السيد الحوثي: الرد الإيراني ثّبت قواعد الاشتباك بأن أيّ اعتداء لن يبقى دون رد

الخميس ١٨ أبريل ٢٠٢٤ - ٠١:٠٤ بتوقيت غرينتش

تحدث قائد حركة أنصار الله|السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي اليوم الخميس، عن آخر التطورات والمستجدات على الساحة اليمنية والفلسطينية والإقليمية وقال: ان الرد الإيراني على الاعتداء الصهيوني على قنصلية ايران بدمشق، كان مهماً وقوياً وشاركت فيه جبهات مساندة وهي ثبتت معادلة الرد على العدو الذي أراد فرض "معادلة الاستباحة".

العالم – اليمن

واضاف قائد حركة أنصار الله ان الرد الإيراني ثّبت قواعد الاشتباك "بأن أيّ اعتداء لن يبقى دون رد" معربا عن اسفه بانّ "بعض الإعلام العربي تبنى الموقف نفسه للأميركي والإسرائيلي حول الرد الإيراني".

واضاف: ان الولايات المتحدة قادت عمليات التصدي للرد الإيراني ومعها دول أوروبية اعترفت بذلك ودول عربية أيضاً للأسف، مصرحا بالقول: ان الرد الإيراني اتسم بالقوة والزخم وتميز بانطلاقه من الأراضي الإيرانية بكمٍ ضخم من الصواريخ والمسيرات والقدرات العسكرية المهمة.

واوضح السيد الحوثي: ان تثبيت قواعد الاشتباك "الرد على أيّ اعتداء" حمل أهمية استراتيجية بعيداً عن محاولات البعض التقليل من أهميتها،قائلا: ان الشعب الفلسطيني شاهد للمرة الأولى مشهداً رائعاً بانهمار الصواريخ على قواعد عدوه.

واعرب السيد الحوثي عن أسفه بان بعض الإعلام العربي حاول فصل الرد الإيراني عن فلسطين على الرغم من دعم طهران للشعب الفلسطيني على مختلف المستويات ،موكدا ان الرد الإيراني شكّل دعماً مفيداً ومباشراً للشعب الفلسطيني وللمجاهدين في قطاع غزة.

كما أكد السيد الحوثی أن الأعداء كانوا يراهنون بالإجرام الفظيع على كسر إرادة الشعب الفلسطيني لتهجيره من قطاع غزة وفشلوا، وما قبل الرد الإيراني كان هناك مساعٍ حثيثة ومحاولات مكثفة للسعي لإعاقة واحتواء الرد الإيراني.

وأشار إلى ما قدمت من عروض وإغراءات للإخوة في إيران في محاولة لثنيهم عن الرد لأن الأعداء قلقون من أي موقف يفيد الشعب الفلسطيني، لافتاً أن الأعداء يريدون أن يبقى العدو الإسرائيلي متفرغا وهادئا وسليما من أي خطر لينفرد بالشعب الفلسطيني.

وقال إن بعض الدول العربية للأسف الشديد وتحت عنوان السعي لمنع التصعيد سعت لإعاقة الرد الإيراني، بينما التصعيد والخطر هو بما يفعله العدو الإسرائيلي في قطاع غزة.

وشدد السید الحوثی على أنه ليس هناك أي حل يسهم في الاستقرار في المنطقة بشكل صحيح إلا وقف العدوان والحصار على غزة، ولا يمكن أن يكون هناك استقرار والعدو الإسرائيلي محتل لفلسطين ومرتكب لجرائم الإبادة في غزة.

وتطرق السيد الحوثی إلى ما قُدِّمت من قبل أمريكا والمرتبطين بها إغراءات وعروض كثيرة على الإخوة الإيرانيين لمحاولات ثنيهم عن الرد أو إضعاف مستواه، مشيراً أنه كان هناك ترتيبات واسعة للتصدي للرد الإيراني وقادت أمريكا عملية التصدي.

وأضاف أنه تحرك مع الدول الأوروبية في التصدي للرد الإيراني بعض من الدول العربية، ومؤسف جدا أن تقوم دول عربية بحماية العدو الإسرائيلي، وجريمة ضد الشعب الفلسطيني.

وتابع قائلاً إن الأمريكي عمل 7 أحزمة وطبقات بهدف التصدي للرد الإيراني والاعتراض للصواريخ والمسيرات التي تستهدف العدو الإسرائيلي، وأن الرد الإيراني كان قويا من حيث الزخم كما وكيفا ومن الأراضي الإيرانية وأن العدو كان يسعى أن يصرف الجمهورية الإسلامية عن ألا يأتي الرد من أراضيها وألا يكون إلى فلسطين المحتلة .

وأوضح أن الرد من الأراضي الإيرانية استهدف قاعدة عسكرية هي من أهم القواعد العسكرية التي بحوزة العدو في فلسطين المحتلة، وأن الرد كان مهما وقويا ولأهداف مهمة شارك المحور أيضا في الرد من مختلف الجبهات المساندة، وعملية "الوعد الصادق" ثبتت معادلة الرد على العدو الإسرائيلي في مقابل مسعى العدو لفرض قاعدة الاستباحة.

