للصلف الأمريكي وجوه.. جيك سولفان و جون كيربي أمثلة

للصلف الأمريكي وجوه.. جيك سولفان و جون كيربي أمثلة
الإثنين ٠٥ فبراير ٢٠٢٤ - ٠٤:١٣ بتوقيت غرينتش

"نعتزم شن مزيد من الضربات واتخاذ إجراءات إضافية لمواصلة إرسال رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة سترد عندما تتعرض قواتنا لهجوم وعندما يتعرض أفراد شعبنا للقتل". هذا الكلام هو جانب من تصريحات ادلى بها امس الاحد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، لشبكة "ان بي سي" الامريكية.

العالم الخبر و إعرابه

-ليس هناك من وصف يليق بكلام سولفان هذا، الا وصف "بلطجة"، فهو يتذرع بمقتل ثلاث جنود امريكيين، ليعلن حربا مفتوحة على دول وشعوب المنطقة، معتبرا عدوان بلاده على سوريا والعراق يوم الجمعة بانه "كان بداية رد امريكا وليس نهايته"، بينما الحقيقة التي يحاول سوليفان التستر عليها، هي ان بلاده تدخلت عسكريا لانقاذ، الكيان الاسرائيلي، الذي داست المقاومة على "اسطورة جيشه الذي لا يقهر" باقدامها، وكشفت انه اوهن من بيت العنكبوت.

-المضحك في كلام سوليفان، هو ان الحرب التي تشنها بلاده على دول وشعوب المنطقة، ليس سوى رد على تعرض "افراد شعبنا للقتل"!. السؤال هنا، ماذا يفعل "افراد الشعب" الامريكي في القواعد العسكرية غير الشرعية لبلاده في العراق وسوريا و..؟، وهل يمكن اطلاق عبارة "شعب" على الالاف من العسكريين الامريكيين المنتشرين في العراق وسوريا؟، هل استهدفت المقاومة مدينة امريكية وقتلت مواطنين امريكيين؟، ام انها استهدفت قوات وقواعد امريكية، تسببت بقتل الالاف من الابرياء في العراق وسوريا واليمن ولبنان وفلسطين المحتلة؟.

-ليس هناك ما هو اسخف من كلام سوليفان، الا كلام منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي! جون كيربي، الذي خرج علينا بذات الصلف والاستعلاء والعنجهية الامريكية المعروفة، ليطالب "الحكومة العراقية بان "تتحرك وتساعد على مواجهة التهديد الذي تشكله الميليشيات"، وان "الهجمات التي تشنها الميليشيات وعدم محاسبتها تشكل انتهاكا للسيادة العراقية أكثر من عملياتنا "!!. فهو كلام يعتبر اهانة وقحة للحكومة العراقية، التي يطالبها كيربي، ان "تتعاون" مع المحتل الامريكي، على قتل عناصر قواتها الامنية ومن بينها قوات الحشد الشعبي، من اجل عيون امريكا، لان مقاومة المحتل وفقا لكيربي "انتهاك للسيادة" العراقية، اما التواجد الامريكي المفروض على العراقيين رغم قرار البرلمان العراقي، والهجمات والقصف الذي تتعرض له مقار الحشد الشعبي والقوات الامنية العراقية، والتي اسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، تصب في صالح "السيادة العراقية"، وفقا للمنطق الامريكي المقلوب.

-من اجل معرفة حقيقة الموقف الرسمي العراقي، الذي تتجاهله امريكا وبصلف واضح، نركن كيربي المتعجرف، الذي سمح لنفسه ان يكون متحدثا باسم الحكومة العراقية جانبا، وننقل ما قاله المتحدث الحقيقي باسم الحكومة العراقية، وهو باسم العوادي، الذي اعتبر القصف الأميركي على منطقتي عكاشات والقائم، بانه يستهدف سيادة العراق، وان امريكا عمدت بعد تنفيذها الهجوم إلى تزييف الحقائق عبر الإعلان عن وجود تنسيق مُسبق مع الحكومة العراقية بهذا الشأن، معتبرا أن "هذا ادعاء كاذب يهدف لتضليل الرأي العام الدولي"، واكد ان وجود "التحالف الدولي" خرج عن المهام الموكلة إليه والتفويض الممنوح له وصار سببا لتهديد الأمن والاستقرار في العراق.

-تعتقد الادارة الامريكية المتصهينة، ان محاولاتها المحمومة لتحويل المنطقة الى ميدان حرب، عبر فتح جبهات جديدة واشعال الازمات هنا وهناك، قد تنقذ "اسرائيل" من ورطتها، متناسية ان هذه المحاولات، لن تنقذ الكيان الاسرائيلي من ورطته فحسب بل ستتورط هي ايضا، ما لم تكبل يد الوحش الاسرائيلي قبل فوات الاوان، وهذه الحقيقة لم تخف حتى على صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، التي كتبت في عددها الصادر يوم امس الاحد،" انه مهما كان رد الفعل الذي يثيره القصف الامريكي، فمن غير المرجح أن يمنع حلفاء إيران، من شن مزيد من الهجمات ضد المصالح الأميركية والإسرائيلية. غير أن محللين ومسؤولين في المنطقة، يرون أن وقف تلك الهجمات يستوجب وقف إطلاق النار في قطاع غزة".