العالم - مراسلون
تراقب مصيرها يُكتب بالقهر والدموع حجارة تتساقط، وجدران تنهار، كما لو أن عمرها كله يُمحى أمام عينيها غطت وجهها المرتجف بشالها في محاولة يائسه لإخفاء مشاعر الحزن التي لم تجد لها مكانًا سوى تحت وطأة الذكريات التي أُجهِضت بدمار بيتها في مخيم نور شمس.
وفي الوقت الذي لا تتوقف جرافات الاحتلال عن هدم 11 منزل وأكثر في المخيم مشاهد النكبه الجديدة تترسخ في أذهان الأطفال يتسائلون بدهشة عن مصير ألعابهم في تلك المساحات الصغيرة في الوقت الذي كانوا فيه يقطفون الورد في أيديهم وهو كل ما تبقى من جمال في عالم امتلأ بالخراب.
ويقول محمود خليفة نازح من مخيم نورشمس، لقناة العالم:
"نزحنا من أول يوم جئنا عند إخوتي ، وهو حينئذ يشير الى ولد في جنبه قائلا: هذا إبني واليوم عيد ميلاده 5 أعوام، وظل يردد دائما نروح لنزور المخيم وهو يتحسر عليه، واحد تربى فيه وعاش فيه وكل حياته قضى هناك. طشنا والعبنا وتزوجنا وأنجبنا اطفالا كلها في المخيم.
دارنا الحمدلله لم تهدم في المخيم ولكن دور جيراننا كلها تهدمت".
إقرأ أيضا.. جيش الاحتلال يستمر في هدم بيوت طولکرم ونورشمس
بينما دخل الدمار شهره الثاني في طولكرم، لا مكان للنازحين سوى الوقوف بعيدًا، يتبادلون الهمسات.. بيت مَنْ هُدم ومَن الآخر.. وكل واحد منهم يحمل في قلبه سؤالًا واحدًا: هل سيبقى لهم مكان هنا، أم أن كل شيء سيتبدد في ثنايا الزمن؟
بعيون تفيض بدمع لا يطفئ لهيب الفقد، يشاهدون منازلهم تنهار بفعل جرافات الاحتلال والمشهد ليس مجرد ركام، بل جريمة جديدة ترتكب بحقهم شاهدة على قسوة لا تعرف الرحمة.