العالم - فلسطين
الفرقة 98 سبق أن شاركت في عدوان 1982، هي فرقة مختارة من أبرز فرق النخبة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، كما كانت أبرز الفرق التي شاركت في حرب الإبادة و أعمال وحشية على قطاع غزة قبل انتقالها إلى لبنان.
وفقدت الفرقة 182 من جنودها الذين قُتلوا منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ويدور الحديث عن فرقة نظامية، من بين ألويتها المظلييون والكوماندوز والمدرعات من اللواء 7، وتتبع قيادة المنطقة الوسطى، ويتخصص مقاتلوها في تنفيذ التطويق العمودي بالمظلات، أو الإنزال الهجومي من خلال طائرات مروحية والقتال في عمق أراضي "العدو" وغيرها.
ولا تعتبر الفرقة غريبة عن لبنان، إذ سبق أن شاركت في عدوان 1982، الذي أطلق عليه الاحتلال اسم "سلامة الجليل".
وتأسست الفرقة، وفق مصادر إسرائيلية، عام 1974 باسم الفرقة 96، وذلك إثر دروس حرب أكتوبر 1973، وكان قائدها ضابطاً للمشاة والمظليين. وشاركت الفرقة في عدوان 1982 على لبنان في القتال ضد منظمة التحرير الفلسطينية وقطع التواصل، كما شاركت في تطويق صيدا، ولاحقاً بفرض حصار على بيروت، وفي محاصرة مخيمي صبرا وشاتيلا.
وفي العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، والذي يطلق عليه الاحتلال اسم "حرب لبنان الثانية"، قُتل تسعة من جنود الفرقة في قرية دبل اللبنانية، وأصيب آخرون من عناصرها.
وعلى غرار جهات أخرى في جيش الاحتلال، طاولت الفرقة انتقادات لاذعة من قبل لجنة فينوغراد، التي أقيمت للتحقيق في أداء المستويين السياسي والأمني خلال الحرب.
كذلك شاركت وحدات الفرقة في عملية تطويق عمودي وإنزال مظليين في عمق لبنان وعلى طول نهر الليطاني، وبعد تمكّن حزب الله من إسقاط مروحية يسعور، التي تستخدمها الفرقة، تقرر وقف العملية.
وفي عام 2013، جرى إنشاء كتيبة احتياط هندسية في التشكيل، تتكوّن من جنود سلاح الهندسة القتالية، وذلك كجزء من دروس حرب 2006. وفي عام 2015، تم إلحاق لواء الكوماندوز الجديد بالفرقة، والذي تضم وحدة ماجلان ووحدة إيغوز ووحدة ريمون ووحدة دوفدوفان.
وفي سنة 2020 أُضيفت الوحدة متعددة الأبعاد إلى الفرقة، وهي وحدة تجريبية متعددة الأذرع، هدفها الكشف السريع عن قوات "العدو" وتدميرها.
وفي العدوان الحالي على قطاع غزة، توغلت الفرقة 98 في القطاع في بداية ديسمبر/ كانون الأول 2023، بعد انتهاء الهدنة التي تخللها تبادل للأسرى، وتسلّمت مهمة احتلال منطقة خانيونس، جنوب قطاع غزة، في أول اقتحام لجيش الاحتلال في المنطقة.
ونفّذت الفرقة عمليات عسكرية في خانيونس على مدار عدة أشهر، فيما زعم جيش الاحتلال أنها تمكنت من القضاء على لواء خانيونس في حماس ودمّرت عشرات الكيلومترات من الأنفاق.
كما شاركت الفرقة في اقتحام مستشفى ناصر وعملية تحرير محتجزين إسرائيليين من رفح، وتحرير جثامين محتجزين إسرائيليين، قبل مغادرتها قطاع غزة في السابع من إبريل/ نيسان 2024.
وفي العاشر من مايو/ أيار عادت الفرقة ونفّذت عمليات عسكرية في جباليا، وساهمت في المجازر وتدمير المنطقة.
وقبل ذلك، استدعى الجيش الإسرائيلي في مارس/ آذار الماضي، قائد الفرقة السابق دان غولدفوس، لتقديم إيضاحات بعد إطلاقه مواقف سياسية عبر دعوة وجهها لمسؤولي دولة الاحتلال لـ"يكونوا جديرين بالجنود الإسرائيليين".
وقال غولدفوس، في خطاب ألقاه في غزة أمام وسائل الإعلام، في حينه، مخاطباً السياسيين الإسرائيليين: "عليكم أن تكونوا جديرين بنا وبالجنود الذين ضحّوا بحياتهم، وبجنود الاحتياط الذين لم يكترثوا من أي طرف هم، حاربوا ويحاربون الواحد إلى جانب الآخر".
وشدد غولدفوس على ضرورة أن يؤدي الجميع دوره، وقال: "تأكدوا أن يأخذ الجميع دوراً"، وهو يلمح من خلال ذلك إلى مطالبته بتأدية اليهود المتدينين "الحريديم" الخدمة العسكرية، في ظل الخلافات الإسرائيلية بشأن قانون التجنيد ورفض "الحريديم" تأدية الخدمة الإلزامية عليهم. وفي يوم 30 سبتمبر/ أيلول 2024، شرعت الفرقة في اجتياح الأراضي اللبنانية، في إطار العدوان الإسرائيلي المستمر منذ عام.