هذه فاكهة المقاومة..ما علاقتها بإيران وأطول ليلة بالخريف؟

هذه فاكهة المقاومة..ما علاقتها بإيران وأطول ليلة بالخريف؟
الثلاثاء ١٩ ديسمبر ٢٠٢٣ - ٠٦:٥٧ بتوقيت غرينتش

انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسابيع القليلة الماضية، الكثير من المنشورات التي تحتوي على صورة فاكهة تعتبر رمزا تعبيريا للمقاومة.

العالم- فلسطين

وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسابيع القليلة الماضية، الكثير من المنشورات التي تحتوي على صورة البطيخ كـ رمز تعبيري، في منشورات ليس لها علاقة بكون البطيخ أحد أنواع الفاكهة، حتى أعلنت "إسرائيل" منع البطيخ عن قطاع غزة المُحتل، وإعتقال كل يشتريه، فلماذا البطيخ على وجه التحديد؟

تاريخ البطيخ مع القضية الفلسطينية

ويتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، صور ومنشورات تحتوي على صورة البطيخ كـ رمز تعبيري عن المقاومة الفلسطينية، والدعم لهم، فألوانه هي الأقرب إلى العلم الفلسطيني، فيعبر البطيخ عن العلم وعن كونهم دولة مستقلة وشعب له هوية.

استخدم الرسامون عبر مواقع التواصل الاجتماعي فاكهة البطيخ وأدمجوا الرمز في لوحاتهم للتعبير عن قضيتهم، إلى جانب استعانة الفلسطينيين برمزه للتعبير عن قضيتهم وصمودهم وتمسكهم بالأرض، وذلك بسبب حذف خواريزمات "فيسبوك" للمنشورات الداعمة لفلسطين.

ظهرت صور البطيخ في الاحتجاجات في تل أبيب أيضاً

تاريخ استخدام البطيخ في مقاطع الاحتلال الإسرائيلي

يعتبر استخدام فاكهة البطيخ كرمز لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي حيلة قديمة جديدة، وتتجدد بتجدد المقاومة وتعود لتظهر من جديد على الساحة في كل قصف لقطاع غزة أو الضفة الغربية أو أي شكل من أشكال التعنت والتضييق الإسرائيلي على الفلسطينيين.

كانت قوات الاحتلال الصهيوني قد حظرت جميع العروض العلنية العامة للعلم الفلسطيني عقب حرب 1967م، حيث منعت الفنانين التشكيليين من إقامة معارض لرسومات مباشرة عن فلسطين، أو استخدام العلم الفلسطيني في رسوماتهم الفنية والتشكيلية، والتي كانت تمثل تضامنًا للقضية، وسبيلاً من سبل المقاومة السلمية.

بدأ الفنانون التشكيليون في التفكير في ابتكار أمر ما يتشابه مع العلم الفلسطيني، ليجدوا أن فاكهة البطيخ هي الأقرب لصمودهم ومقاومتهم، فيتميز بقشرته الخضراء وتتعرج بها بعض الخطوط البيضاء، وداخله اللون الأحمر، وبه بذور سوداء قاتمة.

إسرائيل تمنع حيازة البطيخ في غزة

كلما منعت قوات الاحتلال الصهيوني، أبناء قطاع غزة المحتل من التعبير عن قضيتهم، ومقاومة سياسة وعنف العدوان على أراضيهم، كلما فاجئ الفلسطينيين قوات الاحتلال بإبداع طرق مميزة ومختلفة لمقاومتهم، لتكن إحدى طرقهم استخدام فاكهة البطيخ كرمز تعبيري عن المقاومة، لتشابه الوانه مع ألوان العلم الفلسطيني.

وقف العدو الإسرائيلي عاجز أمام حيل المقاومة الفلسطينية للتعبير عن قضيتهم، وفي النهاية سنت "إسرائيل" قانونًا يمنع حيازة فاكهة البطيخ في قطاع غزة، وفرض عقوبة الاعتقال على من يشتريه ويتداوله.

