العالم- العراق
الحكومات العراقية دائما ما كانت تظهر مواقفها حين الاضطرابات، فتجدها تقدم وعودا بالجملة، وتسابق الزمن لتنفيذ مطالب الشعب، وإما أن تنتهي الأزمة يعود كل شيء لوضعه السابق، فهل ستسير حكومة السوداني على ذات الطريق؟
وفي وقت سابق من امس الخميس أكد رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، خلال جلسة الحوارية، ضمن أعمال منتدى دافوس الاقتصادي المنعقد في سويسرا، أن مبررات وجود قوات التحالف الدولي في العراق انتهت، فيما أكد أن إخراج التحالف الدولي مطلب شعبي ونحن جادون بتنفيذه.
تحالف الفتح، طالب رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، بتنفيذ الكلام الذي أطلقه خلال مؤتمر دافوس بخصوص تواجد القوات الأجنبية في العراق، فيما اعتبر إخراجهم "مطلبا شعبيا".
ويقول القيادي بالتحالف، علي حسين، في حديث لوكالة " المعلومة"، إن "رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، عندما تحدث وأطلق كلمات جريئة بخصوص وجود التحالف الدولي، في العراق، فهو ملزم بتحقيقها لا سيما أنه ركز على نقطة مهمة والتي تؤكد أن إخراج القوات الأجنبية يعد مطلبا شعبيا".
ويضيف، أن "رئاسة مجلس الوزراء مطالبة بتنفيذ المطالب الشعبية"، متوقعا "تشكيل لجان حكومية لتحديد مواعيد خروج الاحتلال الأمريكي والقوات الأجنبية الأخرى من الأراضي العراقية".
ويوضح القيادي بتحالف العامري، أن "هذه اللجان ستعمل بصورة منظمة ترتيبية على جدولة إخراج الأمريكان"، مشيرا إلى أن "استمرار وجود قوات الاحتلال في البلد، أضر كثيرا بسيادة العراق".
"مدة الطرد"
الى ذلك، حدد الخبير الأمني والاستراتيجي، عقيل الطائي، المدة التي تحتاجها القوات الأجنبية للانسحاب من العراق، فيما اعتبر موقف السوداني في دافوس "ينسجم" مع رغبة العراقيين.
ويذكر الطائي، إن "تصريحات وأجوبة، رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني في حوار خلال مؤتمر دافوس حول تواجد القوات الأجنبية وعلي رأسها قوات الاحتلال الأمريكية، كان واضحا وينسجم مع رغبة العراقيين والقوى الوطنية في انسحاب القوات الأجنبية".
ويلفت الى، أن "هنالك جدية في هذا الأمر بسبب قدرة القوات المسلحة العراقية بما فيها الحشد الشعبي، على حماية العراق والتصدي لعصابات داعش والحفاظ على الحدود والأمن الداخلي".
ويوضح الخبير الأمني، أن "جدولة إخراج القوات الأجنبية من العراق أمر مهم، وفق جدول زمني محدد يقدره الجانبان"، لافتا إلى أن "انسحاب القوات الأجنبية يحتاج إلى سنة لإخلاء القواعد العسكرية والمقرات وتسليمها بالتعاقب إلى القيادات العراقية".
ويؤكد الطائي، أن "التحالف الدولي يجب ان يرضخ الى قرار الحكومة العراقية"، مشيرا الى أن "هذا القرار سيادي وامني وسياسي يجب ان يتخذه القائد العام والقادة العسكريين ولا يخضع الى امزجة البعض في بقاء القوات المحتلة ورغبات بعض السياسيين".
الموقف الاخير الذي صدر من السوداني، ربما يدل على جدية حكومته بإخراج القوات الاجنبية من العراق، الا إن هذا الامر لن يتحقق بمنتهى السهولة، فالكثير من العوامل المحلية والاقليمية والدولية، التي تدفع أمريكا للخروج من البات والعودة عبر "الشباك".
تأكيدات برلمانية بالعمل على انهاء التواجد الأمريكي داخل العراق
وفي السياق اكد النائب عن تحالف الفتح علي تركي، اليوم الجمعة، ان هناك حراكا برلمانيا لانهاء التواجد الأميركي داخل العراق عبر اتخاذ قرارات من شانها انهاء أي وجود قتالي لامريكا في العراق وتطبيق قرار البرلمان القاضي بانهاء تواجد القوات الامريكية على الأرض العراقية.
وقال تركي لوكالة ألمعلومة، ان "سيتم العمل والتحرك برلمانيا لانهاء الوجود الأمريكي داخل العراق وضمان خروج هذه القوات خصوصا ان هناك قرار قد صوت عليه المجلس قبل سنوات لانهاء تواجد القوات الامريكية".
وأضاف ان "انهاء اتفاقية الاطار الاستراتيجي ستكون احدى الخيارات التي يتم اللجوء اليها من اجل ضمان خروج القوات الامريكية، خصوصا بعد الهجمات والانتهاكات التي ارتكبتها هذه القوات داخل العراق".
وبين ان "العراق لايحتاج الى أي قوات قتالية تتواجد داخل أراضيه، ورئيس الوزراء سبق ان اعلنها بصريح العبارة، وبالتالي فأن مشروع الغاء الاتفاقية مع واشنطن سيكون بوابة الخروج الأمريكي من العراق، خصوصا ان هذا التواجد لم يعد مبرراً".