ثينك تانك..

الميناء الأميركي في غزة.. أهداف مخفية بعنوان المساعدات

الأربعاء ١٣ مارس ٢٠٢٤ - ٠٥:٤٢ بتوقيت غرينتش

 تحت عنوان"المساعدات التي منعت برا"، ميناء بحري لاستقبال سفن عنوانها المساعدات الإنسانية، وحمولتها أهداف أمنية وسياسية واقتصادية لمرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة.

العالم _ ثينك تانك

لم يكن صعبا، الجواب على السؤال المتعلق بعدم إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر البر.

كما أن الجواب حول تمسك الولايات المتحدة بفكرة الميناء البحري في غزة تحت حجة إيصال المساعدات، ليس صعبا أيضا

فمنع المساعدات برا، ومسرحية إنزالها جوا على مراحل عدة، ليس إلا تمهيدا للخطة الأساسية المتمثلة بالميناء البحري الذي سيكون الوسيلة الأمثل لتحقيق أكثر من هدف من الحصول على الغاز قبالة القطاع، إلى السيطرة الأمنية على غزة.

كل ذلك يخدم مسألة إنهاء القضية الفلسطينية عبر إغلاق بوابة غزة نهائيا. وهذا لن يحصل إلا إذا تم تهجير الفلسطينيين، عبر البحر هذه المرة، بعد أن تعذر تحقيق ذلك عبر البر

فهل دخلت الولايات المتحدة لاعبا مباشرا وعلنيا في الحرب على غزة؟ وماذا بعد أن يتمسك الفلسطينيون بأرضهم ويرفضون المغادرة؟ وهل فعلا سيكون الميناء داعما عسكريا في حال اندلاع الجبهة الشمالية مع لبنان؟

لا يجب أن تخدع قصة المساعدات الناس فيما يتعلق بالميناء الأميركي، هذا ما أشارت إليه مقالة لإندبندنت برس بعنوان: خطط الموانئ الأميركية في غزة لها 'أهداف خفية'.

تبدأ المقالة بالقول.. هناك جانب آخر للميناء الأميركي العائم، يرتبط بتشجيع الهجرة الفلسطينية الطوعية إلى أوروبا، وإلغاء دور معبر رفح، ما يعني سيطرة 'إسرائيل' على جميع معابر غزة وإنهاء أي سيادة فلسطينية عليها. الميناء سيحصل على موافقة إسرائيلية لأن بنيامين نتنياهو يسعى لهذه الفكرة منذ بداية الحرب بهدف التهجير الطوعي لسكان غزة.

السفن التي ترسل مساعدات لن تتجه مباشرة إلى الميناء الأميركي في غزة، بل إلى ميناء أشدود ليتم فحصها، ثم يتم إرسالها تحت مراقبة إسرائيلية إلى الأراضي الفلسطينية. وسيبقى الجيش الأميركي في البحر وسيشرف على الميناء لأن غزة تعتبر 'بيئة معادية'

وبالنسبة للرئيس الأميركي.. بايدن يشعر بقلق بالغ إزاء عواقب اجتياح رفح والفشل في إنهاء الكارثة الإنسانية في غزة، ما سينعكس على نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة. لذلك، سيسارع بايدن لبناء الميناء. و'إسرائيل' ستوافق على الميناء لسببين: تسهيل صفقة تبادل الأسرى والهجوم البري على رفح دون استفزاز واشنطن.

بعد آخر لخطة الميناء الأميركي في غزة. هذا البعد يتعلق بميناء حيفا وسيناريو اندلاع الحرب مع لبنان، كما تشير مقالة نشرها ذا كريدل بعنوان..'إسرائيل' تؤمن ميناء قبرص خوفا من الحرب مع حزب الله.

في هذه المقالة نقرأ..تسعى 'إسرائيل' إلى إنشاء ميناء في جزيرة قبرص، في حالة إغلاق ميناء حيفا في حرب مع حزب الله. يتزامن ذلك مع خطط أميركية لإنشاء ميناء قبالة غزة، بزعم تقديم المساعدات. ويعد إنشاء ميناء في لارنكا حاجة ملحة 'لإسرائيل' لتجنب حالة الحرب.

على وجه التحديد، تخشى 'إسرائيل' من إغلاق ميناء حيفا في الشمال بسبب حرب واسعة النطاق مع حزب الله. وخلافا للتقارير الإخبارية، فإن الهدف الرئيسي من إنشاء ميناء قبرص ليس نقل المساعدات إلى غزة، كما تقول الخطة الاميركية لإنشاء الميناء قبالة غزة.

'فإسرائيل' تعتزم أن يكون ميناء لارنكا جزءا من محور نقل بديل لربط أوروبا والهند عبر 'إسرائيل'، وهو مشروع (الممر الهندي المتوسطي الاوروبي) الذي أعلن عنه في قمة العشرين الأخيرة. وتأمل إنشاء مثل هذا المسار في إطار التطبيع المستقبلي للعلاقات مع السعودية

رصدنا بعض التعليقات حول موضوع الميناء الأميركي في غزة. ونبدأ مع الصحافية البريطانية "ميريام فرانسوا" التي كتبت. أميركا لا تفعل أي شيء لا يصب في مصلحتها - وهنا السؤال الوحيد - لماذا يكون من مصلحة أميركا بناء رصيف بحري في غزة بدلا من تسهيل دخول المساعدات عبر معبر رفح، وهو أسهل وأرخص؟

"مالكولم إكس" أشار إلى أهداف مخفية للميناء الأميركي. بدأت الاستعدادات لإنشاء ميناء غرب غزة.. الهدف سياسي بالدرجة الأولى وليس إنسانيا : السيطرة على مصادر الغاز الفلسطيني

في التعليق الأخير من الناشط السياسي "نانغي يالاي" الذي كتب. الولايات المتحدة لا تفعل ذلك من أجل المساعدات الإنسانية، بل من أجل بناء ميناء للسفن، حتى يتمكنوا من سرقة الغاز من غزة.. النفاق الغربي.

إذن.. حول الميناء الأميركي قبالة قطاع غزة، ومحاولات تهجير الفلسطينيين بحرا.. إضافة إلى محاولات السيطرة الأمنية على القطاع والحصول على الغاز الفلسطيني في مرحلة ما بعد الحرب..

ضيف البرنامج:

- زيد العيسى الباحث والمحلل السياسي من لندن

التفاصيل في الفيديو المرفق