وأوضحت الصحيفة، أن إلغاء الاتفاقية يعني إعلان حالة الحرب بين مصر والكيان الاسرائيلي، حتى لو تم إلغاؤها بعد 100 عام على توقيعها، مؤكدة أن إلغاء تلك الاتفاقية "يشكل تهديدا خطيرا لإسرائيل كلها".
وأضافت "هاآرتس"، خلال تقرير لها أعده محللها السياسي "تسيبي برائيل" المتخصص في الشؤون العربية والمصرية: "إننا نعيش في صدمة لأنه فجأة أصبح يتولي الأمور في مصر المجلس العسكري، وإننا اكتشفنا أن دعمنا لاتفاقية كامب ديفيد المستمرة منذ 33 عاماً، التي وقعناها مع أنور السادات عام 1979 أصبح في مهب الريح، والاتفاقية على وشك السقوط، لأن السادات قد رحل وكذلك حسني مبارك قد خلع والمجلس العسكري وصل للحكم".
واقترح برائيل، خلال التقرير الذي نشرته الصحيفة يوم الأربعاء، على صدر صفحتها الأولى، حلاً لإنهاء حالة الرعب التي يعيشها الساسة في تل أبيب قائلا: "بدلا من الاستمتاع بالتصريحات المصرية التي تأتي كل صباح بخصوص إعادة تقييم كامب ديفيد، وعوضا عن انتظار إعلان مصر تغييرالاتفاقات، ينبغي علي إسرائيل الشروع في إلغاء اتفاقات السلام مع مصر والأردن، والاستعداد لما هو قادم حتى لو كانت الحرب".
وأضاف المحلل السياسي الإسرائيلي المخضرم في الشؤون العربية بالصحيفة: "بالطبع هناك الكثير من الذين يرغبون في رؤية المجلس العسكري الحاكم يظل باقيا في حكم مصر تحت قيادة المشير طنطاوي لإدارة الشؤون والحفاظ على ميدان التحرير، وهذا سيكون خطرا على إسرائيل، لأن العسكري يستجيب بسهولة لصوت الشارع، ويسعى لتنفيذ طلباته".
وأبدى برائيل أسفه بشدة على سقوط الرئيس المخلوع مبارك، مؤكدا أن سقوطه هدد أمن الكيان الاسرائيلي الاستراتيجي بعد أن كان يحافظ على العلاقات الهادئة بين البلدين طوال الـ 30 عاماً الماضية.
وأضاف برائيل: "على كل حال فإن الثورة المصرية خطيرة جدا على أمن إسرائيل، خاصة أن تل أبيب لاتحظى بأي احترام من جانب المصريين الذين يطالبون باستمرار بإلغاء كامب ديفيد وطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة".