بعد سحب لواء غولاني

ماذا يعني سحب الإحتلال 5 ألوية قتالية من غزة؟

ماذا يعني سحب الإحتلال 5 ألوية قتالية من غزة؟
الإثنين ٠١ يناير ٢٠٢٤ - ٠٤:١٠ بتوقيت غرينتش

قالت إذاعة جيش الاحتلال "الإسرائيلي" إن "الجيش" قرر تسريح 5 ألوية قتالية من غزة. وذكر موقع "والا" العبري أنه وفقا لتطورات القتال في غزة من المتوقع تسريح قوات إضافية خلال الأسبوع المقبل. اما صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فقالت إن الألوية التي تم تسريحها من غزة ستعود للمساعدة في "إنعاش الاقتصاد الإسرائيلي".

العالم الخبر و إعرابه

-من المعروف ان جيش الاحتلال كان قد سحب في 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي، لواء "غولاني"، من قطاع غزة "ليلتقط أنفاسه بعد تكبده خسائر فادحة"، وفق ما أورده موقع "والا" الإخباري و"القناة 12" في كيان الاحتلال.

-لا يحتاج المرء ان يكون خبيرا عسكريا، ليعرف ان مثل هذه القرارات الهامة، التي تتخذ في ذروة العدوان على غزة، والمتزامنة مع التهديدات المستمرة لرئيس وزراء الكيان الاسرائيلي وقادته العسكريين والسياسيين، بمواصلة العدوان حتى تدمير حماس والمقاومة في غزة، تؤكد على حقيقة يعلمها الجميع، وهي ان كيان الاحتلال ، ليس بامكانه ان يخوض حربا طويلة، فمثل هذه الحرب تستنفذ كل طاقاته العسكرية والاقتصادية والنفسية، وقد تدفع به نحو الانهيار.

-ان هذه القرارات، هي اعتراف عملي من جانب الاحتلال، بانه لم يعد بمقدوره ان يواصل القتال بنفس الزخم السابق، فالجيش الذي لم يتمكن من تحقيق اي هدف من اهداف عدوانه، رغم كل الدعم الذي تلقاه من الغرب وامريكا، على مدى ثلاثة اشهر، سيدفع اثمانا باهظة، واغلى بكثير، من تسويق انتصارات استعراضية، في حال أصر على مواصلة العدوان، لاسبوع او اسبوعين اخرين.

-يرى العديد من الخبراء، ان العامل الاقتصادي قد يكون احد الاسباب الكامنة وراء مثل هذه القرارات، فجنود الاحتياط الذين تم استدعاءهم للخدمة، هم اكثر من 200 الف جندي، و يمثلون نسبة كبيرة من اليد العاملة التي تحرك اقتصاد الكيان، الامر الذي يكشف بدوره امرا في غاية الاهمية، وهو ان جيش الاحتلال ايقن ان العدوان على غزة لم يكن نزهة، وان القضاء على حماس، هدف بعيد المنال، وانه اخطأ في حساباته، وعليه لم يعد امامه من خيار الا وقف العدوان والانسحاب من غزة مرغما.

-الرئيس الامريكي جو بايدن، جازف بخسارة الانتخابات، وزاد من كراهية الشعوب العربية والاسلامية والحرة لامريكا، عندما منح كل هذا الوقت لقوات الاحتلال، لتحقيق اهدافها في غزة والمتمثلة بالقضاء على المقاومة، وتدمير انفاق غزة، ودفع اهلها لاخلائها، الا انها لم تحقق خلال 87 يوما الا "انجازا" واحدا، وهو قتل نحو 12 الف طفل، و6 الاف امراة، لذلك قد يدفع ضغط الشارع الامريكي الرافض للدعم الاعمى الذي يقدمة بايدن للكيان الاسرائيلي، الاخير الى تقليص الفترة التي منحها للكيان، او حتى الاعلان عن انها انتهت.

-رغم توغل الدبابات الاسرائيلية في بعض مناطق غزة، الا ان قوات الاحتلال لم تفرض سيطرتها على اي منطقة من هذه المناطق، بل ان هذه المناطق تحولت الى افخاخ ومصائد لجنود الاحتلال، الذين يتم قنصهم وقتلهم، كما كشفت الافلام التي تبثها المقاومة الاسلامية يوميا، وهو ما يؤكد على حقيقة مهمة اخرى، وهي ان قوات الاحتلال، كما فشلت في تحقيق اي من اهدافها في غزة، فانها ستشفل في إنشاء اي منطقة عازلة فيها.

-الشيء الوحيد المتبقي امام نتنياهو، هو ان يجد بمساعدة رفيق دربه بايدن، سلما للنزول من الشجرة التي تسلقها في الايام الاولى من العدوان، وهو سلم قد توفره له الوساطات، التي بات يستجديها هو وبايدن، ولكن ليس من المعلوم، في حال نزل من الشجرة، ان يبقى في منصبه، او يذهب الى السجن مباشرة.