شاهد بالفيديو..

مؤتمر الترانسفير.. ومحاولة حكومة نتنياهو خداع جمهورها حول غزة 

الثلاثاء ٣٠ يناير ٢٠٢٤ - ٠٤:٤٢ بتوقيت غرينتش

بين الأهداف المعلنة وتلك الخفية، مشروع لإنهاء القضية الفلسطينية من بوابة غزة. 

فأهداف استعادة الأسرى والقضاء على المقاومة الفلسطينية وتدمير قدراتها، التي أعلنتها حكومة بنيامين نتنياهو بعد السابع من أكتوبر، لا تختصر الرؤية الكاملة للاحتلال، لاسيما مع العجز عن تحقيقها بعد نحو أربعة أشهر من العدوان، ما دفع بالمراقبين الى وصف هذه الأهداف بأنها تكرارية.

وعليه تبرز الأهداف الأكثر خطورة، والمتمثلة بإبادة من نوع آخر، والحديث هنا عن احتلال كامل لقطاع غزة، وتهجير الفلسطينيين بقوة السلاح والغذاء تحت عنوان الهجرة الطوعية.

هذا الهدف ظهر جليا في المؤتمر الذي انعقد تحت عنوان "عائدون الى غزة وشمال الضفة". المؤتمر الذي حضره أحد عشر وزيرا في حكومة نتنياهو بينهم ايتمار بن غفير، وخمسة عشر عضوا في الكنيست من الائتلاف الحكومي، حمل في طياته عنوانا عريضا هو ما يعرف بالترانسفير، حيث كانت الرسالة الأهم للمؤتمر دفع الفلسطينيين الى مغادرة غزة، واحتلال القطاع مجددا والشروع ببناء المستوطنات فيه.

وهذا يتقاطع مع محاولات إخلاء القطاع من أهله، وآخرها قطع التمويل عن وكالة الأونروا بتحريض من اليمين، حيث يعتبر هؤلاء أن تجويع الفلسطينيين سيدفعهم إلى مغادرة القطاع. يضاف الى ذلك تسليح المستوطنين في الضفة الغربية بصواريخ مضادة للدبابات.

غير أن هذا التوجه لا يحظى بإجماع داخل الكيان، حيث برزت انتقادات لمؤتمر الترانسفير، لاسيما من رئيس الحكومة السابق يئير لبيد الذي اعتبره انحطاطا جديدا ويضر بالكيان دوليا. فيما اعتبر عضو المجلس الحربي غادي ايزنكوت أن المؤتمر يقسم المجتمع الإسرائيلي ويزيد من فقدان ثقة الناس بالحكومة.

وفي هذا السياق يعتبر المراقبون أن اخضاع هذا التوجه لامتحان الواقع يكشف أن طرح اليمين لهدف عالي السقف، ويصعب تحقيقه، يخدم فقط مقاربة نتنياهو القاضية بإيجاد مبرر لاستمرار الحرب.

وفي هذه الحالة فإن هذا الهدف هو جعل المستوطنين يحلمون بإنهاء القضية الفلسطينية وإقامة مستوطناتهم على أراضي غزة والضفة واخراج الفلسطينيين منهما، حتى وإن كان نتنياهو نفسه مقتنعا بأن كل ذلك ليس إلا وهما.