مدينة رفح؛ آخر ملاذ النازحين الفلسطنيين تقف اليوم ما بين معاناة الواقع ومجهولية المصير فيما تثير خطط إسرائيلية لاقتحام المدينة التي تؤوي أكثر من نصف سكان غزة مخاوف دولية من تفاقم الأزمة الإنسانية ودفع الفلسطينيين إلى الفرار عبر الحدود إلى مصر.
وبدأ القصف الجوي الإسرائيلي في الأيام القليلة الماضية يستهدف رفح مباشرة وسط أنباء عن استعداد الإحتلال لهجوم بري على المدينة الجنوبية.
وأذكت تقارير تفيد بأن مصر تستعد لنزوح جماعي مخاوف الفلسطينيين من احتمال طردهم من القطاع تماما، حيث أفادت مصادر أمنية إن مصر بدأت تجهيز منطقة صحراوية لإيواء الفلسطينيين.
لكن القاهرة نفت ذلك وأكدت الهيئة العامة للاستعلامات في مصر بشأن إنشاء جدار عازل على حدودها مع غزة، إن لديها بالفعل ومنذ فترة طويلة قبل اندلاع الأزمة الحالية، منطقة عازلة ضمن الإجراءات والتدابير التي تتخذها أية دولة بالعالم لحفظ أمن حدودها وسيادتها.
تأتي هذه التطورات في ظل مخاوف دولية وفلسطينية من أن تؤدي أي حركة جماعية عبر الحدود بين غزة ومصر لتقويض احتمالات التوصل إلى 'حل الدولتين'. وسط تأكيد الحكومات العربية، لا سيما مصر والأردن، على ضرورة ألا يطرد الفلسطينيون من الأراضي التي يريدون إقامة دولتهم عليها في المستقبل.
هذا وحذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتين غريفيث من احتمال تدفق الفلسطينيين إلى مصر إذا شن الاحتلال هجوما على رفح.
أما ساسة الاحتلال فيزعمون إن رفح هي آخر معقل لحماس متأملين تحقيق نصر ظاهري يمكن أن ينقذ نتنياهو وحكومته من مساءلة ما بعد إخفاق طوفان الأقصى الذي أحدث زلزالاً في كيان الاحتلال في السابع من أكتوبر الماضي.
وأثارت تعليقات ساسة إسرائيليين مخاوف الفلسطينيين من نكبة جديدة. حيث دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في وقت سابق سكان غزة لمغادرة القطاع. فيما قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إن الحرب قدمت فرصة للتركيز على تشجيع هجرة سكان غزة.