في لقاء خاص..

السفير التركي في طهران يوضح موقف بلاده من العدوان على غزة

السبت ٣٠ ديسمبر ٢٠٢٣ - ٠٥:١٧ بتوقيت غرينتش

أكد السفير التركي في طهران حجابي كرلانغيتش، أن مسؤولي كل الدول الاسلامية يجب ان يعيدوا النظر بمواقفهم ويشكلوا تحالفا ويقدموا على وقف العدوان على غزة وايصال المساعدات اليها، مشددا على أن المفاوضات والخطابات لم تقدم مساعدة لاهالي غزة المظلومين، ومازال الاحتلال يواصل هجماته وتركيا كان لها موقف ضد العدوان دائما، ودعمت الشعب الفلسطيني وخاصة اهالي غزة.

العالممن طهران

وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته قناة العالم مع السفير التركي في طهران حجابي كرلانغيتش في برنامج "من طهران":

قال كرلانغيتش: اشكركم وانا سعيد جدا باستضافتكم في السفارة التركية ، لقد حضرت منذ حوالي عشرة اشهر الى طهران كسفير لجمهورية تركيا، ومن قبل كنت قد عشت في ايران، عندما كنت قبل سنين طالبا جامعيا ومن ثم استاذا، وفي كل عام مرة او مرتين كنت ازور ايران، وبالطبع كانت هناك فترة طويلة من الانقطاع عن ايران قبل ان آتي اليها سفيرا.

وبين كرلانغيتش: هذه المرة وجدت طهران اكثر تطورا من السابق من حيث العمارة المدنية والاجواء المعيشية والمتنزهات وحدائق الغابات والابنية والانفاق والطرق والشوارع، تطورت وتقدمت، وارتقى مستوى الحياة الاجتماعية فيها. وبالرغم من الحظر المفروض على ايران وجدت ان الناس في ايران صامدين واقوياء ويواصلون مسيرهم.

ولفت إلى أن الحياة في ايران لها جوانب متعددة، فالحياة الاجتماعية متعددة الالوان والناس فيها ايجابيون، وسلوكهم متحضر، والحضور في ايران وخاصة في طهران كان ممتعا لي كلما زرت ايران، وفي مرة مكثت طويلا هنا، حوالي سنة دراسية كاملة، وكان الامر ممتعا بالنسبة لي، الايرانيون مضيافون وكرماء ونحن من بلد شقيق ومجاور ومسلم لدينا مشتركات كثيرة ولا نعتبر انفسنا غرباء هنا، ولم اواجه اي مشكلة من قبل في طهران خلال فترة الدراسة والمشاركة في النشاطات العلمية، وكان الاصدقاء الايرانيون يساعدونني.

إيران وتركيا.. تاريخ مشترك، وموروث ديني وثقافي مشترك

واعتبر كرلانغيتش بأن لدى تركيا وإيران مشتركات كثيرة قائلا: نحن جيران، لنا تاريخ مشترك، وموروث ثقافي مشترك، وموروث ديني، وعلينا حقوق الجيرة، واجباتنا كثيرة حيال ايران كبلد جار، بالطبع لدينا تعاون في مجالات مختلفة، وتعاوننا يسير نحو مستويات رفيعة، ونحن سعداء لذلك، لكن هذا لا يكفي، مسؤولو البلدين حددوا اهدافا لمستوى التبادل التجاري بين البلدين، وهو 30 مليار دولار، بالطبع في الايام الاخيرة وصل 6 مليارات دولار فقط وهذا ليس كافيا ونحن نسعى في كلا البلدين ان نرفع من هذا المستوى، ويجب ان نستثمر في مجالات مختلفة في ايران وتركيا.

ولفت كرلانغيتش إلى أن غالبية حجم التبادل التجاري هو في مجال النفط والغاز، واذا صرفنا النظر عن النفط والغاز فان حصة باقي القطاعات ستكون قليلة جدا وهذا يستوجب منا المزيد من السعي في مجال الاستثمار في الصناعة والسياحة والمجالات الثقافية والعلمية، مثلا في السياحة هناك مجال كثير للتطوير، فايران بلد له تاريخ عريق ومؤثر في جغرافيا واسعة في هذه المنطقة، وفيها الكثير من المعالم التاريخية والسياحية.

ونوّه كرلانغيتش إلى أن هناك الكثير من المجالات، في مجال السياحة، الكثير من المواطنين الايرانيين يزورون مناطق مختلفة من تركيا، ولكن نحن اقل استفادة من المجالات السياحية لدى الجانب الايراني، وهناك اسباب لذلك ومنها ان ايران لا تعمل على الدعاية السياحية لنفسها في تركيا كثيرا، فاذا كانت هناك دعاية مناسبة في تركيا حول المعالم السياحية في ايران فان الشعب التركي مستعد لزيارة مختلف المدن الايرانية والمعالم التاريخية والدينية والطبيعية فيها، ان مستوى المعرفة عن ايران في تريكا منخفض ونحن نعرف بعضنا لكن هذا لا يكفي، ويجب على ايران ان تقدم التسهيلات للسياح الاجانب ليزوروا ايران ويتعرفوا عليها، وايران تستحق ذلك والشعب التركي يرغب في التعرف علي ايران وزيارتها، وهذا يحتاج الى دعاية وتسهيل.

