رباني السبعيني والحاصل على شهادة الدكتورا من جامعة الازهر ، كان من المدافعين المتحمسين عن الحل السلمي مع جماعة طالبان لوقف الدم الافغاني النازف منذ عقود وانقاذ بلاده من دوامة العنف والقتل والدمار والتخلف والضياع. لذلك لازمه الامل في تحقيق السلام واعادة الهدوء والاستقرارالى ربوع بلاده التي مزقتها الحروب ، حتى اخر لحظة من حياته.
لهذه الاسباب وغيرها اختاره الرئيس الافغاني حامد كرزاي رئيسا للمجلس الاعلى للسلام في افغانستان المكلف فتح حوار مع طالبان ، وفي كلمة له امام هذا المجلس المؤلف من 68 عضوا أعرب رباني عن ثقته بأن السلام ممكن في افغانستان وانه على استعداد للقيام بخطوات كبيرة لاحلال السلام وأنه لن يكل ولايمل حتى تحقيق هذه الغاية.
رباني وفي غمرة حماسته الوطنية والدينية وضع سلاح الحذر جانبا وهو يقترب من جماعة طالبان، فكان يغتنم كل فرصة للتقرب من هذه الجماعة للحوار مع من كان يعتقد انهم معتدلون من بينها.
وفي اخر لقاء مع هذه الجماعة ، وصل الى منزله شخصان يمثلان طالبان يحملان ، كما قيل ، رسائل خاصة ، احشى احدهم عمامته بمادة شديدة الانفجار وعند اقترابه من رباني فجر ما في رأسه فسقط رباني قتيل الحوار مع طالبان مضرجا بدمه.
فحوى رسالة طالبان الخاصة التي حملها ممثلاهما ، وصلت الى رباني وجميع من يمني النفس بمحاورتهم والى الشعب الافغاني قاطبة، ومفادها ان لاشيء في روؤس هؤلاء القوم سوى البارود و" تي ان تي" ، وان من اراد الحوار معهم فلن يكون مصيره بافضل من مصير رباني ، الذي صدق ، وبضغط من حماسة وطنية جارفة وتحت الم الجرح لافغاني النازف ، ان هناك من بين طالبان من يؤمن بالحوار ، للوصول الى صيغة لانقاذ ماتبقى انقاذه في افغانستان قبل ان تتحول الى صومال ثانية، وهو الهدف الذي قدم رباني حياته ثمنا لتحقيقه.
بقلم / ماجد حاتمي