العالم – الخبر و إعرابه
وجاء في البيان ايضا: “نُهيب بكافة شركات الطيران العالمية أخذ ما ورد في هذا البيان بعين الاعتبار منذ ساعة إعلانه ونشره، وإلغاء كافة رحلاتها إلى مطارات العدو المجرم، حفاظا على سلامة طائراتها وعملائها". ويبدو ان شركات الطيران العالمية باتت تتعامل بجدية كبيرة مع بيانات القوات المسلحة اليمنية ولا تعتني كثيرا بالخداع الاعلامي الامريكي البريطاني الاسرائيلي، الذي عادة ما يقلل من شأن الرد اليمني على اجرام هذا الثلاثي المشؤوم، حيث اعلنت حتى الان عشر شركات طيران عالمية وقف رحلاتها كليا الى تل ابيب.
-يبدو ان شركات الطيران العالمية وكذلك وكالات الانباء العالمية، تعاملت مع القصف اليمني لقلب تل ابيب وجعل شريانه الاقتصادي والسياسي ينزف، ولسان حالها يكرر بيت الشعر المعروف للشاعر ابي تمام "السيف اصدق انباء من الكتب في حد الحد بين الجد واللعب". فلم تعد اجواء تل ابيب في امان، بعد ان فضح الصاروخ اليمني، اسطورة الدفاع الجوي الامريكي الاسرائيلي "المتطور جدا" والمؤلف من اربع طبقات كانت تحمي تل ابيب وخاصة مطار بن غوريون، القبب الحديدية، و مقلاع داود، وحيتس، وثاد.
-يمكن تلمس حجم الفضيحة الامريكية الاسرائيلية البريطانية، والتي لا تقل عن فضيحة "تزحلق"!! طائرة اف 18 من على سطح حاملة الطائرات ترومن في البحر الاحمر عندما كانت تهرب من صاروخ يمني، وفقا للرواية الرسمية الامريكية، فهذه الفضائح تكشف وبشكل لا لبس فيه فشل العدوان الامريكي البريطاني الاسرائيلي على اليمن منذ 15 شهرا، وكذلك فشل استراتيجية ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب، القائمة على استخدام القوة الجوية والصاروخية وبشكل مفرط، منذ شهر ونصف الشهر ، حيث تجاوزت الغارات الامريكية على اليمن اكثر من 1300 غارة، وتحدثت بياناتهم الرسمية عن تدمير مخازن الصواريخ والمسيرات ومنصات الاطلاق والورش، بنسب تجاوزت الستين والسبعين بالمائة، فاذا بصواريخ اليمن تكذب بيانات دول عظمى، كانت تكفي مرور حاملات طائراتها بالقرب من سواحل دول حتى ترفع الراية البيضاء، ولكن اليمن كان استثناء.
-من اجل التستر على فضيحة الثلاثي المشؤوم، امريكا وبريطانيا والكيان الاسرائيلي، خرج علينا مجرم الحرب وقاتل الاطفال نتنياهو، متوعدا اليمن بالقصف ومحملا ايران المسؤولية، بذريعة انها تدعم اليمن، متناسيا ان امريكا وبريطانيا لم تتركا مكانا في اليمن دون ان تقصفاه، ولم توفرا حتى المقابر والاسواق. ثانيا، فان تكرار الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة، والتي تُنسب من خلالها الأعمال البطولية التي يقوم بها الشعب اليمني دفاعا عن نفسه ودعما للشعب الفلسطيني إلى إيران، بمثابة إهانة لهذا الشعب المظلوم والشجاع، ومن المؤكد فان تهديدات نتنياهو، لم ولن تؤثر على عزم اليمنيين على نصرة اخوتهم في غزة، وليس امام هذا التحالف المشؤوم من مهرب من الصواريخ اليمنية الا بوقف العدوان على غزة.
-اللافت ان تهديدات نتنياهو، وبدلا من ان تخيف اليمن وايران، فاذا باليمن يعلن وبعد ساعات من تهديدات نتنياهو الجوفاء، وعلى لسان المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة اليمنية يحيى سريع :"فرض حصار جوي شامل على العدو الإسرائيلي من خلال تكرار استهداف المطارات وعلى رأسها… مطار بن غوريون"، اي ان كل الوحشية الامريكية البريطانية، لم ترفع الحظر البحري الذي فرضه اليمن على كيان الاحتلال فحسب، بل فرض اليمن منذ امس حظرا جويا ايضا. اما ايران وعلى لسان وزير الدفاع الايراني، فقد حذرت من ان كل القواعد والمصالح الامريكية في المنطقة ستكون اهدافا مشروعة لها، في حال ارتكب نتنياهو او راعيته امريكا اي حماقة ضدها.
-اليمن يغير معادلة الصراع مع الكيان الاسرائيلي واربابه، ويمزق الصورة التي يحاول نتنياهو وسيده ترامب تسويقها لـ"اسرائيل التي لا تقهر" لشعوب المنطقة، ويكشف عن الوجه القبيح للتحالف الاجرامي لقوى الشر التي تتلبس لبوس الحضارة زورا، والمتمثل بالكيان الاسرائيلي وامريكا وبريطانيا، فهزيمة هذا التحالف هو هزيمة للغرب الاستكباري الاستعماري، وقبل كل هذا وذاك، فان الموقف اليمني وشخص السيد عبدالملك الحوثي، سيعيد صياغة محور المقاومة ويفرض معادلة الردع، التي اسسها سيد شهداء المقاومة السيد حسن نصرالله، ويكون السيد الحوثي بذلك مصداقا لاخر بيت من الشعر استشهد به الشهيد الكبير اسماعيل هنية في لقائه مع قائد الثورة الاسلامية سماحة اية السيد على خامنئي: "اذا سيد منا خلا قام سيد".