هنا غزة..

شاهد/حي الرمال من شريان اقتصادي حيوي إلى كتلة من الركام

السبت ٢٧ يناير ٢٠٢٤ - ٠٤:٥٧ بتوقيت غرينتش

حي الرمال، يعد من أقدم أحياء مدينة غزة وأكثرها ازدهارا، الشريان التجاري لقطاع غزة، يتحول الى كومة من الأنقاض المتناثرة على سواحل غزة، بفعل آلة الحقد الاسرائيلية، التي لم يسلم منها مبنىً سكني او معالم علمية وتجارية، فضلاً عن البنى التحتية، التي سويت كلها في الأرض تقريباً.

العالم- فلسطين

نحو 5 كيلومترات مربعة تبلغ مساحة الحي، الأكثر كثافة بالسكان في قطاع غزة، و الذي يقطنه نحو 70 ألف نسمة، باتوا يفتقدون المأوى، بسبب الغارات الجوية العنيفة والمكثفة، التي تعرض لها المخيم ، فضلا عن القصف اليومي، اثناء العدوان المتواصل على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول / اكتوبر 2023.

الحي الذي تأسس في عهد الانتداب البريطاني بعد الحرب العالمية الأولى عام 1920، والذي تحول على مدى مئة عام تقريباً الى أحد أهم الاحياء الاقتصادية، و يضم معظم المؤسسات الدولية والمحلية، بات كتلة من الركام، غير صالح للسكن، حيث سويت معظم معالمه بالأرض، بين ليلة وضحاها.

من ساحة الجندي المجهول ( 1956) الى الجامعة الاسلامية (1978) التي تعرضت أجزاء واسعة من مباني الجامعة لأضرار كبيرة وخسائر بالغة، مع الاشارة الى ان الجامعة قُصفت خلال عدوان "الجرف الصامد" الذي شنه الاحتلال على قطاع غزة عام 2014.

البنك الوطني الإسلامي، الذي يقع في وسط مدينة غزة في حي الرمال على امتداد شارع عمر المختار، تعرض في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 للاستهداف من قبل الطائرات الإسرائيلية مما أدى لتدميره بالكامل وتضرر المواقع المحيطة به.

"برج فلسطين" وسط مدينة غزة بحي الرمال، الذي يعد من أهم المباني السكنية والتجارية في قطاع غزة، يتكون من 14 طابقا، ويضم العديد من المؤسسات الإعلامية والعيادات والشقق السكنية، الم يسلم بدوره من القصف، حيث استهدفته طائرات الاحتلال الإسرائيلي بعدة غارات جوية مما أدى لتدميره بالكامل في عملية "السيوف الحديدية". وكانت طائرات الاحتلال استهدفت البرج في آب/ أغسطس 2022، مما أدى إلى تضرر عدد كثير من الطوابق وشبكات المياه والكهرباء.

يشار الى أن الحي ، يضم مقار معظم المؤسسات الدولية والمحلية ومؤسسات المجتمع المدني والأبراج والمدارس والمساجد والبنوك ومحلات الصرافة والاتصالات وشركات الإنترنت. كما يضم أيضا مقر المجلس التشريعي والشرطة والأمن، ومقر النيابة العامة والمقر الرئيسي لكبرى الجامعات الفلسطينية، ومقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بالإضافة لأشهر معالم القطاع مثل متنزه الجندي المجهول ومركز رشاد الشوا الثقافي

وخلال العدوان الإسرائيلي على غزة في مايو/ أيار 2021، تعرض الحي للقصف بأكثر من 200 غارة جوية خلال 9 أيام، فتضررت الطرق ولم يبق في الحي أثر للبنايات الشاهقة، ودُمرت الاستراحات على طول شاطئ بحر المدينة، وكان أهل غزة يلجؤون للعيش فيه توقعا منهم أنه المكان الأكثر أمانا والأبعد من نيران الاحتلال.