أيهما نصدق.. "غضب" بايدن على نتنياهو أم تزويده بطائرات "الشبح"؟

أيهما نصدق..
السبت ٠٦ أبريل ٢٠٢٤ - ٠٦:١٢ بتوقيت غرينتش

ذكرت مراسلة الشؤون السياسية في القناة الـ13 في الكيان الاسرائيلي، موريا أسرف وولبيرغ، أن مسؤولين مطلعين قالوا إن محادثة الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس الماضي، كانت مشحونة، وأن "بايدن وجه انتقادات شديدة لسلوك إسرائيل خلال الأيام الأخيرة، وطالبها بتغيير توجهاتها في كل ما يتعلق بالعمليات الإنسانية في قطاع غزة".

العالممقالات وتحليلات

المضحك ان بايدن، في هذا الاتصال الهاتفي، كما ذكرت وسائل اعلام في الكيان الاسرائيلي، سيربط السياسة الأميركية بشأن غزة بالمضي قدما بتقييمه لتحرك "إسرائيل" الفوري بشأن هذه الخطوات، وهي خطوات في مجال المساعدات الانسانية و"الوقف الفوري لاطلاق النار"، لانقاذ الاسرى، والمضحك هو ان وسائل الاعلام العالمية ومنها الامريكية بالذات، توقفت كثيرا امام عبارة "وقف اطلاق النار" التي استخدمها بايدن، لانها لا تعرف ما يقصده بهذه العبارة، هل هو وقف مؤقت ام دائم ، فالرجل كان قد حرم على نفسه على مدة 6 اشهر من استخدام عبارة "وقف اطلاق النار"، رغم ان عدد شهداء غزة قارب الـ34 الف شهيد.

العالم اجمع يعلم جيدا ان ما يتم الاعلان عنه في وسائل الاعلام الامريكية والاسرائيلية، عن وجود خلافات بين بايدن ونتنياهو، ليس سوى ذر للرماد في العيون، فبايدن، هو العقبة الاولى والاخيرة، امام وقف مأساة غزة، فنتنياهو ليس سوى منفذ لسياسات سيده بايدن، الذي جند كل امكانيات امريكا، السياسية والدبلوماسية والتسليحية والعسكرية والمالية، ودون أي شروط، لخدمة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خلال الأشهر الستة الماضية.

حتى ان امتناع امريكا عن استخدام حق النقض "الفيتو" لوقف قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، لم يكن سوى مسرحية، بعد ان اخلت امريكا القرار من اي مضمون عندما اعتبرته غير ملزم، فهدف امريكا من الامتناع عن التصويت، كان ارضاء للراي العام العالمي الغاضب والناقم على الدعم الاعمى لبايدن للعدوان الاسرائيلي على غزة، فالعالم راى بأم عينه كيف زار بايدن الكيان بعد ايام من معر كة "طوفان الاقصى" وعقد اجتماعا مع نتنياهو، وطمأنه على وقوف إدارته بجانبه حتى القضاء على حركة حماس.

الراي العام العالمي، يصدق ما يجري على الارض ، لا ما يسمعه عن مسرحية "الخلافات" بين بايدن ونتنياهو، فعندما يتجاوز الرئيس الامريكي الكونغرس الامريكي، قبل ايام قليلة من مكالمته الهاتفية مع نتنياهو، ويرسل حزما من الأسلحة الجديدة الى الكيان الاسرائيلي، وتشمل أكثر من 1800 قنبلة من طراز "إم كيه 84" تزن ألفي رطل و500 قنبلة من طراز "إم كيه 82" تزن 500 رطل، و25 طائرة مقاتلة ومحركات من طراز "إف-35 إيه" (الشبح) والتي تقدر تقدر قيمتها بنحو 2.5 مليار دولار، استخدم نتنياهو احدى هذه الطائرات في الهجوم على القنصلية الايرانية في دمشق، كل ذلك يعني ان بايدن يكذب على العالم وعلى شعبه، بطريقة مخزية، لا تليق حتى بزعيم مافيا.

بايدن يعلم ان القنابل العملاقة الغبية التي زود بها نتنياهو، سيستخدمها الاخير لتدمير ما تبقى من غزة، وقتل المزيد من الاطفال والنساء، ويعلم ان طائرات الشبح التي زود بها نتنياهو، سيستخدمها الاخير لتوسيع رقعة الحرب، وادخال المنطقة في نفق مظلم، لانقاذ نفسه من مستنقع غزة، ولكن رغم ذلك يخرج علينا بوجهه الخالي من اي ملامح، ليقول عبر صحافته واعلامه، انه غاضب على نتنياهو، فهل هناك عاقل يمكن ان يصدق هذا الرجل الذي يفتخر بكونه صهيونيا، وان "اسرائيل" اذا لم تكن موجودة لاوجدها!.

* أحمد محمد