العالم – فلسطين
واليوم ونحن على أبواب الذكرى الـ38 وسموتريتش وبنيامين نتنياهو يهددون بضم الضفة الغربية وبإنهاء الحلم الفلسطيني.. والعرب والمسلمون يجتمعون في الرياض لاتخاذ قرارات هامة على هامش القمة العربية والإسلامية.
فهناك أيضا أسئلة كثيرة تطرح: ما هو الدور العربي؟ ما هو دور الفلسطينيين في هذه المرحلة؟ وأين التضامن العربي والإسلامي؟ وإلى إين تتجه القضية الفلسطينية؟
ورداً على هذه التساؤلات حاورت قناة العالم الإخبارية عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطينية وعضو القيادة الفلسطينية عباس زكي.. إليكم نص اللقاء:
العالم: ماذا كان وراء قرار 15 من تشرين الثاني العام 1988 في الجزائر؟ لماذا اتخذتم هذا القرار؟ ما هي التداعيات وما هي الاحداث التي جعلتكم تخرجون بهذا القرار الجريء بإعلان الاستقلال الفلسطينية من الجزائر؟
- كان هذا نتيجة حوارات استمرت 600 ساعة بين الجزائر وعدن، وأيضا نتيجة تصاعد هذه الانتفاضة العظيمة التي أثبتت للعالم بأننا شعب يتناوب في حمل الراية.. ما سقطت في ساحة إلا ارتفعت بأخرى، وأن الانتفاضة الكبرى بقيادة الأخ أبو جهاد رحمه الله كانت قد أثمرت بأن هذا الشعب لا يمكن أن يستسلم ولا يمكن أن يركع إلا لله سبحانه وتعالى، وأنه أسقط حاجز الرعب والخوف من هذا العدو، وبدأ يتقدم على صعيد انتفاضة الكبرى شهدها العالم، وأيضا الإسرائيليين أنفسهم شهدوا بأنهم أمام وضع خطير، وأن استمرار هذه الانتفاضة تقود إلى دولة، ولكن تدخلات دولية وعربية ونصائح من هنا وهناك أنه احسموا أمركم بدولة، ستأخذوا هذه الدولة سوف تخرجون بها من دائرة الحصار الذي يحيط فيكم بالعالم، وبالتالي حينما أعلن أبو عمار من جبال الأوراس صيحته المشهورة بإعلان دولة فلسطين كنا نعرف لأنها طالما هي من الجزائر ومناصرة للقضية الفلسطينية ومعادية أيضا لأعداء القضية الفلسطينية كانت هذا النداء وهذه الدولة غير قابلة للاندثار.
العالم: يومها هددتم؟ كان عليكم ضغوط أن لا تذهبوا إلى إعلان الاستقلال؟ لأنه بتلك الفترة كان قرارا جريئا أن تقوم بإعلان الاستقلال وشعبك تحت الاحتلال ويتم قتله.. هل هددتم؟ هل تم التلويح لكم بضغوطات معينة؟- نحن الفلسطينيون لا يعرفنا أحد جيداً، نحن ضد التبعية والاحتواء، وإرادتنا كانت عدم التوقف أمام لا نصائح ولا تهديدات، وبالتالي نحن حينما أقدمنا على هذه الخطوة كنا نعرف أنها ليست خطوة في الهواء وإنما هي خطوة باتجاه الدولة الفلسطينية وباتجاه سلام الشجعان الذي وصفه ياسر عرفات، ومن هنا حج العالم لنا لما منعونا نروح إلى نيويورك حجوا أبوعمار على جنيف، فنحن كنا في ذلك الوقت نمتلك القدرة، وشعبنا كان ملتف حولنا، وكانت إبداعات فلسطينية رائعة، وأنا ذهلت حينما رأيت كل المعارضة بترقص لهذا القرار، وبالتالي كانت وحدة الشعب الفلسطيني تتجسد في أرض الجزائر الحرة.