ولفت كرلانغيتش إلى أنه منذ سنوات بلدان المنطقة ومنها بلدنا وايران والبلدان الاخرى يتحدثون ويتناقشون ويرغبون في ان يستخدموا العملات المحلية في التجارة بينهم، لكن هذا لم يتم لحد الان، وهناك عدة اسباب تمنع ذلك. انا لست خبيرا اقتصاديا، لكن كلما نتحدث مع الاصدقاء ونقوم باستشارات رسمية، هذه المسألة تبرز اكثر وهي تبادل العملات المحلية في التجارة البينية، ولكن لم يتم التوصل الى نتيجة لحد الان، وهذا ليس فقط بين ايران وتركيا، وهناك بلدان اخرى ترغب في ذلك لكن ذلك لم يتحقق لحد الان

وتابع كرلانغيتش: واذا ما تحقق هذا الامر فان الكثير من الامور ستتغير في العالم، وهذا مهم جدا، ويجب بذل المزيد من الجهود في هذا المجال، واستقلالية القرار لدى الدول يساعد في التجارة وتحسين الوضع الاقتصادي فيها وايضا يساعد في تحقيق الاستقلال السياسي والقومي، ولكن هذا عمليا لم يتحقق بعد، ويجب المزيد من التباحث والمناقشة حول هذا الامر بين الدول.

قضية غزة أحزنت كافة الشعوب الاسلامية

وفيما يتعلق بقضية غزة لفت كرلانغيتش إلى أن تلك القضية احزنت كافة الشعوب الاسلامية، ردود الفعل التي ابدتها الدول الاسلامية حيال هذه القضية مختلفة، بالطبع الكل مستاؤون من ذلك، لكن مواقف الدول مختلفة، تركيا في هذا المجال ومنذ بداية الاحداث وبداية العدوان الاسرائيلي على غزة واستمرار الهجمات الوحشية، كان لها موقف ضد العدوان دائما، ودعمت الشعب الفلسطيني وخاصة اهالي غزة، واتخذت خطوات لانهاء هذا العدوان الوحشي والابادة الجماعية ومنع هذه الهجمات على المستوى الدولي، رئيس جمهوريتنا ووزير خارجيتنا التقوا رؤساء ووزراء مختلف البلدان حول هذا الامر وسعوا لوقف هذه الهجمات.

ونوه كرلانغيتش إلى أنه حتى الان لم يتم تحقيق نتائج جيدة للاسف، المفاوضات والحوارات والخطابات لم تقدم مساعدة لاهالي غزة المظلومين، ومازالت "اسرائيل" تواصل هجماتها. هناك نتيجة ايجابية وهي ان الناس في العالم وفي الغرب عرفوا حقيقة "اسرائيل" اكثر ووقفوا ضدها، ليس الحكومات وانما الناس يقفون اليوم ضد هذه القضية ويحتجون. نحن سعينا لمساعدة جرحى الشعب الفلسطيني في غزة ونقلهم الى تركيا، وتم نقل بعض المواطنين من جنسيات مختلفة الى مصر ومن هناك الى تركيا، لكن هذا لا علاقة له بأهل غزة، ومن الضروري ان تكون هناك خطوات كثيرة، وهناك تقرب في هذا المجال بين تركيا وايران رغم ان هناك اختلافات في وجهات النظر، لكنهما يسعيان لايجاد حلول لهذا الامر، فتركيا تؤيد حل الدولتين، وايران تريد اجراء استفتاء.

المنظمات الدولية المشكلة من اجل اقامة السلام في العالم ليس لها حول ولا قوة

وأكد كرلانغيتش: المنظمات الدولية التي من المقرر ان تتشكل من اجل اقامة السلام في العالم ليس لها حول ولا قوة في هذا المجال، والنظام العالمي مبني على هذا للاسف، وهذا الامر مستمر منذ عشرات السنين، والدول المجاورة لهذه الاحداث اي المجاورة لفلسطين، لم تؤثر الخطوات التي اتخذتها في هذا المجال كثيرا، والمنظمات الدولية وحتى الاسلامية لم تكن قراراتها وبياناتها مؤثرة كثيرا لان "اسرائيل" كدولة احتلال في المنطقة لا تكترث لكل تلك القرارات، وبعض الدول التي تعرفونها وعلى رأسها الولايات المتحدة والدول الغربية الاخرى تدعم "اسرائيل" في هذا المجال، وترى نفسها مجبرة على دعم "اسرائيل"، في هذه الظروف ايصال المساعدات لاهل فلسطين وغزة امر صعب جدا، وفتح الحدود احيانا يكون خارج نطاق ارادة الدول مثل معبر رفح، انه امر صعب، في النظرة الاولى يمكن ان نتصور ان مصر متى ما ارادت يمكنها ان تفتح المعبر لكن الامر ليس كذلك.

ولفت كرلانغيتش إلى أن ايصال المساعدات ونقل الجرحى او الاطفال او النساء من غزة ليس امرا سهلا، التعاسة اصبحت مسلطة على كافة الدول، يجب ان نغير طريقة تعاطينا مع هذه القضية، ويجب ان تكون نظرتنا اقوى ونتخذ خطولات اكثر تأثيرا، لكنني لا اعرف كيف، انا شخص واحد، وكسفير اعيش في ايران، ولا اعرف ما هي مسؤوليتي في هذا المجال، لكن مسؤولينا، مسؤولي كل الدول الاسلامية يجب ان يعيدوا النظر في مواقفهم ويشكلوا تحالفا ويقدموا على وقف عدوان "اسرائيل" وايصال المساعدات الى غزة واقامة المستشفيات الصحراوية، كيف ستدخل هذه المستشفيات الى غزة وكيف سنحفظها من الهجمات الاسرائيلية الجوية، هذا امر معقد وعلى المدى القصير لا يبدوا انه قابل للحل.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...