سياسيون تونسيون يقارنون بين رد طهران على تل أبيب وتأخر رد بلادهم على اغتيال الزواري

سياسيون تونسيون يقارنون بين رد طهران على تل أبيب وتأخر رد بلادهم على اغتيال الزواري
الأحد ١٤ أبريل ٢٠٢٤ - ٠٥:٥٤ بتوقيت غرينتش

أشاد سياسيون تونسيون بالهجمات التي شنتها إيران على الإحتلال الإسرائيلي، فيما تساءل بعضهم عن سبب تأخر تونس عن الرد على عمليات الاغتيال التي نفذتها تل أبيب ضد قادة فلسطينيين على أراضيها، والتي كان آخرها اغتيال المهندس التونسي والقيادي في حركة حماس، محمد الزواري عام 2016.

العالم - تونس

وكتب عبد الوهاب الهاني، رئيس حزب المجد: «الرَّد المُناسِب والمُتَناسِب عن العُدوان حقٌّ مشروع أصيل ومبدأ من مبادئ القانون الدّولي يحفظه العُرف والقانون للمعتدى عليه ضدَّ الباغي المُعتدي، بشرط احترام التَّناسُب ليكون الرَّد من جنس وحجم العُدوان، ومراعاة التَّوازن بين الهدف والوسيلة والطَّريقة المستخدمة لبلوغه وعواقبه، وبالأخصّ الحدّ من الضَّرر النَّاجم على المدنيِين من غير المقاتلين وعلى المرافق والخدمات الأساسيَّة لحياة السُّكَّان المدنيِّين وعلى الأعيان المدنيَّة».

وأضاف: «وفي اللَّحظات الحاسمة الَّتي تستبيح فيها قوَّات الاحتلال الاستيطاني الغاشم سيادة دولة عربيَّة شقيقة هي سوريا وتنتهك مقرَّات بعثة ديبلوماسيَّة لدولة إسلاميَّة شقيقة هي إيران في خرق صارخ للأعراف والمواثيق وللقانون الدُّولي، ومهما كانت تقييماتنا ومؤاخذاتنا الجُزئيَّة أو الكُلِّيَّة والشَّكليَّة منها أو الجوهريَّة مع هذا الشَّقيق أو ذاك الحاكم هُنا في دمشق أو هُناك في طهران، فلا نَقِفُ على رَبْوَة الحياد ولا نملك إلَّا الانتصار لقضيَّتنا المركزيَّة على هَدْي بوصلتنا فلسطين والانتصار لأهلنا بني عروبتنا وأمَّتنا الإسلاميَّة وللحق وللقانون لردع وردِّ الباغي المُعتدي، سواء صنَّفه البعض عدوًّا أم خصمًا أو طرفًا أو كِيانًا هُلامًا. وعلى الباغي تَدُور الدَّوائر».

وتابع الهاني في تدوينة أخرى: «فلننظر إلى مسؤوليَّاتنا الآن وقد قامت طهران بالرَّد الَّذي تعتبره مُناسباً ومُتناسباً مع العُدوان الإسرائيلي على قنصليَّتها العامَّة بدمشق، فما هو ردُّنا كتونسيِّين على جريمة العُوان على مدينة صفاقس واغتيال الشَّهيد محمَّد الزَّواري التُّونسي أمام منزله في صفاقس؟ وماذا فعلنا في متابعة جريمة العدوان على ضاحية حمَّام الشَّاطئ واستهداف ضيوف تونس من أشقَّائنا الفلسطينيِّين ومقرِّ قيادة الزَّعيم الشَّهيد القائد ياسر عرفات أبو عمَّار ومقرَّات القيادة العامَّة لمنظَّمة التَّحرير الفلسطينيَّة في غُرَّة أكتوبر 1985 وتنفيذ القرار 573 لمجلس الأمن الَّذي أدان العُدوان والمُعتدي طالب المعتدي وأمره بعدم العود وبالاعتذار وبالتَّعويض!».

وكتب هشام العجبوني، القيادي في حزب التيار الديمقراطي: «أحسد كلّ الذين بعد لحظات قليلة من انطلاق الهجوم الإيراني على الكيان الصهيوني حسموا أنّها مسرحيّة سيّئة الإخراج وانطلقوا في حملة الاستهزاء والمزايدة على محور المقاومة، فهل كانوا مثلاً يتوقّعون أنّ إيران ستطلق حرباً شاملة على إسرائيل انتقاماً من قصف قنصليّتها في دمشق؟».

وأضاف: «أيّ شخص عنده حدّ أدنى من فهم طبيعة الصّراع في المنطقة وموازين القوى الحالية، كان بسهولة سيجيب بالنّفي ويكون متأكّداً أنّ إيران لن تبادر بشنّ حرب شاملة ضد الكيان النّازي، وأنّ هجوم البارحة كان أحد محطّات الصّراع المهمّة مع العدوّ في معركة طويلة المدى تحاول فيه كل قوّة ردع الأخرى».

ودون الباحث والناشط السياسي سامي براهم تحت عنوان «ما وراء المسيّرات»: «بعيداً عن ردود فعل التّشكيك والتّمجيد، الصّورة التي أرادت إيران تبليغها للعالم هي قدرة صواريخها على الوصول من منصّات إطلاقها في إيران إلى أهدافها في الأرض المحتلّة. هي رسالة عسكريّة وسياسيّة مضمونها إثبات أنّ العلاقة بين إيران ودولة الاحتلال وحلفائها ليست بعيدة عن توازن الرّعب. كانت استراتيجياً توازن الرّعب قائمة بالوكالة من خلال دعم حلفائها وأذرعها في المنطقة، لكن الخيار هذه المرّة كان التعبير عن ذلك دون وكلاء وواجهات خلفيّة، بل وجهاً لوجه».

واعتبر أن «إيران تتصرّف هذه المرّة وبشكل مباشر كقوّة إقليميّة، وهذا ما أرادت تثبيته في ضمير العالم بالصّوت والصورة من خلال شدّ انتباه العالم لتتبّع مسيراتها وصواريخها ومن خلال المرافقة الدبلوماسية لهذا الخيار. لا يهمّها كثيراً التوصيف التقني لمسيراتها وصواريخها والتحليل العسكري لأثرها على الميدان، الأهمّ لديها ما أرادت إيصاله من رسائل وقد وصلت. أمّا ما دون ذلك من رسائل لمواطنيها وأنصارها فهي بالجملة يكفي أنّها خلقت حالة وجدانية مسّت حتّى عدداً من خصومها».