إحتضان بايدن لحكومة نتنياهو قد تحرمه ولاية رئاسية ثانية

الخميس ٠٧ ديسمبر ٢٠٢٣ - ٠٦:١١ بتوقيت غرينتش

بين دعم غير مشروط للكيان الإسرائيلي، مبني على قاعدة ثابتة في السياسة الأميركية.. وبين تحديات مستجدة يفرضها واقع العدوان على غزة.. مسار غير مضمون حتى اللحظة لجو بايدن نحو ولاية رئاسية ثانية.

العالم _ ثينك تانك

لم يكن دعم الولايات المتحدة للكيان الإسرائيلي محل شك أو جدل في أروقة السياسة الأميركية.. لكن مع تغير المقاربات السياسية العالمية، قد يكون الوقت حان لمراجعة نتائج ومآلات هذا الدعم، خاصة بعد العدوان على غزة.

ومن النتائج الملفتة، تغير المزاج الشعبي الأميركي، وتحديدا لدى المجتمعات المسلمة التي بدأت تقتنع بقدرتها على لعب دور مهم من خلال الانتخابات الرئاسية، تحت عنوان التخلي عن بايدن في انتخابات تشرين الثاني نوفمبر المقبل.

وإلى جانب المجتمع المسلم، تيار من الشباب الأميركي بات أكثر تعاطفا مع قضية فلسطين، قد يحدد مسار صناديق الاقتراع ويفرض قاعدة جديدة تكون حاضرة في مقاربات الديمقراطيين والجمهوريين في مرحلة ما بعد السابع من أكتوبر.

فهل سيستطيع موقف المسلمين الأميركيين تغيير أجندة بايدن تجاه الاحتلال؟ وماذا عن شبح ترامب الذي لا يختلف ربما عن بايدن فيما يخص الموضوع الإسرائيلي؟

المركز الأول.. التحدي الذي يواجهه الرئيس الأميركي فيما يخص العدوان على غزة قد يتحول إلى فرصة يستفيد منها.

هذا ما ورد في مقالة لفورين بوليسي بعنوان "بايدن يمسك بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني الآن".. بداية تشير المقالة إلى أنه لا بد من ربط شرعية السلطة الفلسطينية، وإجراء الانتخابات، بجهد حقيقي للتفاوض على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، على أساس حل الدولتين.

السؤال الأكبر هو ما إذا كان بايدن لديه النطاق الترددي للقيام بمثل هذا المسعى الهائل، خاصة وأنه يتجه نحو انتخابات رئاسية متقاربة في عام 2024.

لكن في المقابل.. لا يمكن لأحد أن يتجاهل السياسات الداخلية، لاسيما المتعلقة بالقضية الإسرائيلية الفلسطينية والتي هي مشحونة بالفعل.

فمع ظهور الحزب الجمهوري كحزب لا يعتبر أن 'إسرائيل' تخطئ، وحزب ديمقراطي منقسم مع جناح تقدمي يدفع بايدن لفرض المساءلة على 'إسرائيل'، سيحتاج بايدن إلى السير في مسار محفوف بالمخاطر.

بناء على كل هذا.. ومع اتباع سياسة من شأنها تقويض مصداقية الرئيس، سوف يكلفه ذلك سياسيا، خاصة في ولاية مثل ميشيغان، مع الأميركيين العرب وكذلك مع التقدميين والديمقراطيين الشباب.

ربما يتذكر الناس بايدن باعتباره الرئيس الأمريكي الذي أشرف على المرحلة الأكثر دموية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

والمركز الثاني.. مقابل فكرة أن الوضع الحالي قد يكون فرصة يستفيد منها بايدن، هناك رأي مغاير تبنته 'ذا نيشن' في مقالة بعنوان "غزة وبايدن والطريق إلى الأمام".

نقرأ هنا: لا بد أن تتغير سياسة الولايات المتحدة تجاه 'إسرائيل' وفلسطين، سواء حول الأولوية اليوم وقف دائم لإطلاق النار أو على المدى الطويل، أي وقف إصدار شيك أبيض 'لإسرائيل'.. ومع ذلك، فإن مهمة إقناع الدوائر المناهضة لحملة ماغا الخاصة بترامب بالتصويت للمرشح الديمقراطي أصبحت أكثر صعوبة إذا كان هذا المرشح جو بايدن

هناك اشمئزاز تقول المقالة، واسع النطاق من احتضان بايدن للعنف الإسرائيلي كلفه الدعم بين الدوائر الانتخابية الديمقراطية المهمة التي تمثل ساحة معركة رئيسية.. هذا الاشمئزاز سيشجع الامتناع عن التصويت أو التصويت لطرف ثالث، وكلاهما سيكون في الواقع تصويتا للمرشح الجمهوري.

النتيجة هي أن اليسار يحتاج لتعديل استراتيجيته السياسية والانتخابية، لاسيما الضغط على بايدن للانسحاب أو التنحي لصالح مرشح قادر على الفوز.. كان نهج بايدن تجاه غزة بمثابة كارثة أخلاقية وسياسية، وبما أنه يبدو أن بايدن لا يستطيع فعل الكثير من هنا لاستعادة هؤلاء الناخبين، فنحن بحاجة إلى التفكير في طرق لدفعه جانبا.

حول موضوعنا كان هناك تعليقات كثيرة.. نبدأ هنا مع " ستيفن كوان" الذي كتب أن: دعم بايدن لحملة الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة يعني أنه خسر أصوات المسلمين والشباب، وكلاهما كانا حاسمين في جعل بايدن يفوز في المرة السابقة.

السياسي الأميركي "جيوفري يونغ" كتب على حسابه في إكس أن: هيكلية الحزب 'الديمقراطي' بأكمله مكونة من الحمقى ودعاة الحرب المتوحشين... أما الحزب الجمهوري فهو على النقيض من ذلك: مكون من دعاة الحرب المتوحشون والحمقى.

"جوشوا مايرز" اعتبر أن سياسية بايدن ستخرجه من البيت الابيض: من حق فلسطين أن تدافع عنها ضد حكومة صهيونية إرهابية محتلة ومعادية للسامية، لقد خسرتم أنتم وبايدن كل أصوات المسلمين! أعتقد أنكم تقومون بتسليم البيت الأبيض لترامب.

في الأخير نقرأ هذا التعليق من "جيرالد سكوت": أتمنى أن تدرك كل دولة إسلامية أن جو بايدن كاذب مثل سلفه.. لقد طلب من 'إسرائيل' علنا أن تتوقف عن قتل المدنيين الأبرياء، لكنه يواصل إرسال الدعم العسكري الضخم إلى 'إسرائيل' ومليارات من أموال دافعي الضرائب.

واستضافت هذه الحلقة من العاصمة الأميركية واشنطن الصحفي والمحلل السياسي عاطف عبد الجواد.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..