ملحمة غزة يرويها التاريخ بكل تفاصيلها ولو بعد حين..

ملحمة غزة يرويها التاريخ بكل تفاصيلها ولو بعد حين..
الخميس ٢٨ مارس ٢٠٢٤ - ٠٧:٢٠ بتوقيت غرينتش

قطاع غزة وحوالي نصف عام شهد المزيد من القصص الإنسانية التي حملت في طياتها حجما كبيرا من الألم والفقد والموت والحرمان والجوع، والدمار، والقتل للأحلام الشباب وبهجة الأطفال ودفء الأمهات، والتاريخ سيكتب كل هذا بقلم مغص بالدماء والدموع والخيبة والعار والخذلان، وتحاسبنا الأجيال القادمة أشد الحساب.

العالممقالات وتحليلات

النبكة التي حلت على أهالي قطاع غزة في السابع من أكتوبر، حملت في طياتها الكثير من المعاناة والقصص والحقائق التي بعضها وصلت اليها كاميرات الإعلام أو شاشات الهواتف المحمولة ونشرتها عبر منصات التواصل الإجتماعي في بث حي لأوجاع أهالي غزة وبعضها ولدت واندفت في مكانها.

قصة طفل نجى بأعجوبة من الموت، والآخر بقى تحت الركام مدفونا وكافح من أجل العيش حتى وصلت إليها طواقم الإسعاف وانتشلته وهو يناديهم انقذوني واعطيكم في المقابل كل ما تريدون، أو طفل فقد والديه وبقى ينظر لجثامينهم وتسرد نظراته ألف حكاية وحكاية، أو آخر يذهب إلى الحصول على المساعدات ويرجع والدموع تملئ عيناه لعدم الحصول عليها.

أما البنات فحكاياتهم تفطر القلب، واحدة بقت وحيدة بهذه الدنيا بعد أن استشهد كل أفراد عائلتها، وآخرى تترك كل شيء وتذهب تحت المطر تبيع أشياء بسيطة لتعيل أهلها، واخرى بعد أن اغلقت الجامعات واعلن الشلل التام للعام الدراسي في غزة تصنع الفول بالطحينة لتساهم في مصاريف المعيشية مع عائلتها. أخرى تأتي وتجد كل عائلتها تحولوا إلى أشلاء لا تستطيع أن تتعرف عليهم. أو أم تفقد تؤأمها بعد انتظار دام عشرسنوات وتواريهم بديها إلى مثواهم الأخير.

أما من استشهدوا من أطفال ونساء هؤلاء حكايات أخري ومن لم يستشهد في القصف الإسرائيلي المستمر يصبح أما ضحية المجاعة وهندسة حرب التجويع، أو بسبب الظروف الصحية الكارثية في المشافي إثر حرب "إسرائيل" الثالثة، وهي حرب المشافي، وانتشار الأمراض المعدية في مراكز الإيؤاء التي تكتظ بها بالأف النازحين دون أبسط مقومات للحياة حيث أصبحت بؤر لتفشي الأمراض المعدية من التهاب الكبد الوبائي إلى السحايا و....

وكل هذا يأتي في ظل أزيز الرصاص، وأصوات القذائف والصواريخ وصوت الزنانة التي لا تكل ولا تمل من الأزيز فوق رؤوس الفلسطينيين.

الآلام والجراح والنزوح والقتل والدمار تصدت له عزيمة وإصرار الصغار قبل الكبار في غزة ليدخلوا التاريخ من أوسع أبوابه ويسطرون ملحمة استثنائية في التاريخ الحديث.

وإليك ان تتخيل كمْ طفل حوالي ستة أشهر ارتعب من هذه الأصوات وكم طفل بقى تحت الركام يناشد لإنقاذه وكم طفل بقى وحيدا في هذه الدنيا، وكم أم أصبحت ملكومة، وكم أب فقد أطفاله وعائلة وبقى صفر اليدين، وكم فتاة فقدت سندها وعزوتها في الحياة.

وحكايات وقصص كثيرة ان اردنا ان نسردها لنفدت الكلمات وخاننتنا التعابير، واستزفت كل قواميس اللغة العربية، لذا؛ اكتفينا بنماذج وإليك انت تتخيل حجم المعاناة والآلام التي عاشها ويعيشها أهالي غزة.


وكل هذا يسجله التاريخ بقلم ملطخ بدماء أهالي غزة، يخط فيه نكبة غزة بطعم الملاحم والانتصار، وهذا القلم نفسه يكتب أيضا أن هؤلاء ناشدوا العالم لإنقاذهم من عدو محتل سلب منهم الأرض ومارس عليهم أبشع الجرائم لإخضاعم للهجره القسرية لكنهم امتنع ان يكررون نكبة 48، ولكن العالم خذلهم لأن لا حياة لمن تنادي، وكذلك يخط معاناتهم وصمودهم وملاحهمم بماء الذهب ويكتب جرائم "إسرائيل" في الصفحة السوداء من التاريخ.

ونحن الذين شهدنا كل هذا ماذا يكتب عنا التاريخ فكر مع نفسك أيها تختار تريد أن في هامش الصفحة البيضاء أم السوداء؟

*معصومة عبدالرحيم