صحفية لبنانية بترت ساقها تروي تفاصيل مؤلمة عن هجوم قوات الاحتلال عليها

صحفية لبنانية بترت ساقها تروي تفاصيل مؤلمة عن هجوم قوات الاحتلال عليها
السبت ٠٩ ديسمبر ٢٠٢٣ - ٠٢:١٣ بتوقيت غرينتش

روت الصحفية اللبنانية كريستينا عاصي، تفاصيل الهجوم الذي تعرضت فيه مجموعة صحفية على حدود لبنان قرب الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي أسفر عن استشهاد زميلها في وكالة رويترز، عصام عبد الله، وإصابة آخرين، هي واحد منهم، حيث خسرت ساقها. 

العالم-فلسطين

وقالت الصحفية التي ترقد الآن في المستشفى وتحتاج لرحلة علاج طويلة: "كنا سبعة صحفيين من وكالات مختلفة، منها رويترز والجزيرة، وكنا في منطقة مكشوفة. كلنا كنا نرتدي الخوذ والسترات ونقوم فقط بعملنا ونغطي الاشتباكات".

وتابعت الصحفية التي خضعت لثلاث عمليات جراحية: "كنا نحافظ على مسافة آمنة من الخط الأمامي، لذا كنا في أمان وشعرنا أننا في أمان".

وأكدت كريستينا في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية" أنه "لم يكن حولنا لا حماس ولا حزب الله، لم يكن هناك أحد، كنا فقط مجموعة من الصحفيين ونقوم بعملنا".

ولفتت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي هاجمهم "مرتين وليس مرة واحدة، ما أدى إلى بتر ساقي، والآن يجب أن أبقى في المستشفى لفترة طويلة حتى أتعافى قليلا"، وفق حديثها.

وخلص تحقيق لوكالة رويترز، إلى أن دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي قتلت صحفيا من الوكالة وأصابت ستة صحفيين في لبنان يوم 13 تشرين الأول/ أكتوبر بإطلاق قذيفتين في تتابع سريع من داخل الأراضي المحتلة، بينما كان الصحفيون يصورون قصفا عبر الحدود.

وأدت الضربتان إلى استشهاد الصحفي عصام عبدالله (37 عاما) من وكالة رويترز، وإصابة مصورة وكالة فرانس برس كريستينا عاصي (28 عاما) بجروح خطيرة على بعد كيلومتر واحد من الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة بالقرب من قرية علما الشعب.

وتحدثت "رويترز" مع أكثر من 30 من المسؤولين الحكوميين والأمنيين والخبراء العسكريين والمحققين في الطب الشرعي، إلى جانب محامين ومسعفين وشهود للتوصل إلى رواية مفصلة عن الحادث.

وراجعت "رويترز" لقطات فيديو مدتها ساعات من ثماني وسائل إعلام كانت في المنطقة في ذلك الوقت ومئات الصور التي التقطت قبل الهجوم وبعده، وتشمل صورا عالية الدقة بالأقمار الصناعية.

وفي إطار تحقيقها، جمعت "رويترز" أيضا أدلة من مكان الحادث وحصلت عليها، بما في ذلك شظايا على الأرض وأخرى في سيارة "رويترز" وثلاث سترات واقية من الرصاص وكاميرا وحامل ثلاثي القوائم وقطعة معدنية كبيرة.

وفحصت المنظمة الهولندية للبحث العلمي التطبيقي (تي.إن.أو)، وهي مؤسسة بحثية مستقلة تختبر وتحلل الذخائر والأسلحة لصالح عملاء مثل وزارة الدفاع الهولندية، تلك المواد لصالح "رويترز" في مختبراتها في لاهاي.

وكانت النتائج الرئيسية التي توصلت إليها المنظمة الهولندية هي أن القطعة المعدنية الكبيرة كانت عبارة عن جزء من ذيل قذيفة دبابة عيار 120 ملليمترا وأطلقها مدفع دبابة متمركزة على بعد 1.34 كيلومتر من المراسلين عبر الحدود اللبنانية.

وعرضت "رويترز" على جيش الاحتلال الإسرائيلي النتائج التي توصلت إليها، أن قذيفتي الدبابة أطلقتا من داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي وطرحت أسئلة تفصيلية إضافية منها عن ما إذا كانت القوات الإسرائيلية على علم بأنها تطلق النار على الصحفيين.

واستشهد ما لا يقل عن 73 صحفيا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وهي أكبر حصيلة للضحايا الصحفيين منذ 30 عاما، وغالبيتهم فلسطينيون ولبنانيون.