وتطرق إلى أن العدو الإسرائيلي اعتاد منذ عقود على أن يضرب دولا عربية وإسلامية ولا ترد، وفي بعض الأحوال شكوى إلى الأمم المتحدة، وبعد فشل الأعداء من ثني الإخوة في الجمهورية الإسلامية عن الرد اتجهوا للتشويه والتقليل من العملية، بينما الأعداء حاولوا أن يصوروا الموقف الإيراني وكأنه موقف لا أثر له ولا أهمية له وأنهم تصدوا له بنجاح.

وحول الموقف من قضيه فلسطين قال السيد الحوثي ان الموقف الرسمي لمعظم الدول العربية والإسلامية يتصدر دائرة المتخاذلين عن نصرة فلسطين مضيفا ان بعض الشعوب متخاذلة والبعض متواطئ في العدوان الاسرائيلي على غزة والبعض مساهم مع العدو في عدة مجالات.

واوضح السيد الحوثي ،ان الأمة الاسلامية تقع على عاتقها المسؤولية الكبرى في نصرة الشعب الفلسطيني، بكل الاعتبارات.

ونوه بان ممارسات العدو الإجرامية تكشف عن حقده الدفين والعداء الشديد للأمة الاسلامية؛ قائلا لكن نرى النظام السعودي ومعه الإماراتي ساهموا في خدمة العدو إعلاميا وتبنوا تصريحات الصهاينة والأمريكيين،بين ما يتضاءلون عن أي جهد مساند لفلسطين.

واشار السيد الحوثي الى جهاد الشعب الفلسطيني والمجاهدين في لبنان قائلا لولا هؤلاء لكان شر العدو الإسرائيلي قد اتجه إلى كل البلدان المنطقة.

وأردف قائد حركة أنصار الله اليمنية، ان القضية الفلسطينية مرتبطة بالأمة الاسلامية في دينها لوجود المقدسات فيها وهي مسؤولية إيمانية وأخلاقية في نفس الوقت.

وأضاف السيد الحوثي أن الشعب الفلسطيني صام شهر رمضان وأحياه وهو يجاهد ويصابر ويعاني من الظلم والحصار والتجويع، بينما الفرز في واقع الأمة ليس جديدا بل هو ضمن سنة الله سبحانه وتعالى على مدى التاريخ.

كما أكد أن التيار التكفيري تيار فتنوي كبير، ينتمي إليه عشرات الآلاف لكن تحركه تحت عنوان الجهاد في غير الاتجاه الصحيح، وأن عنوان الجهاد مستهدف من أعداء الإسلام بالتشويه والتحريف.

وأوضح أن التيار التكفيري تحرك لنشر الفتن وقتل أبناء الأمة في الأسواق والمساجد والمناسبات الدينية والاجتماعية، مضيفاً أن التيار التكفيري نفذ أكثر من 4000 عملية انتحارية في العراق تحت عنوان الجهاد.

وبين السيد الحوثي أن التيار التكفيري مارس عمليات إجرامية ذبحا بالسكاكين وتمثيلا بالجثامين وقطعا للرؤوس تحت راية الإسلام وقتل مئات الآلاف من المسلمين بدعم مادي ضخم من أنظمة عربية ودعم سياسي وإعلامي.

وتسائل السيد ائلاً "أين التيار التكفيري من مواجهة العدو الإسرائيلي الذي يعتبر العدو الأول للإسلام بنص القرآن"؟!!

وفيما يتعلق بالعدو الإسرائيلي أوضح السيد الحوثي أن ممارسات العدو الإجرامية تكشف عن حقده الدفين والعداء الشديد للأمة، مشيرا إلى أن التكفيريون لم يتحركوا عسكريا مع فلسطين كما كانوا مقاتلين ومنتحرين بالآلاف ولا على المستوى الإعلامي.

وقال إن التيار التكفيري لم يوجه نشاطا لتعبئة الأمة ضد العدو الإسرائيلي كما كان يتحدث ويحرض على أبناء الأمة، وأن النظام السعودي ومعه الإماراتي قدموا أنفسهم زعماء وحماة الحضن العربي وإذا بهم يتضاءلون عن أي جهد مساند لفلسطين.

ونوه أنه لا التباس في عدالة القضية الفلسطينية، إضافة إلى حجم المظلومية والمعاناة، وأن القضية الفلسطينية مرتبطة بالأمة في دينها لوجود المقدسات فيها وهي مسؤولية إيمانية وأخلاقية.

ولفت إلى أنه لولا جهاد الشعب الفلسطيني والمجاهدين في لبنان لكان شر العدو الإسرائيلي قد اتجه إلى كل البلدان، والعدو الإسرائيلي فيما يفعله في فلسطين يثبت أنه لا يعطي أي اعتبار، لا لقوانين أو أعراف، ولا لمنظمات أو مؤسسات دولية.

