لماذا وصف السيد الخامنئي "طبيعة" الحضارات الغربية بـ"الشريرة"؟

لماذا وصف السيد الخامنئي
الأربعاء ١٠ أبريل ٢٠٢٤ - ١٠:١٨ بتوقيت غرينتش

قال قائد الثورة الاسلامية  آية الله السيد علي الخامنئي في خطبة صلاة عيد الفطر التي أمها سماحته في طهران اليوم: "أن الحكومات الغربية كشفت الطبيعة الشريرة للحضارات الغربية خلال أحداث الأشهر الستة الأخيرة في غزة".

العالم – الخبر وإعرابه

-قد يسأل سائل: لماذا وصف قائد الثورة الاسلامية ، الحضارات الغربية بانها ذات "طبيعة شريرة"؟، ولماذا عمم سماحته هذا الوصف على جميع "الحضارات الغربية" دون استثناء؟، للرد على هذا التساؤل لسنا بحاجة ان نسرد وقائع واحداث التاريخ الاسود لتطبيقات الحضارات الغربية على الارض، كالاستعمار واحتلال وغزة الشعوب واستعبادها، وشرعنت تجارة العبيد ، واجراء تجارب نووي على الشعوب المستعمرة ونهب ثرواتها وتركها لقمة سائغة للتخلف والجوع، وخلق الازمات والمشاكل بين الدول المُستعَمر والتي مازالت تنهش بها، واخر تطبيقات هذه الحضارات الغربية زرعها الغدة السرطانية في قلب العالم الاسلامي المعروفة ب"اسرائيل" وتهجير ملايين الفلسطينيين من بلدهم وارض اجدادهم، ولكن سنكتفي بذكر مثال بسيط نعيشه جميعا منذ اكثر من 6 اشهر، ولا نزيد عليه، وهو كاف لكشف هذه الطبيعة الشريرة للحضارات الغربية.

-منذ اكثر من 6 اشهر والغرب، وعلى راسه امريكا وبريطانيا وفرنسا وكندا والمانيا واستراليا، يمد الوحش الاسرائيلي بكل ما يمتلك من اسلحة فتاكة، لينهش بالجسد الفلسطيني، دون ان تتحرك شعرة واحدة من جسد المسؤولين الغربيين، وهم يشاهدون كيف تمزق اسلحتهم اجساد الاطفال والنساء والمدنيين في غزة، في مشاهد تشيب راس الرضيع، وتفتت الصخر الاصم، من قسوتها، حتى تجاوز ما قتلته "اسرائيل" حتى هذه الساعة اكثر من 33 الف شهيد، معظمهم من الاطفال والنساء، ومن لم يمت بقنابل امريكا وبريطانيا وفرنسا..، مات من الجوع ومن المرض ، ف"اسرائيل" تمنع الغذاء والدواء غزة، ولكن رغم كل ذلك اُصيب الرئيس الامريكي جو بايدن بالخرس على مدى 6 اشهر، فلم يستطع ان ينطق بعبارة"وقف اطلاق النار"، وحال دون اي مسعى دولي لوقف الابادة في غزة، وايده في موقفه الرئيس الفرنسي ورئيس وزراء بريطاني والمستشار الالماني.

-امام هذا الدعم التسليحي والمالي والسياسي والاعلامي الغربي للوحش الاسرائيلي، وامام هذا الصمت الغربي المخزي عن جرائمه، تساءل الكثيرون اين ذهبت الشعارات التي كان يرفعها الغرب طول اكثر من قرن عن "العدالة والمساواة بين البشر وحقوق الانسان والحريات و.." هل كانت كل هذه الشعارات خدعة؟، ولكن ما جرى ويجري في غزة، اجاب على هذا التساؤل بكل وضوح، خاصة بعد الجريمة النكراء التي ارتكبتها قوات الاحتلال والمتمثلة بقتل عمال الاغاثة التابعين للمطبع المركزي العالمي، بهدف ترهيب العالم ومنعه من ايصال اي مساعدات انسانية لغزة.

-عدد الذين قتلوا في هذه الجريمة، 7 اشخاص، يحملون جنسيات غربية، بريطانية واسترالية وبولندية وكندية، وهو عدد لا يمكن قياسه ب33 الف شهيد فلسطيني، بالاضافة الى الاف اخرين مازالت جثثهم مدفونة تحت الانقاض، الى جانب اكثر من 100 الف مصاب، العديد منهم بترت اعضاءهم ،واكثر من مليوني مشرد، الا ان الغرب اقام الدنيا ولم يقعدها على هؤلاء القتلى السبعة، حيث بدا كبار المسؤولين في هذا الغرب يتحدثون ولاول امرة عن ضرورة وقف الحرب و التهديد بوقف امداد السلاح الى "اسرائيل"، وهو كلام كان من المستحيل ان يتفوهوا به قبل اسبوع من الان.

-يوم امس الثلاثاء، اعترف الرئيس الأميركي جو بايدن، ولاول مرة منذ اكثر من 6 اشهر، في مقابلة شبكة "يونيفيجن" الأميركية الناطقة بالإسبانية، بان سياسة رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قطاع غزة "خاطئة"، ودعا "إسرائيل" إلى وقف إطلاق النار. وهذا "التحول" في موقف بايدن من العدوان على غزة، كما "كشفته" المقابلة جاء بسبب مقتل عمال الإغاثة من المطبخ المركزي العالمي في غزة!!، وليس من اجل ابادة اجيال كاملة في غزة.

-بدورها وقّعت المشرعة ورئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي، يوم الجمعة الماضية، على رسالة وقعها ايضا 40 نائبا ديمقراطيا موجهة إلى الرئيس الامريكي ووزير خارجيته أنتوني بلينكن، تطالب بوقف عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل "بالنظر إلى الضربة الأخيرة على موظفي الإغاثة!".

-اما شريك نتنياهو الى جانب بايدن، في حرب الابادة التي تشن على غزة، رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، فقد اعلن على خلفية مقتل عمال الإغاثة، بأن بلاده تدرس إعلان "إسرائيل دولة" منتهكة للقانون الإنساني الدولي!!.

-رئيس الوزراء الكندي جاسن ترودو، وصف الهجوم على عمال الإغاثة بانه "غير مقبول على الإطلاق"، وانه "شيء لم يكن ينبغي أن يحدث أبدا"، وقال "نحن نشعر بالحزن"، ويبدو ان سبب حزنه هو فقط على كندي واحد قتل من بين اعمال الاغاثة السبعة.

-رئيس وزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، هاجم "إسرائيل"، وصفا جريمة قتل عمال الاغاثة بانها "غير مبررة"، بينما اعتبر نظيره البولندي دونالد تاسك ، الجريمة بانها وضعت "التضامن بين وارسو وتل أبيب أمام اختبار صعب".

-جميع هؤلاء اصابهم الخرس وابتلعوا السنتهم على مدى اكثر من 6 اشهر، بل كانوا يبررون بطريقة مخزية الابادة والمجازر التي ترتكب في غزة، لان المقتول في غزة ليس انسانا غربيا، وبالتالي لا يترتب على قتله، وفقا لرؤيتهم الى الحياة، وهي رؤية مستنبطة من حضاراتهم ، ما يترتب عن قتل انسان غربي، وهذا ما قصده قائد الثورة الاسلامية عندما وصف الحضارات الغربية بانها "حضارات شريرة".