العالم – نوافذ
في السياقات الاستعمارية كان يتم استخدامه بذكاء كأداة لتفتيت هذه المجتمعات.. تقسيم على أساس طائفي وإثني وعرقي، لتذويب المواطنة الحقيقية.. هذا ساعد في تمكين القوى الخارجية من فرض نفوذها على دول المنطقة لفترة طويلة.
المشروع الصهيوني منذ نشأته عمل على استغلال الأقليات في المنطقة كأداة لتقسيم دول المنطقة إلى دويلات طائفية ومذهبية، تبرر وتشرعن وجود دولة يهودية بين بحر من الدويلات الطائفية.
كيف استغلت تلك الهويات العرقية والدينية في خدمة المشروع الصهيوني؟ نناقش في هذه الحلقة كيف عملت إسرائيل على تعزيز انقسامات طائفية في دول مثل لبنان وسوريا والعراق، وكيف استغلت بعض الأقليات مثل الدروز والأكراد والمسيحيين لتدعيم مواقف إسرائيلية تهدف إلى خلق بيئة من الفوضى وعدم الاستقرار.
وتستضيف هذه الحلقة الأستاذ علي حيدر المختص بالشؤون الإسرائيلية، والدكتورة غادة حب الله الأستاذة في الجغرافيا السياسية، والدكتور رياض عيد الباحث في العلاقات الدولية.

وأوضح الأستاذ علي حيدر أن: مسألة عقد تحالفات مع ما يسمى بالأقليات على مستوى المنطقة العربية هو جزء من الفكر السياسي الصهيوني منذ ما قبل إنشاء الكيان الإسرائيلي، بل نستطيع القول إنه بدا عمليا من الثلاثينات.
وبين أن منطلق هذه الرؤية في تلك المرحلة كان أن اليهود الصهاينة عندما بدأوا باستعمار فلسطين في تلك المرحلة اعتبروا أن جزءاً من استراتيجية الالتفاف على معارضة الشعب الفلسطيني الطبيعية هو عقد تحالفات مع جماعات وقوى يراهنوا -بغض النظر عن موقف هذه الجماعات- أنه من خلال العلاقة معهم يمكن تحقيق مصالح على ثلاثة مستويات: المستوى السياسي انطلاقا من افتراض وجود مصالح مشتركة لمواجهة هذا البحر العربي الإسلامي الكبير، وأيضا مصالح استيطانية اقتصادية تسمح لهم بعقد صفقات تبادل منافع للاستيطان وتحقيق مصالح اقتصادية، وأيضا مصالح أمنية أي تبادل منافع أمنية.
وأضاف أن الصهاينة: راهنوا من خلال هذه الاستراتيجية أن يحققوا مصالحهم الاستراتيجية، إلا أن وجود ذلك في الفكر السياسي شيء و مدى تحقيق النتائج شيء آخر، على المستوى العملي طبعاً هم بدأوا في هذا العمل وانتقل إلى حيز التنفيذ أو الاختبار العملياتي في مرحلة الخمسينات بشكل أساسي، وأيضا تمت إثارته من جديد في الستينات والسبعينات والثمانينات، ولكل مرحلة من هذه المراحل مصاديقها.
وخلص إلى القول إن تحالف الأقليات شكل نقطة ارتكاز اساسية في الفكر السياسي الصهيوني ولكن اختبارات العملياتية لم تؤدي إلى النتائج المؤمنة لها إسرائيليا، وإن استطاعوا أن ينسجوا نوعاً من العلاقات فقد شكلت مصادر إزعاج وإرباك للأنظمة التي نشأت فيها.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..