تجهيز 150 شاحنة مساعدات إغاثية استعدادًا لإدخالها غزة

قال مصطفى عبدالفتاح، مراسل القاهرة الإخبارية، إنه جرى تجهيز نحو 150 شاحنة مساعدات إنسانية لإدخالها إلى الأراضي الفلسطينية عن طريق معبر رفح، موضحا أن المعبر استقبل اليوم 4 حالات من مصابي قطاع غزة، فضلا عن أفواج من حاملي الجنسيات المزدوجة والمصريين الذين كانوا عالقين في القطاع ووصل عددهم لنحو 400 شخص.

وأضاف عبدالفتاح، خلال تغطية من معبر رفح عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن الدولة المصرية حريصة على ضخ المساعدات بصورة مستمرة للقطاع، لكن تبقى العراقيل التي يضعها الجانب الإسرائيلي هي الحائل دون دخول مزيد من الشاحنات، مشيرا إلى انتشار سيارات الإسعاف المصرية في معبر رفح البري، ما يدلل على الجاهزية المصرية لاستقبال مزيد من حالات الجرحى والمصابين ومن ثم توجيههم إلى المستشفيات المصرية.

وتابع: "ما زالت القوافل الإنسانية تتواصل وتتوالى في القدوم إلى معبر رفح من خلال التجهيزات سواء من قبل التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي أو المساعدات الدولية التي لا زالت تتوافد عبر مطار العريش".

ولفت إلى أن مصر أعلنت استعدادها لاستقبال حاملي الجنسيات المزدوجة منذ بداية الأزمة والتعاون مع دول العالم التي تريد إجلاء رعاياها من قطاع غزة، ووصلت عدد الذين جاءوا مصر حتى الآن إلى 6 آلاف شخص من حاملي الجنسيات المزودجة، إضافة إلى المصريين العالقين.

وأكد استمرار مصر في استقبال أعداد أخرى، وربما تشهد الساعات المقبلة وصول مئات من حاملي الجنسيات المزدوجة، والعودة إلى وجهتهم الأصلية.

البطيخ في الثقافة الايرانية..على مائدة أطول ليلة

مع انتهاء آخر ساعة من الخريف وقدوم الشتاء، تأتي "يلدا" بشعرها الأسود الطويل وفستانها الأبيض، لتغطي على الخريف وألوانه الزاهية، وتستقبل الشتاء بفرحة، هكذا تشير الأسطورة في إيران إلى ليلة "يلدا" أو "شب يلدا" باللغة الفارسية، مشبّهة إياها بالأنثى.

يحتفل الإيرانيون ضمن أجواء من الفرح والبهجة بليلة يلدا، وهي أطول ليلة وآخر ليالي الخريف حسب التقويم الشمسي، وتصادف يوم 21 ديسمبر/كانون الأول، حيث تسهر العائلات حتى بزوغ شمس اليوم التالي إحياء لهذا التقليد.

ويعود وجود الرمان والبطيخ على مائدة يلدا إلى أن الرمان هو رمز الفرح والولادة منذ القدم، إذ يؤثر على تنقية وزيادة الدم في الجسم، مما يساعد على تنشيط الفرد، وفق ما نقلته وكالة إيسنا عن الدكتور محمد حسين أنصاري.

ويعتقد الأقدمون أيضا أن تناول قليل من البطيخ الذي يرمز للصيف والحرارة، يحمي الشخص من برد الشتاء.

ويلدا هي كلمة سريانية، وتعني ميلاد أو الولادة، ومع تقدم الدورة الشمسية طوال العام، تصل الشمس في آخر الخريف إلى أخفض نقطة في الجنوب الشرقي فتقل ساعات النهار ويطول الليل.

ولكن مع أول يوم في الشتاء، تبدأ الشمس بالعودة نحو الشمال الشرقي في مدارها ليحدث العكس حيث تزيد ساعات النهار ويقصر الليل، وهو ما دفع الناس قديما لتسمية هذه الليلة بيوم ولادة الشمس أو إعلان ميلادها مجددا.