فيديو خاص: هل تتحول أوكرانيا ألى ساحة مواجهة بين الناتو وروسيا؟

الأربعاء ٢٨ فبراير ٢٠٢٤ - ٠٦:٣٠ بتوقيت غرينتش

عودة التصعيد على الجبهة الأوكرانية، وهذه المرة من جانب الدول الأوروبية الداعمة لكييف، مع تلويح بإرسال قوات مشتركة إلى كييف، وإمكانية انخراط الناتو في الحرب. فيما تبدو روسيا أكثر ثباتا في ظل الانتصارات الأخيرة في الميدان.

العالم- ثينك ثانك

لا يبدو أن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي يمتلك الهامش الكبير للتحرك خارج إرادة الداعم الأميركي ومعه الداعمون الأوروبيون، ومن خلفهم حلف الناتو. وهذه الحقيقة بدأت تتبلور مع التصعيد الغربي ضد روسيا على لسان الرئيس الفرنسي.

والمتغير في هذا التصعيد، ارتباطه بمعطيات تشير إلى انخراط محتمل لحلف الناتو في الحرب. ما اعتبرته موسكو انتقالا إلى الحرب المباشرة مع الحلف في حال نشر قواته في أوكرانيا..أي اندلاع حرب كبرى تتخطى أوكرانيا.

وهكذا.. يعكس الميدان نوايا الدول الراعية للحرب، أي الولايات المتحدة التي تبدو مرتاحة لحرب بطعم أوروبي خالص.. وأيضا بعض دول الاتحاد الأوروبي، لاسيما فرنسا وألمانيا اللتان فقدتا بحسب المراقبين بوصلة التماهي عن الموقف الأميركي.

لكن السؤال.. هل هي فعلا تهديدات جدية بالانخراط المباشر في الحرب؟ وماذا عن جهوزية الناتو لحرب قد تكون نموذجا حديثا للحرب العالمية؟

المركز الأول
رغم التهديدات والتصعيد الأوروبي ضد موسكو.. السؤال الأهم هو حول استعداد الاوروبيين والناتو بشكل خاص لهذه الحرب؟ هذا ما طرحته ذا كونفرزيشن في مقالة بعنوان.. ماكرون لا يستبعد قوات غربية في أوكرانيا، لكن هل الناتو مستعد للحرب مع روسيا؟

بداية إشارة إلى تصريحات ماكرون.. قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن إرسال قوات غربية للقتال في أوكرانيا 'لا يمكن استبعاده'. كما يجري حلف الناتو اكبر مناوراته العسكرية منذ الحرب الباردة. ما يدل على أن الحلف بدأ يأخذ التهديد بالصراع المباشر مع (روسيا) جديا.

في المقابل.. إن إظهار وحدة حلف الناتو أمر مهم، ويأتي بعد عامين من الانقسام حول كيفية الرد على الحرب في أوكرانيا. المشكلة الكبيرة أمام الحلف لا تكمن في نشر قواته، بل في تزويدها بالإمدادات. وكما تبين في حالة أوكرانيا، فإن الناتو لا يملك المخزون ولا القدرة التصنيعية اللازمة لحرب حديثة طويلة الأمد.

وبينما نأت دول أوروبية بنفسها عن تصريحات ماكرون، استغلت روسيا الأمر للقول إن مجرد مناقشة فكرة إرسال قوات غربية للقتال في أوكرانيا (لاسيما الناتو) يمثل 'عنصرا جديدا مهما للغاية'. وإنه في هذه الحالة، سسيكون الحديث ليس عن الاحتمال، بل عن حتمية (الصراع المباشر).

المركز الثاني

بعيدا عن الوقائع العسكرية في سياق الحرب التي يتم الترويج لها، تحد آخر أمام القادة الأوروبيين، وهو المزاج الشعبي تجاه الحرب.

المركز الأوروبي للعلاقات الخارجية أضاء على رأي الشارع الأوروبي في استطلاع بعنوان.. الحروب والانتخابات: كيف يمكن للقادة الأوروبيين الحفاظ على الدعم الشعبي لأوكرانيا.

بشكل عام يقول التقرير.. يبدو الأوروبيون متشائمين بشأن نتيجة الحرب في أوكرانيا. عشرة بالمئة فقط من الأوروبيين في اثنتي عشرة دولة يرون أن أوكرانيا سوف تنتصر في الحرب.. اثنان وخمسون بالمئة يفضلون دفع أوكرانيا نحو قبول حل التسوية مع روسيا.. عشرون بالمئة من الأوروبيين فقط يرغبون في زيادة أوروبا دعمها لأوكرانيا. إضافة لذلك.. سبعة وأربعون بالمئة من الأوروبيين يرون النظام السياسي في الاتحاد الأوروبي معطلا بالكامل أو إلى حد ما. هذه الرؤية تعتبر أن الاتحاد يعاني من خلل وظيفي يمنع دفع أوكرانيا نحو التوصل إلى اتفاق سلام.

في النهاية يقول المجلس الاوروبي.. من المهم بالنسبة لأوكرانيا وداعميها الأوروبيين أن يبذلوا كل ما في وسعهم لمنع تغيير تعريف السلام في أوكرانيا (أي أن السلام يعني هزيمة روسيا). ومع دخول أوروبا والولايات المتحدة موسم الانتخابات، فإن السعي إلى تعريف السلام سيشكل ساحة معركة حاسمة في هذه الحرب.

في استعراض لبعض التعليقات حول الحرب في أوكرانيا والتهديدات الأوروبية لموسكو.. نقرأ تعليقا من الصحافي "نيال برادلي" وفيه. الغرب لا ينهار بسبب تغير المناخ أو الأوبئة أو المهاجرين.. الغرب ينهار بسبب سوء الحكم. الطبقة الحاكمة مقتنعة بأن هزيمة روسيا في حرب بالوكالة، من أجل ضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، هي الطريقة الوحيدة للحفاظ على قوتها.

تعليق آخر من "جاريد ديوك" الذي كتب. أوكرانيا لم تكن ولن تكون جزءا من الاتحاد الأوروبي أو الناتو. الناتو يريد أوكرانيا والجزء الغربي من أوكرانيا يريدهم.. القضية هي كيف سيدفع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة روسيا باتجاه الحرب، أما أوكرانيا فمجرد دمية.

أخيرا مع تعليق من النائب في البرلمان الأوروبي "مايكل والاس" الذي انتقد الناتو وسياسة الاتحاد الأوروبي تجاه روسيا. آلة الحرب الناتو هي منظمة إرهابية غارقة في الدماء.. لا ينبغي أن يكون للاتحاد الأوروبي أي علاقة بحلف الناتو. يجب أن نعمل من أجل السلام وليس الحرب.

إذن.. حول الاندفاعة الأوروبية للانخراط في حرب أوكرانيا بشكل مباشر، وارتفاع أسهم دخول الناتو في الحرب أيضا.. ومصالح واشنطن من اشتعال الحرب على مساحة أوروبا كلها.