"هآرتس": "إسرائيل" لن تنتصر لهذه الاسباب ويجب الاعتراف بحقوق الفلسطينيين

الأربعاء ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٣ - ٠٧:١٩ بتوقيت غرينتش

ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية ان كيان الاحتلال الإسرائيلي لن ينتصر في هذه الحرب. فحماس بثلاثة معايير حاسمة استطاعت، أن تقرر قواعد اللعب، وتبعها في ذلك حزب الله، وكلما استمرت الحرب تتفاقم تداعيات هذه المعايير في غير صالح الاحتلال.

العالم - الاحتلال

واوضحت الصحيفة العبرية ان المعيار الأول هو الوضع غير المسبوق الذي نجحت حماس وبعدها حزب الله، في خلقه على حدود القطاع وعلى الحدود الشمالية. بعد 7 تشرين الأول/اكتوبر، وبعد فقدان الأمن الشخصي في كيان الاحتلال الإسرائيلي عقب ذلك، فإن نحو 120 ألف مستوطن إسرائيلي تركوا أماكن سكنهم في النقب الغربي وفي منطقة الشمال. وهم "مهجرون" منذ أسابيع. مشكوك فيه إذا كان هدف القضاء على حماس قابلاً للتحقق. في المقابل، ربما يستمر حزب الله في ترسيخ معادلة إطلاق النار المتبادل في الشمال ومحاولة الاختراق إلى داخل الكيان. معنى ذلك، أنه كلما طالت الحرب فالكثير من المستوطنين لن يعودوا إلى بيوتهم.

واضافت ان المعيار الثاني هو الإضرار الكبير بسياسة كيان الاحتلال الإسرائيلي للتوصل إلى التطبيع مع ما وصفته بالعالم العربي "المعتدل"، وعلى رأسه السعودية. وهم على شفا التوقيع على اتفاق تاريخي بين أمريكا والسعودية والاحتلال، استطاعت حماس إعادة القضية الفلسطينية إلى مركز جدول الأعمال الإقليمي والدولي. وكلما استمر الاحتلال في حربه الوحشية في قطاع غزة سيزداد الضغط على العالم العربي "المعتدل" لاتخاذ موقف قاطع ضدها، موقف لن يعيد الدولاب إلى الوراء. الحديث يدور عن إضرار كبير بالآفات التجارية – الاقتصادية التي سعى كيان الاحتلال الإسرائيلي إليها، والتطلع إلى "شرعية" إقليمية أمام السعودية وحلفائها في المنطقة والعالم.

وذكرت ان المعيار الثالث هو قضية الاسرى. فصفقة التبادل التي تم تنفيذها تبرهن على اضطرار كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى التنازل لحماس والاستجابة بدرجة لا بأس بها لمصالحها. يمكن الافتراض أن الضغط داخل الاحتلال سيزداد بعد تنفيذ الصفقة الحالية؛ من أجل تنفيذ جولات أخرى من التبادل مقابل هدنة طويلة المدى وإطلاق سراح سجناء "لهم وزن". وإذا رفضت كيان الاحتلال الإسرائيلي فسيضطر التضحية بالجنود في مهمات ذات شك كبير في أن تؤدي إلى إطلاق سراح اسرى على قيد الحياة، الأمر الذي سيثير توتراً شديداً في المجتمع الصهيوني.

واشارت الصحيفة ان السيناريو المتفائل ظاهرياً يقول إن الاحتلال سيهزم حماس وسلطتها خلال بضعة أشهر. ولكن مسؤولية استمرار السيطرة على القطاع وسكانه ستلقى على كيان الاحتلال الإسرائيلي في هذا الواقع الجديد. وهناك شك إذا كانت هذه الهزة القوية ستجلب الأمن، أو قد تخلد وضعاً دائماً من القتال والخسائر، وهذا نعرفه من قطاع غزة قبل عملية الانفصال، ومن جنوب لبنان.

وخلصت الصحيفة الى انه حان الوقت لااعتراف بأن كيان الاحتلال لن يحقق انتصاراً، ولا يهم عدد الضربات الوحشية التي سيوجهها للقطاع وسكانه المساكين. الحقيقة المؤلمة أن حماس، وفي أعقابها حزب الله، قد جرا كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى حرب بدأت بمبادرة هجومية منهما وبفشل الاحتلال الفظيع. العمليات العسكرية لن تنجح في تغيير الوضع السياسي الذي وجد الاحتلال نفسنه فيه.

واضافت الصحيفة انه يجب أولاً، العمل على وقف إطلاق النار وإجراء صفقة شاملة لإطلاق سراح جميع الاسرى ومحاسبة المسؤولين عن الفشل في أسرع وقت. ثم الالتزام بإقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة مقابل وقف بعيد المدى لإطلاق النار، 15 سنة تقريباً، والعمل على تنفيذ هذا الالتزام. هذا العرض سيحصل على دعم العرب والعالم العربي المعتدل والسلطة الفلسطينية. ولن يبقى أمام حماس أي خيار سوى الانضمام إلى هذه المبادرة، كما اقترح قادة حماس خطة مشابهة من قبل. لقد حان الوقت لمبادرة إسرائيلية سياسية تنبع من الإدراك بأن الشعب الفلسطيني لن يختفي، وأن طريقة العيش بأمان هنا من خلال الاعتراف بحقوقه وطلباته المشروعة في الاستقلال.

كلمات دليلية :