العالم - خاص العالم
يكرس الاحتلال الاسرائيلي واقعا على الارض جنوب سوريا، بدأ بتدمير عشرات الثكنات العسكرية وكافة الاسلحة الثقيلة والمتوسطة للجيش السوري بالتزامن مع انشاء قواعد عسكرية في محافظة القنيطرة وصولا الى حدود ريف درعا الغربي. مخطط يجري العمل عليه يوميا مع غياب اي رادع او وسيلة لمواجهته.
التوغل الاسرائيلي قضم واحتل اغلب القرى الحدودية بعد خط اتفاق فرض الاشتباك ووصل الى اطراف ريف دمشق واصبحت كل القرى والبلدات في تلك المنطقة محتلة او بحكم المحتلة.
تمثل تحولات الراهنة في الجنوب السوري مرحلة مفصلية في اعادة تشكيل التوازنات الاقليمية، حيث تتشابك الاهداف الاسرائيلية مع تعقيدات المشهد السوري ما بعد سقوط الاسد.
ويهدف الاحتلال الى ترسيخ واقع جيوسياسي جديد يخدم مصالحه التكتيكية والاستراتيجية بالاضافة الى الاهداف الامنية.
إقرأ المزيد.. التصدي لقوات الاحتلال في بلدة كويا بريف درعا وسقوط شهداء
وتتمثل اهدافه القريبة بضمان امن حدود فلسطين المحتلة عبر انشاء منطقة عازلة خالية من اي تهديد عسكري، ومن هنا جاءت مطالبة رئيس وزراء كيان الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بنزع سلاح الجنوب السوري بالكامل وتصريحاته بعدم السماح باي قوات معادية في دمشق، وان الكيان يسعى الى عمق استراتيجي امن يفصله عن اي قوى يعتبرها خطرة.
ويسعى الاحتلال الى فرض سيطرته على الممرات الاستراتيجيه المؤدية الى الجولان ودمشق عبر انشاء بنية تحتية عسكرية دائمة وتشمل هذه الممرات الطرق والمحاور العسكرية الحيوية التي تربط جنوب سوريا بالعاصمة دمشق مرورا بالمناطق القريبة من الحدود مع الجولان.
هذا التوغل يسمح باعاقة اي جهود مستقبلية لاستعادة السيادة السورية الكاملة على الجنوب.
ويشير استخدام كيان الاحتلال ورقة حماية الاقليات الى رغبة في كسب تعاطف شريحة معينة وتبريره وجوده امام الراي العام العالمي كضرورة انسانية وامنية معا، ومن اجل تحقيق هذه الاهداف يستخدم الكيان خليطا من القوة الصلبة العسكرية الاستباقية والوجود الميداني والقوة الناعمة متمثلة بخطاب حماية الاقليات والدعوة لنظام سياسي لا مركزي.
وفي المحصلة تتلخص الرؤية الاسرائيلية في ابقاء الجنوب السوري منطقة عزل امنية طويلة الامد سواء عبر وجودها المباشر او عبر ترتيبات تضمن تحيده تلك المنطقة عسكريا وسياسيا لصالحها.