعد بجوارها، ثم تمكنوا من التنقل والوصول بالضبط إلى البوابة الخلفية للقاعدة والتي كانت فارغة وأخذوا منها ملفات استخباراتية وأجهزة غاية في الحساسية ثم إنسحبوا من الموقع ناجحون، بعد انتهاء مهمتهم فيه وإجهازهم على عدد من قوات الاحتلال.

وتعد قاعدة أوريم العسكرية "يَرْكون" من أهم المنشآت للتجسس وجمع المعلومات الاستخباراتية لدى الاحتلال الإسرائيلي، وهي مقر عمل الوحدة 8200 التي تعد أبرز وحدات المخابرات العسكرية الإسرائيلية والمعروفة اختصارا باسم "أمان".

وتتمركز القاعدة غرب صحراء النقب جنوب فلسطين المحتلة، في منتصف المسافة بين قطاع غزة وبئر السبع، وتبعد كيلومترين من شمال كيبوتس (مستوطنة زراعية) "أوريم"، وعلى بعد 30 كيلومترا من بئر السبع، ولعب موقعها -في منطقة تماس بين قارتي آسيا وأفريقيا- دورا في إمكانية رصد اتصالات وإشارات على نطاق واسع.

وأُنشئت القاعدة بتعاون أميركي وبريطاني وكندي وأسترالي ونيوزيلندي، لاعتراض المكالمات والتجسس عليها في جميع أنحاء العالم، وتضم 30 هوائيا بأحجام مختلفة، بالإضافة لصف كامل من الأطباق الفضائية والرادارات والأبراج. وتخضع لحماية أمنية مشددة، تتمثل بأسوار عالية، وبوابات إلكترونية وأسلاك كهربائية وكلاب بوليسية.

وتتمثل مهام قاعدة "أوريم" في اعتراض المكالمات الهاتفية والاتصالات البحرية، ومراقبة الحواسيب الشخصية والتنصت عليها، ورصد الأقمار الصناعية والتشويش عليها، واعتراض الإشارات بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى رسائل البريد الإلكتروني.

وتم إنشاء القاعدة لرصد الأقمار الصناعية، وتوسعت لتشمل الاتصالات البحرية، ثم استهدفت الأقمار الصناعية الإقليمية. تُرسَل المعلومات التي تجمعها القاعدة إلى "الوحدة 8200″ في جيش الاحتلال، وهناك يتم تحليلها وترجمتها ونقلها إلى جهاز استخبارات الموساد وباقي وحدات الجيش التي يمتد نطاق عملها إلى مناطق جغرافية واسعة تصل إلى الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا وآسيا، ونتيجة لهذا التوسع الجغرافي وكمية المعلومات الواردة لهذه القاعدة أصبحت مساوية في القدرات لعدد من أكبر قواعد التجسس في العالم.

وتعتمد قاعدة "أوريم" في مجالها الاستخباراتي على الرصد والتنصت والتصوير والتشويش وغيرها من الأنشطة حيث تعتبر آذان الاحتلال وعيونه، وكانت سرية ولم يتم الإعلان عنها إلا عام 2010، عندما سُربت معلومات عنها عبر وسائل إعلام غربية.

ونظرا لأهميتها تم التكتم عليها بشكل كبير، لدرجة عدم الإعلان عن هوية قائدها أو العاملين بها، والذين يتم اختيارهم بحسب كفاءاتهم ومواهبهم منذ مرحلة الدراسة، ويعتبرون من أفضل العقول في جيش الاحتلال.

يقول القائمون على قاعدة "أوريم" إنهم استطاعوا اختراق المفاعلات النووية الإيرانية بإطلاق فيروس "ستوكسنت"، وهو من الفيروسات الإلكترونية الأكثر شهرة، ويرتبط بتخريب البنية التحتية.

وهذا البرنامج من النوع المعروف بـ"دودة الحاسوب"، وهي برامج قائمة بذاتها لا تعتمد على غيرها صنعت بهدف تدمير وسرقة بيانات مستخدمي شبكة الإنترنت، أو إلحاق الضرر بهم.

وتتميز هذه البرامج بسرعة الانتشار وصعوبة التخلص منها، بسبب قدرتها على التلون والتناسخ والمراوغة، ويقول القائمون على القاعدة أيضا إنهم اعترضوا اتصالا هاتفيا بين الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والعاهل الأردني الراحل الملك حسين، خلال اليوم الأول من حرب يونيو/حزيران 1967.

كما قالوا إنهم اعترضوا اتصالا هاتفيا بين الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والمجموعة التي اختطفت السفينة الإيطالية (أكيلي لاورو) عام 1995.