وأضاف السيد الحوثي في خطابه أن الطغيان الإسرائيلي يشترك فيه الأمريكي وتدعمه الدول الغربية، مقدماً التعازي للمجاهد العزيز إسماعيل هنية في استشهاد أبناءه وأحفاده ونشيد بموقفه الإيماني والجهادي.

وأشاد السيد عبدالملك بمدى التلاحم والاندماج من القيادات الفلسطينية مع شعبهم ومجاهديهم، مؤكداً أن العدو الإسرائيلي بجريمته لا يحقق لنفسه صورة نصر إنما هو رصيد إضافي من الإجرام.

وقال السيد عبدالملك إن العدو يكثف من اعتداءاته في الضفة الغربية بهدف تهجير الأهالي ونهب ممتلكاتهم، والأمريكي لا يزال يصر على منع وقف إطلاق النار ويصر على استمرار العدوان والإجرام في غزة.

ولفت السيد الحوثي إلى أن هناك مساندة واضحة وفاضحة من قبل ألمانيا وهي تقدم الدعم الكبير بالقذائف لقتل الأهالي في غزة، وأن فرنسا وبعض الدول الأوروبية تساهم بشكل واضح وفاضح ودول أوروبية في دعم العدو لقتل الأهالي في غزة.

وأوضح أن بريطانيا تشترك مع الأمريكي حتى بطائراتها المسيرة، وأنه مقابل المشاركة الأمريكية والبريطانية والدعم الأوروبي هناك صمود عظيم واستبسال كبير من قبل المجاهدين في غزة.

وأشاد بثبات المجاهدين في قطاع غزة من مختلف الفصائل هو جدير بالإشادة والتقدير وهو مدرسة في الصبر والتوكل على الله، وأن المجاهدون في تماسكهم وفاعليتهم وصبرهم يقتدون ويحتذون حذو أتباع وأنصار الأنبياء، و تماسك المجاهدين وثباتهم في غزة بالرغم من الظروف التي يعيشونها والحصار الشديد هو نصر بحد ذاته.

وقال السيد الحوثي إن ثبات وصمود المجاهدين في غزة عظيم وبشارة كبيرة إن شاء الله على مرحلة جديدة في مستقبل الشعب الفلسطيني، وصمود الشعب الفلسطيني وتماسكه فاق حتى توقعات الأعداء.

الى ذلك دعا قائد حركة انصار الله الشعب اليمني إلى الخروج المليوني الواسع يوم غدٍ الجمعة، في العاصمة صنعاء والمحافظات لاستمرار التضامن مع الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته ودعم مقاومته.

وقال " ادعوا الشعب اليمني العزيز إلى أن يُجسّد يوم الغد مقولة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أجداده الأنصار "تكثرون حين الفزع، وتقلٍون عند الطمع".

وحث الشعب اليمني على أن يكثر براياته ويحضر للساحات في العاصمة صنعاء والمحافظات في خروج مليوني واسع لترجمة ثباته وفاعليته، واستمرارية نشاطه وقوة إيمانه وأن يعبر دائماً للشعب الفلسطيني أنه لن يتخلى عن موقفه في نصرته والوقوف معه والثبات على الموقف لا مع طول وقت ولا مع حجم ضغوط أو مستوى أي أحداث.

وأضاف "الخروج المليوني الأسبوعي مهم في هذه المعركة وهو ميسّر ومتاح والمسألة ليست معقدة في خروج يوم الجمعة كون الشعب اليمني صامد وثابت يتجه ليكون موقفه لائقاً به في إيمانه ووعيه وبصيرته وشهامته وقيمّه وأخلاقه".

ووصف خروج الشعب اليمني في الأسبوع الأخير من شهر رمضان بالعظيم والمتميز، مؤكداً أن الثمرة المرجوة بعد رمضان أن يكون الجميع أكثر إحساسا بالمسؤولية والسعي لفعل ما هو أكثر.

وتابع "لا مجال للكسل، والتنصل عن المسؤولية، وهذا ليس من شأن أي إنسان مؤمن تزود بالتقوى، وزداد وعياً وبصيرة واتصاله بالقرآن الكريم والتزويد بالأعمال الصالحة والمطلوب الاهتمام بالأنشطة واستمرار تكثيف نشاط التعبئة وهي من أهم المسارات".

وأشار إلى أن ما يحدث على المستوى العسكري لابد أن يوازيه ويواكبه التفاعل الشعبي، مبيناً أن طريق الجنة والفوز العظيم والفلاح في الدنيا والآخرة والعزة والقوة والنصر والحرية هو بالاستمرار في حمل راية الجهاد والتحرك الفاعل والعمل النشط.

واستعرض السيد الحوثي عمليات إسناد اليمن للشعب الفلسطيني ونصرة قضيته والمقاومة في غزة والتي بلغت خلال أسبوعين 14 عملية من البحر الأحمر، وصولاً إلى المحيط الهندي، الذي أصبح جزءاً من العمليات وكذلك ضد أهداف العدو جنوب فلسطين.