العالم - مراسلون
دخل مراسل "العالم"، حسين عز الدين، بلدة "كفركلا" المحررة على الخطوط الأمامية مع فلسطين المحتلة، ليُوثق اللحظات الأولى لتحرير البلدة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية. وسط مشاهد الدمار الشامل، وقف أهالي البلدة شامخين كالجبال، يحملون في قلوبهم مزيجًا من الفرح والألم.
تظهر آثار الدمار في كل مكان، حيث دُمر أكثر من 90% من منازل البلدة بالكامل، بينما لم يتبقَ من الـ10% المتبقية سوى أطلال غير صالحة للسكن. مبنى البلدية، الذي كان يوماً رمزاً للحياة العامة، تحول إلى أنقاض، ومعالم البلدة التي عرفها الأهالي اختفت تحت ركام العدوان.
شاهد أيضا .. الجيش اللبناني ينتشر في القرى المحررة عقب إنسحاب الجيش الاسرائيلي
وقال أهالي البلدة: "والله إحساس ما بينوصف.. شعور كثير حلو، بس بنفس الوقت في غصة كبيرة لأن فينا شهداء. بفضل دماء الشهداء وصلنا إلى ساحة كفر كلا، الساحة المطلة على كامل البلدة. الحمد لله دخلنا بلدتنا مرفوعي الرأس، وانْدَحَر العدو الإسرائيلي من أرضنا. هذا إنجاز عظيم بحقنا، بحق المقاومة، وبحق شعوبنا. كل هذا دفاع عن لبنان."
ورغم الدمار الذي لحق بالبلدة، بقيت إرادة أبنائها صامدة كصمود راية "يا حسين" التي لم يستطع الاحتلال إزالتها من مكانها. خلف البلدة، يظهر الجدار الفاصل أو ما يُسمى "بوابة فاطمة"، حيث لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يرابط على أرض فلسطين المحتلة.
تحررت كفر كلا، كما تحررت العديد من قرى الجنوب الأخرى، بفضل دماء الشهداء وقادتهم وعلى رأسهم الامين المفدى شهيد الأمة السيد حسن نصر الله.