العالم: وكان قراراً بإجماع كل الفصائل في الوطن؟
- نعم بإجماع، بما فيهم الإسلاميين والوطنيين واليساريين، كان الكل مع هذا الإعلان على أن يتم الارتقاء بالحالة الفلسطينية إلى حماية الإعلان، والإعلان إن شاء الله حتى الآن قابل للتطبيق.
العالم: وكانت المفاجأة أيضا هو قرار عدد كبير من الدول الاعتراف بدولة فلسطين وفتح سفارات والتعامل بتمثيل دبلوماسي كامل في ذلك الوقت.
- نعم نحن كانت لدينا مكاتب ولكن تحولت كلها إلى سفارات، دول كبيرة مثل الصين والاتحاد السوفيتي أو روسيا وكوبا أيضاً كانت لدينا هناك سفارات كاملة.
العالم: ولكن مثلا في الاتحاد الأوروبي عدد كبير من الدول حولت مكاتب التمثيل إلى سفارات.
- صحيح. بصراحة ووضوح أن لو كان أمامنا خصم مفهوم و واضح أو يمكلك قراره بيده لكان هناك سلام منذ زمان، ولكن إسرائيل هي عبارة عن دمية بيد الحركة الصهيونية التي هدفها السيطرة على العالم، ولن تكتفي بأي شيء تأخذ، هذا الجشع للصهيونية العالمية إبتلينا به، ولكن تعودنا كيف أن لا نستسلم أمامه.
العالم: أبو مشعل أنت دائماً تقرأ البعيد.. اليوم يغص الإعلان بحديث سموتريتش عن بدء الاجراءات الفعلية لضم الضفة الغربية.. وطبعاً واضح حتى نتنياهو يتحدث أن الوقت أصبح متاحاً قبل أن يدخل ترامب إلى البيت الأبيض يجب ان يكون هناك قرار.. ماذا يعني الضم؟ بنهاية المطاف الاحتلال اليوم موجود في الضفة الغربية ويقطع أوصالها.. ما الهدف الذي يريد أن يعلنه سموتريتش ونتنياهو للعالم؟
- دعنا نعود إلى حقيقتين.. الأولى: أنهم عندما بدأوا في سنة 48 وما قبلها بأن شعب بلا وطن لشعب بلا أرض.. لكن الآن رغم 50 مذبحة في 48 ومذابح على مدار 75 عاما نحن الآن نناهزهم أو أكثر منهم في الداخل (العالم: التفوق الديموغرافي نعم هو لصالحنا) إذاً شعب بلا وطن لأرض بلا شعب كله كلام سقط.. إثنين: هناك كتاب ألفه السيد نتنياهو "مكان تحت الشمس أو مكان بين الأمم" هذا الكتاب يبين مدى حقارته وتطرفه الأحمق، ودائماً يلجإ إلى التخوفيف والتفزيع عند اليهود حتى لا يأمنوا على الإطلاق.. هو دائما معيشهم على هذا الخوف، مثل قضية مك كارثي، ثلاثة أن الظرف مواتي مع تاجر داعر مثل ترامب، يعني ترامب طوال عمره لم يكن في مدرسة سياسية ولا كان من الجمهوريين، وعليه كذا قضايا، وأيضا رأى أن الجو يخلو له، وبالتالي هو الرئيس الوحيد الذي أعيد انتخابه في الإدارات الأميركية، هو أعطى للإسرائيليين القدس، وأعطاهم ما لا يحلموا به، حتى انه اختار سفيره من المستوطنين.
الكارثة الإنسانية في (غزة)، أعطت ردود فعل عالية جدا حتى عند"الكفار"، حتى عند غير العرب، وحتى عند الأوروبيين، وعلى ترامب أن يقرأ جيدا كيف سقط الديمقراطيون من خلال منع الصوت العربي والفلسطيني.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..