مجزرة الفاخورة.. لماذا كل هذا التعامي الغربي عن مجازر "إسرائيل"؟

مجزرة الفاخورة.. لماذا كل هذا التعامي الغربي عن مجازر
السبت ١٨ نوفمبر ٢٠٢٣ - ٠٧:٠٢ بتوقيت غرينتش

قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، في مخيم جباليا شمال غزة، والتي تؤوي آلاف النازحين، واسفر القصف عن استشهاد عدد كبير من النازحين، كانت جثامينهم تغطي ممرات المدرسة، وغالبيتهم من الاطفال والنساء.

العالمالخبر وإعرابه

-اللافت ان القصف الاسرائيلي لمدارس الانروا، يتم عن معرفة مسبقة بالهدف الذي يتكدس فيه النازحون، اي انها جريمة مع سبق الاصرار والترصد، فقد اعلنت الانروا انها تبلغ الجانب الإسرائيلي يوميا بأماكن مدارسها ومراكز النازحين التابعة لها.

-وتشير التقديرات الأولية إلى استشهاد العشرات جراء المجزرة الجديدة، في مدرسة الفاخورة، في حين يؤكد شهود عيان على ان نحو 200 شهيد سقطوا في المجزرة الجديدة، فمدرسة الفاخورة هي أكبر مدارس مخيم جباليا، وتضم آلاف النازحين من أهالي غزة الذين تركوا بيوتهم جراء غارات الاحتلال العنيفة.

-ومع هذه المجزرة الجديدة، سيرتفع عدد الشهداء خلال العدوان الغاشم على قطاع غزة إلى أكثر من 12 ألف شهيد، بينهم اكثر من 5000 طفل، ونحو 4000 امرأة، في حين سيزيد عدد المصابين اكثر من 30 ألفا، 70 % منهم من الأطفال والنساء.

-لا يمكن تفسير هذا الصمت المخزي للعالم، وخاصة العالم الغربي، ازاء ما يرتكبه الكيان الاسرائيلي، بدعم وتواطؤ امريكي واضحين، من جرائم حرب في غزة، تقشعر لها الابدان، منذ 43 يوما، الا في حال وجود مخطط خطير يتم تنفيذه بوحشية غير مسبوقة، يستحق ان يدفع الغرب من اجله "كلفة" اخلاقية وسياسية باهظة، بعد ان ظهر عاريا من كل قيم انسانية، امام الراي العام العالمي، وخاصة امام الراي العام الغربي نفسه.

-بات واضحا ان امريكا المنخرطة بكل ثقلها في العدوان على غزة، والغرب الذي يغطي على جرائم الثنائي الامريكي الاسرائيلي، يمنحنان الكيان الاسرائيلي فرصة، لتحقيق أحد الهدفين، الاول وهو المفضل لدى الكيان الاسرائيلي، افراغ غزة من اهلها وتهجيرهم قسرا الى سيناء، والثاني، في حال لم يتحقق الهدف الاول، وهو تدفيع اهالي غزة اثمانا باهظة لاحتضانهم المقاومة، ولايجاد هوة بين المقاومة وحاضنتها، من اجل الاستفراد بالاخيرة.

-من المؤكد ان كلا الهدفين، لم ولن يتحققا مهما طال الزمن ومهما تواطأ الغرب وشاركت امريكا في العدوان، وخير دليل على ذلك ان القصف الهمجي الاسرائيلي الذي لا يحترم اي خطوط حمراء انسانية واخلاقية، منذ 43 يوما، لاسيما بعد تعمده قتل الاطفال الخدج في مستشفى الشفاء، لم يدفع اهالي شمال غزة، الذين كان لهم النصيب الاوفر من الهمجية الاسرائيلية الامريكية الغربية، للنزوح عن ديارهم، فهذه مدرسة الفاخورة وباقي مدارس الانروا الاخرى تعج بالنازحين، الذين رفضوا التوجه جنوبا، كما طالبت قوات الاحتلال، ولم ترعبهم كل جرائم وفظائع هذا التحالف المشؤوم.

-هذه الحقيقة الناصعة هي التي دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس، ان تصدر بيانا حول مجزرة الفاخورة، وتؤكد من خلاله:" لن نرحل عن هذه الأرض وستحاسبون على مجزرتكم في الفاخورة وجرائمكم المتواصلة بحق الأطفال والمدنيين طال الزمن أو قصر".

-ان الايام القادمة ستكون مصيرية، وسيثبت شعب غزة، انه سيبقى على العهد مع المقاومة، وسيُفشل مخطط الثنائي الامريكي الغربي، الذي سيدفع كلفة سياسية واخلاقية واقتصادية باهظة، على دعمه لجرائم الكيان الاسرائيلي، لتحقيق اهداف لم ولن تتحقق مطلقا، والايام بيننا.