شاهد.. فيلم فلسطيني مرشح للأوسكار!

الأحد ٠٣ ديسمبر ٢٠٢٣ - ٠٥:٢١ بتوقيت غرينتش

استقبل مهرجان مراكش الدولي للسينما في المغرب، ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة، الفيلم الوثائقي "باي باي طبريا"، للمخرجة الفرنسية الجزائرية لينا سويلم ابنة الممثلة الفلسطينية هيام عباس.

العالم-فلسطين

وأعلن مهرجان مراكش الدولي للسينما، السبت، حصول فيلم “باي باي طبريا” الفلسطيني على جائزة لجنة التحكيم.

ومن المقرر عرض الفيلم الوثائقي الطويل "باي باي طبريا" في القاعات السينمائية الفرنسية ابتداءً من بداية موسم الربيع المقبل.

فيما سيكون الفيلم الوحيد الذي سيمثل دولة فلسطين في المنافسة على جوائز الأوسكار 2024، عن فئة أفضل فيلم دولي للسنة. إضافة إلى مشاركته الحالية في مهرجان مراكش الدولي للسينما، حيث تم عرضه لأول مرة أمام جمهور دولة عربية، وذلك في إطار المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة.

ويتطرق الفيلم لحياة النساء الفلسطينيات بعد النكبة سنة 1948، عبر 4 أجيال مختلفة، من خلال مشاهد حية من أرشيف عائلة الممثلة هيام عباس، الذي تم تصويره من طرف أفراد عائلتها قديماً، التي كانت تعشق التصوير وتوثيق اللحظات الخاصة، حزينةً كانت أو سعيدة.

وعرف الفيلم إشادةً كبيرةً من قِبل النقاد وجمهور مهرجان مراكش الدولي، من خلال التصفيق الحار والهتاف بعبارة "تحيا فلسطين" داخل قاعة العرض، خصوصاً أن عرضه تزامن مع فترة الهدنة المؤقتة بعد الحرب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إثر عملية "طوفان الأقصى".

"باي باي طبريا".. لمحة على معاناة نساء فلسطين بعد النكبة يسلط الفيلم الوثائقي "باي باي طبريا" الضوءَ على حياة الممثلة الفلسطينية هيام عباس، ونساء أخريات من عائلتها، وهنَّ جدة والدتها، وجدتها، ووالدتها، وخالتها، الشيء الذي يكشف مراحل عيش النساء الفلسطينيات في ظل العدوان الإسرائيلي، من خلال أجيال وفئات عمرية مختلفة.

إذ جاء الفيلم ليكشف آلام الماضي المستمرة في ذاكرة النساء الفلسطينيات، والاختيارات الصعبة أمامهن من أجل الحفاظ على حياتهن وحياة بقية أفراد عائلاتهن، في ظل التهجير القسري، ومحاولة طمس الهوية الفلسطينية من طرف المنظمات الصهيونية، بغرض قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي.

ومن خلال شخصيات الفيلم الوثائقي الحقيقية، الذي تصل مدته إلى 82 دقيقة، حاولت المخرجة لينا سويلم إيصال صوت جميع النساء الفلسطينيات الأخريات، عبر قصص تم سردها على لسان أفراد من عائلتها.

إذ إن عائلة الممثلة هيام عباس كانت قد هُجّرت من مدينة طبريا إلى قرية دير حنا، الموجودة في الجليل الأدنى، جنوب شرق عكا، ومن هناك بدأت معالم الحياة تختلف من جيل لآخر، وهو ما حصل مع هيام التي وُلدت سنة 1960، لكنها قررت الهجرة إلى بريطانيا مطلع الثمانينيات، ثم إلى فرنسا، حيث استقرت وتزوجت، وأسست لنفسها أسرة هناك.

كما أن الفيلم يكشف معاناة جدة والدة المخرجة لينا سويلم، التي فقدت أثر إحدى بناتها خلال عمليات الترحيل القسري، بعد أن آل بها المطاف إلى ما وراء الحدود مع سوريا في مخيم اليرموك.

ثم جدتها التي كانت مضطرة إلى تربية 10 أبناء في غرفة واحدة داخل بيت صغير، وهي التي كانت تمتهن مهنة التدريس لتتمكن من إعالة أطفالها.

ثم والدتها التي اضطرت للهجرة وسلك طريق مختلف من أجل تحقيق أحلامها بعيداً عن وطنها الأم، الذي حملت رسالته معها أينما حلت وارتحلت.

الأم والابنة وفكرة فيلم "باي باي طبريا"

حسب تصريحات المخرجة لينا سويلم، على هامش مشاركتها في مهرجان مراكش الدولي للسينما، قالت إن فيلم "باي باي طبريا" عبارة عن دليل لوجود دائم لدولة فلسطين في الأراضي المحتلة، من خلال الأرشيف المصور بالصوت والصورة، وهو الشيء الذي يتم إنكاره بعد الاحتلال الغاشم.

وأضافت أنها دائماً ما تفكر في أن أبناء قطاع غزة هم في الواقع أبناء وأحفاد اللاجئين الفلسطينيين، الذين تم تهجيرهم إلى مخيمات اللجوء هناك، ليكونوا مجبرين على إيجاد مكان لهم في هذا العالم.

أما الممثلة هيام عباس فقالت في لقاء لها عبر الجريدة الإلكترونية المغربية "العمق"، إن ابنتها لم تكن تفكر سابقاً في إخراج فيلم عن القضية الفلسطينية، لأنها كانت ترى أنه موضوع معقد يحتاج عمقاً كبيراً في الطرح.

إلا أن تقديمها فيلماً عن المهاجرين الجزائريين في أوروبا، والمشاكل التي يعانونها هناك، جعلها تفكر في تقديم شيء عن أصولها الفلسطينية، وذلك من خلال عمل يعكس الواقع من خلال أرشيف حي.

وأشارت هيام عباس إلى أنها كانت رافضةً تصوير فيلم يحكي عن حياتها الشخصية، إلا أن فكرة الفيلم التي تصور واقع المرأة الفلسطينية بعد النكبة جعلتها توافق على المشاركة فيه، وتقديم أرشيف واسع عن عائلتها ليكون أساس الوثائقي.

فيما أكدت على أن مشاركتها في الفيلم لا تعني أنها كانت تقدم دوراً تمثيلياً، وإنما كانت تجسد شخصيتها الحقيقية، من خلال العودة إلى سنوات الطفولة، والمعاناة التي كانت تواجهها نساء عائلتها، اللواتي يمثلن أربعة أجيال مختلفة.

وعما يحصل في فلسطين حالياً، وقطاع غزة على وجه الخصوص، قالت إن هناك ترابطاً كبيراً بين النكبة واليوم، بسبب التهجير والتنكيل وقتل المدنيين، مشيرة إلى أنها كانت محظوظة لأن والدتها عاشت في مكان سَمح لها بأن تكون ما هي عليه اليوم، وهي الفرصة غير المتاحة أمام سكان قطاع غزة.

مسلطةً الضوء على فكرة أن الفلسطينيين لم يتركوا أرضهم أبداً، وإنما أُجبروا على ذلك، وأنها قررت الهجرة خارج أرض الوطن للبحث عن طريق يساعدها في تحقيق أحلامها.