العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن.. هل يُبقي الوحش الإسرائيلي طليقاً؟

العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن.. هل يُبقي الوحش الإسرائيلي طليقاً؟
الجمعة ١٢ يناير ٢٠٢٤ - ٠٣:٥٥ بتوقيت غرينتش

لولا علمها ان منع القوات المسلحة اليمنية، للسفن التجارية من التوجه الى الكيان الاسرائيلي، سينتهي بشل الاقتصاد في هذا الكيان، لاعتماده بنسبة 70% على التجارة البحرية، وهو ما سيؤدي بالضرورة، الى وقف  الابادة الجماعية التي ترتكب في غزة، لما اقدمت امريكا على فعلتها الحمقاء المتمثلة بشن عدوان غاشم على اليمن.

العالممقالات وتحليلات

73 غارة شنتها امريكا، وذيلها القذر بريطانيا، فجر اليوم على العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة، جاءت كتأكيد اضافي على ان امريكا وبريطانيا، لا تنتهكان سيادة اليمن ووحدة أراضيه والقوانين والأنظمة الدولية فحسب، بل اظهرتا اصرارا لافتا على ان تواصل "اسرائيل" مجازرها البشعة وإبادتها الجماعية لاهالي غزة، دون اي منغصات.

"التحالف الدولي"، الذي حاولت امريكا تسويقه على انه هو الذي يقف وراء هذا العدوان على اليمن، ليس سوى كذبة كبرى، لطاما لجأت اليها امريكا، للتستر على ارهابها وعدوانها واجرامها، ضد الدول والشعوب، لتحقيق اهدافها غير المشروعة، خاصة في منطقة الشرق الاوسط، وذلك عندما ترتطم هذه الاهداف بحائط القانون الدولي، كما حصل في العراق وليبيا وسوريا، واليوم في البحر الاحمر.

"التحالفات الدولية" التي شكلتها وتشكلها امريكا في منطقة الشرق الاوسط، من وراء ظهر منظمة الامم المتحدة، هي تحالفات كانت ومازالت، غير قانونية وعداونية، تصب في خدمة هدف واحد وحيد، هو خدمة "اسرائيل"، واللافت ان "العنصر الثابت والوحيد" في كل تحالفات امريكا هذه، هو "بريطانيا"، اما باقي الدول التي دست امريكا اسمائها في هذه التحالفات لا تقوم الا بدور الكومبارس.

"تحالف حارس الازدهار"، الذي شكلته امريكا على عجل، رغم ان هدفه المعلن حماية الملاحة في البحر الاحمر والبحر العربي، لا تجد فيه دولة واحد من دول المنطقة المعنية بأمن واستقرار هذه الممرات المائية، مثل مصر والسودان والسعودية وسلطنة عمان ودول المنطقة الاخرى، بإستثناء البحرين، التي لها وضع خاص لم يعد خافيا على احد، لبسبب بسيط وواضح، هو ان جميع هذه الدول ادركت ان هذا التحالف يهدف الى خدمة "اسرائيل"، وتوفير الامن لسفنها وتجارتها، من اجل تمويل عدوانها الهمجي ضد غزة، وإلا فالقوات المسلحة اليمنية، لم تعرض الملاحة الدولية للخطر، وان كل ما تقوله امريكا ليست سوى اكاذيب، لتبرير عدوانها على الشعب اليمني، الامر الذي يلقي المزيد من الضوء على الانخراط الكامل لامريكا وبريطانيا في العدوان على غزة والابادة الجماعية التي يتعرض لها اهلها.

ان موقف مصر، بوصفها اكبر دولة في المنطقة يهمها امن الملاحة البحرية في البحر الاحمر بسبب وجود قناة السويس، يُكذب الرواية الامريكية، بشأن تهديد القوات المسلحة اليمنية للملاحة الدولية في البحر الاحمر، فقد اعلنت وعلى لسان رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع ، ان حركة الملاحة بالقناة منتظمة، وانه منذ 19 تشرين الثاني /نوفمير وحتى اليوم عبرت الالاف من السفن قناة السويس، بإستثناء السفن التي تتعامل مع الكيان الاسرائيلي اختارت العبور عبر طريق رأس الرجاء الصالح.

من المؤكد ان امريكا ومن خلال عدوانها الغاشم والغادر على اليمن، لم ولن تحقق اهدافها في اطلاق يد الوحش الاسرائيلي، ليفعل ما يشاء في غزة، فالقوات المسلحة اليمنية وباقي اعضاء محور المقاومة، لن يتركوا هذا الوحش حرا، كما تريد امريكا، فالعدوان الامريكي على اليمن سيضاعف من تضامن محور المقاومة، بعد ان تكشف حجم الانخراط الامريكي في العدوان على غزة، وهو عدوان اثبت صوابية موقف فصائل المقاومة في المنطقة، من استهداف، راس الافعى المتمثلة بالقواعد الامريكية في العراق وسوريا.

منع امريكا مجلس الامن الدولي من اصدار قرار لوقف العدوان على غزة، بينما تستخدم امريكا مجلس الامن ذاته لادانة اليمن، الامر الذي يفضح الارهاب الامريكي اكثر مما هو مفضوح، فامريكا التي تكذب على العالم انها تعمل على عدم اتساع رقعة الحرب، نراها تجر المنطقة الى حرب اقليمية شاملة، لحماية الاقتصاد الاسرائيلي من الانهيار، بينما الجميع يعلم ان مفتاح حل الازمة يكمن في وقت العدوان على غزة، وهو ما ترفضه امريكا.

اقوى رد يمني على العدوان الامريكي البريطاني على اليمن جاء على لسان عضو المكتب السياسي لحركة انصار الله ، محمد الفرح ، في تدوينة على "إكس" عندما كتب يقول: "لنفترض أن امريكا اعتدت الليلة على اليمن وفي صباح الغد أوقفت العدوان على غزة او اعلنت توقفها عن العدوان على اليمن. نؤكد لكم أن الحرب بيننا وبين من اعتدى علينا لن تتوقف وسنستمر في استهداف بوارجه وسفنه التجارية وقواعده ومصالحه وربما تستمر الحرب بيننا لسنوات مهما كانت التضحيات".. ان امريكا ستدرك سريعا انها ارتكبت حماقة ستفتح عليها ابواب جهنم، فاليمن ومحور المقاومة، لا يهددون بل ينفذون، وعلى امريكا ان تنتظر الرد الذي سيجبرها في النهاية، على لجم الوحش الاسرائيلي، شاءت أم أبت.

بقلم: احمد محمد _ العالم