العالم - فلسطين
يأتي شهر رمضان المبارك في غزة، وتبقى أحزان الفراق للباقون لأجل من استشهد وعلى من فُقد من الأطفال والنساء تحت الركام للأبد.
يأتي شهر رمضان في غزة، حين تتشتت فيه العائلات في غزة، ويموت الناجون من المذبحة الوحشية التي يرتكبها المغتصب الإسرائيلي كل يوم إثر الجوع من أجل لقمة من الخبز أو شربة ماء نقي.
ويحل شهر رمضان المبارك على الأمة الإسلامية، وسط معاناة سكان قطاع غزة الفلسطيني المحاصر من عدوان إسرائيلي مدمر ومجاعة تنتشر وتتوسع يوميا.
وفي هذا الإطار، تقول السيدة الفلسطينية في غزة بشرى الشافعي إن "نساء العالم الإسلامي يستقبلن رمضان بالزينة، أما في غزة فيتزينّ بالدماء".
وفي القطاع المحاصر يصوم أهله مجبرين، وهو صيام لا إفطار فيه ولا سحور، وكل ذلك بسبب التجويع الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي عليهم.
ورغم الأجواء القاتمة والدماء التي تحيط بالقطاع، فإن شعب غزة عُرف أنه يُحب الحياة ما استطاع إليها سبيلا، وسط آمل بإنهاء العدوان الإسرائيلي الذي غيّر حياتهم.
فعلى أرصفة دير البلح وسط القطاع المدمر زينت فوانيس رمضان الشوارع استعدادا لاستقبال الشهر الفضيل.
ويقول أحد حرفيي صناعة الفوانيس إنه ورفاقه في الورشة قاموا بتصنيع الفوانيس هذه السنة لإدخال الفرحة إلى كل بيت فلسطيني". وأضاف: "لم يبق بيت في غزة إلا وبه جريح أو شهيد، أو منزل تدمر، هذه الفوانيس لأطفالنا، لكي يخرجوا من الحزن والأسى".
ورغم الجوع وعدم قدرة معظم أهالي غزة على إعداد أول إفطار في شهر يحييه المسلمون عادة بالعبادة والزينة وموائد الأطعمة الشهية، فإنهم أصروا على استقبال هذا الشهر الفضيل بطريقتهم الخاصة. إذ ارتفعت أصوات هتافات الأطفال بالأهازيج الشعبية لتملأ ساحات مدارس إيواء النازحين وسط قطاع غزة معلنة استقبال شهر رمضان المبارك.
وتعكس مشاهد الفرحة على وجوه الأطفال إصرارهم على الحياة ومواساة النفس، رغم قسوة الظروف التي يعيشونها في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع.