'إسرائيل' بين عرّابين

'إسرائيل' بين عرّابين
الأربعاء ٢١ فبراير ٢٠٢٤ - ٠٤:١٠ بتوقيت غرينتش

"المحكمة العليا في بريطانيا ترفض دعوى وجهتها مؤسسة "الحق الفلسطينية" وإئتلاف "غلوبل ليغل آكشن نتوورك"، لتعليق تصدير الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل".

العالم – الخبر و إعرابه

-اللافت ان رفض المحكمة البريطانية دعوى تعليق تصدير الأسلحة البريطانية الى الكيان الاسرائيلي، جاء بعد ساعات من استخدام امريكا الفيتو ضد مشروع قرار جزائري في مجلس الأمن الدولي يطالب "بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة".

-اللافت اكثر، ان جميع الدول الاعضاء في مجلس الامن ال13 أيدت القرار، بإستثناء بريطانيا، التي امتنعت عن التصويت، الامر الذي يكشف ان "اسرائيل"، مازالت تحظى بتاييد مطلق من " العرّابين"، القديم المتمثل ببريطانيا، والجديد المتمثل بامريكا، وهذا التأييد المطلق من العرابين القديم والجديد، هو السبب وراء كل الفظاعات التي ترتكبها "اسرائيل" في غزة.

-العمى البريطاني لا يقل عن العمى الامريكي، في دعمه للكيان الاسرائيلي، وهو عمى يجعل القضاء البريطاني، يتجاهل حتى قوانينه، التي تنص على "عدم جواز تصدير الأسلحة في حال وجود خطر جلي يكمن في إمكان استخدامها في انتهاكات للقانون الدولي الإنساني"!.

-عندما يتجاهل القضاء البريطاني بهذا الشكل الفج، القانون البريطاني، فمن السهل جدا على حكومة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، ان تدوس على هذه القوانين، من اجل عيون "اسرائيل"، فسوناك يعلم، ان مواصته مد الكيان الاسرائيلي بالاسلحة يعني فعليا تمكينه من مواصلة حملة الابادة الجماعية، و قتل المدنيين، وتدمير قطاع غزة بالكامل وتحويل بنيته التحتية إلى ركام.

-السلطتان القضائية والتنفيذية في بريطانيا، لم تحترما القانون البريطاني فحسب، بل لم تحترما حتى "الديمقراطية والراي العام البريطاني" ايضا، فقرار المحكمة وموقف الحكومة، من الابادة الجماعية في غزة، جاء متعارضا مع الراي العام البريطاني نفسه، فقد شهدت بريطانيا خلال الأشهر الماضية تظاهرات حاشدة تندد بالإبادة الجماعية في غزة، وتطالب بوقف إمداد "إسرائيل" بالأسلحة. ووجهت 30 منظمة في بريطانيا رسالة إلى وزير الخارجية ديفيد كاميرون، طالبته بتعليق توريد الأسلحة إلى "إسرائيل". كما ان عمال بريطانيين عطّلوا قبل أسابيع إقامة حفل لجمع التبرّعات ل"الجنود الإسرائيليين"، دعا إليه المؤلف والمعلق البريطاني المتطرف دوغلاس موراي في لندن، وذلك رفضا للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، على الرغم من أن إدارة الحفل عرضت عليهم أجرا يفوق أجرهم بـ3 أضعاف.

-ريشي سوناك، الذي جند كل امكانيات بريطانيا، منذ اليوم الاول لخدمة العدوان الاسرائيلي على غزة، واتخذ موقفا لا يقل انحيازا عن الموقف الامريكي، من هذا العدوان، بل انه تجاوز الموقف الامريكي ايضا، عندما أقال مساعد الحكومة بول بريستو، فقط بسبب دعوة الاخير الى وقف إطلاق النار في غزة، وهو ما اعتبره سوناك، موقفا يتناقض مع موقف حكومته، الداعي الى مواصلة العدوان!.

-هذه الحقيقة، كشفت عنها في وقت سابق، العضو في مجلس العموم البريطاني، كلوديا ويببي، عندما اكدت ان الموقف البريطاني الرسمي ازاء العدوان على غزة، يدعو إلى الإشمئزاز ويجلب العار، فالغالبية الساحقة من الشعب البريطاني، تريد وقف إطلاق، لكن القيادة السياسية لا تتجاوب مع هذه المطالب. بل ان ويببي، ذهبت الى ابعد من ذلك عندما وصف بريطانيا بانها دولة "تابعة" لامريكا، ولا عذر ولا مبرر للدور الذي تلعبه، ازاء ما يجري من جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في غزة.