شهران انقضيا من بدء الحرب الوحشية الإسرائيلية على غزة، دون أن ينجح العدو في تحقيق تقدم حقيقي بعد، وهو يدرك أن المرحلة المقبلة ستكون أصعب وأشد.
المعطيات على أرض المعركة تظهر بوضوح العجز الاسرائيلي، وارتباكه نتيجة الخسائر الكبيرة التي يلتقاها يوميا، في العتيد والعتاد.
مئات الدبابات والآليات الاسرائيلية دمرت واخرجت عن الخدمة، والحصيلة الرسمية لقتلى جنوده تجاوزت الأربعمئة. وهدفه الرئيسي الذي كان يهدف للسيطرة على شمال غزة باء بالفشل بعد أن عجز عن تحقيق خرق جدي باتجاه مدينة غزة، بالرغم من الدمار الوحشي الذي أحدثه في القطاع.
والمعضلة الأكبر للاحتلال تتمثل بصواريخ المقاومة التي لم تتوقف عن دك تل ابيب والمدن والمستوطنات الاسرائيلية والتقديرات تتحدث عن إطلاق أكثر من أحد عشر ألف صاروخ من غزة منذ السابع من أكتوبر.
وللتغطية على هذا الفشل حول الاحتلال هجومه الى جنوب القطاع، وسحب جزءا كبيرا من قواته من مناطق شمال غربي غزة، لكن المفاجأة أنه اصطدم بمقاومة أكبر في الجنوب، وخسائره ارتفعت على نحو اكبر.
وامام سياسة الهروب إلى الأمام، من قبل قادة الكيان ومواصلة طرح سقف عالٍ لأهداف الحرب، بدأ الداخل الإسرائيلي يتململ من قيادته، إلى حرب لا تظهر لها نهاية، ولا إمكانية للنصر فيها. وذلك بالتزامن مع تشققات داخل الحكومة وحزب الليكود الذي يقوده رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وتصاعد المطالب السياسية والإعلامية بالبحث عن طريقة لخفض سقف الأهداف، ووضع قضية الأسرى في رأس سلم الاهتمام.