"الوعد الصادق".. عجّلت بإستقالة هاليفا وستُعجّل بإستقالة هاليفي   

الأربعاء ٢٤ أبريل ٢٠٢٤ - ٠٨:٢٤ بتوقيت غرينتش

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن أهارون حاليفا، رئيس الاستخبارات العسكرية (أمان) قدم استقالته يوم امس الاثنين، على خلفية "الفشل في التنبؤ بهجوم حركة المقاومة الإسلامية حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

العالم الخبر وإعرابه

-اللافت ان استقالة هاليفا، تزامنت مع مرور 200 يوم، اي ما يقارب سبعة اشهر، من العدوان الوحشي الاسرائيلي على قطاع غزة، والذي اسفر حتى الان عن استشهاد واصابة 120 الف فلسطيني وتدمير البنية التحتية للقطاع.

-من الواضح ان "الفشل في تنبؤ الهجوم الذي نفذته حماس"، لم يكن السبب الرئيسي الوحيد في الاستقالة، وإلا لما تأخر حاليفا كل هذا الوقت لتقديم الاستقالة، فهناك اسباب اخرى عديدة، تقف وراء هذه الاستقالة، والتي يحاول الاعلام والصحافة في الكيان الاسرائيلي التعتيم عليها.

-من اهم هذه الاسباب ، فشل المحتل في تحقيق اهداف عدوانه الذي اعلنه زعماء الاحتلال ومن بينهم هاليفا، تدمير حماس وتحرير الاسرى، وهما هدفان اراد هاليفا من وراء تحقيقهما رد الاعتبار لنفسه ولقواته، الا انه فشل فشلا ذريعا، فكان لابد ان يختفي من المشهد والى الابد.

-اما السبب المهم الاخر، والذي كان له الدور الابرز في ان يُعجّل هاليفا بتقديم استقالته، وعدم انتظار صفعات اخرى تفضح عجزه وعجز كيانه، هو عملية "الوعد الصادق"، التي نفذتها ايران ردا على العدوان الاسرائيلي على القنصلية الايرانية في دمشق، وهذا ما أكده الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية واصف عرقيات، في حديث مع احدى القنوات الفضائية العربية، حيث اكد :" ان الرد الايراني كان عاملا بارزا في قرار استقالة هاليفا، نظرا الى ان شعبة الاستخبارات التي يفترض أنها تضع الاحتمالات، عجزت عن تقدير الموقف، وقدمت معلومات خاطئة للقيادة السياسية بخصوص الهجوم الإيراني".

-رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي، الذي لا ينفك يتحدث عن "الانتصار" الذي سيحققه في غزة، صحا يوم امس من نومه، وعدوانه على غزة سيدخل بعد ايام شهره الثامن، فاذا به يتفاجأ باستقالة هاليفا، والاكثر وقعا من هذه الاستقالة على نتنياهو، هو التقرير الذي قرأه في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، والذي صادف ايضا مع مرور 200 يوم من عدوانه على غزة، والذي تحدث عن ما وصفته بـ"بتأثير الدومينو لاستقالة رئيس جهاز أمان" والذي سيحدث قريبا وسيشمل رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، وعدد كبير من كبار الضباط، بينهم ما لا يقل عن 4 برتبة عميد على مستوى قادة الوحدات الميدانية، وذكر اسم قائد فرقة غزة العميد آفي روزنفيلد، الذي حدث خلال مناوبته اجتياح حماس لمنطقة النقب الغربي".

-يرى اغلب الخبراء، ان هذه الاستقالات ستحشر نتنياهو في الزاوية، لأنه الوحيد الذي يرفض حتى الان تحمل أي مسؤولية عن الهزيمة التي مني به كيانه في غزة، ولكن الوضع الميداني سيضطره الى الاعتراف مرغما بمسؤوليته، بعد ان خلت جعبته من الاكاذيب والالاعيب والخدع التي ملّ حتى حلفائه في واشنطن منها، لاسيما بعد التقارير التي باتت تتحدث عنها الصحافة الامريكية وحتى الصادرة في الكيان الاسرائيلي، عن عدم قدرة "إسرائيل" على "تدمير حركة حماس"، وان الحركة باقية فوق الأرض وتحتها، بل ان منها من تحدث عن ان الحرب انتهت قبل 3 اشهر، وان نتنياهو يكابر ويرفض الاعتراف بهذه الحقيقة، التي ستفرض نفسها عليه وهو صاغر، كما فرضته على هاليفا وهاليفي.