العالم - سوريا
ومن بين المعتقلين من حي القدم بدمشق مدرس متقاعد، وطالب يدرس الهندسة، وفني إصلاح سيارات، وجميعهم من الطائفة العلوية، وهي الأقلية التي ينتمي إليها الرئيس السابق بشار الأسد.
وقبل ذلك بساعات، قامت مجموعة من العلويين الموالين للأسد باحتجاحات في المناطق الساحلية، على بعد نحو 320 كيلومتراً إلى الشمال الغربي. وتبع ذلك موجة من عمليات القتل الانتقامية هناك أسفرت عن مقتل المئات من العلويين.
وقال رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا ابو محمد الجولاني إنه أرسل قواته، في اليوم التالي، لوقف العنف في منطقة الساحل السوري، لكن بعض المسلحين تدفقوا على المنطقة لمواجهة التمرد دون إذن من وزارة الدفاع.
ووسط مخاوف من اتساع نطاق الصراع الطائفي في جميع أنحاء سوريا، حرصت حكومة الجولاني على التأكيد، في أعقاب أعمال العنف، على أن أعمال القتل كانت محدودة جغرافيا. وعينت لجنة لتقصي الحقائق للتحقيق في "أحداث الساحل".
غير أن روايات عشرات الشهود في دمشق تشير إلى أن أعمال عنف طائفي وقعت في الأطراف الجنوبية للعاصمة السورية، على بعد بضعة كيلومترات من القصر الرئاسي. ولم يتم الإبلاغ من قبل عن تفاصيل المداهمات وعمليات الخطف والقتل.
وقال أحد السكان، والذي خطف رجال ملثمون قريبه مهندس الاتصالات إحسان زيدان (48 عاماً)، في الساعات الأولى من السابع من مارس/ آذار: "كانوا يطرقون باب أي بيت علوي ويأخذون الرجال من داخله".
وأضاف: "أخذوه فقط لأنه علوي".
ويُعرف حي القدم بأنه موطن للعديد من العائلات العلوية. وتحدث شهود عن خطف ما لا يقل عن 25 رجلاً.
وقال أقارب وجيران لهم إن ثمانية منهم على الأقل تأكدت وفاتهم لاحقاً، وأضافوا أنهم إما شاهدوا صوراً للجثث، أو عثروا عليها في مكان قريب. ولم يُعرف مصير بقية الرجال.
وقال أربعة من الشهود إن بعض المسلحين الذين قدموا إلى حي القدم عرفوا أنفسهم بأنهم أعضاء في جهاز الأمن العام، وهو جهاز سوري جديد يضم مقاتلين سابقين بقوات المعارضة.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية، التي يعمل تحتها جهاز الأمن العام، إن قوات الأمن لم تستهدف العلويين بشكل مباشر، مضيفاً أن القوات تصادر الأسلحة من جميع الطوائف (حسب قوله).
ولم يُجب المتحدث عن أسئلة أخرى، بما في ذلك سبب اعتقال رجال عُزل في هذه العمليات.