وفي أول زيارة خارجية له عقب توليه مهامه، أعلن ميرتس من باريس اعتزامه إطلاق مشاورات سريعة مع فرنسا وبريطانيا بشأن مستقبل منظومة الردع النووي الأوروبية، في خطوة تعكس قلقا متزايدا داخل أوروبا من تحولات السياسة الخارجية الأمريكية.
وأكد ميرتس، خلال لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على أهمية فتح حوار ثلاثي يشمل برلين وباريس ولندن حول إمكانيات بناء ردع نووي مشترك، على أن يكون مكملاً لما تُعرف بـ"المظلة النووية الأمريكية"، وليس بديلا عنها.
وقال "من الضروري أن نجري نقاشا جادا مع فرنسا وبريطانيا حول كيفية تقديم ردع نووي أوروبي مشترك في المستقبل".
وكشف "ميرتس" عن نية بلاده إطلاق مشاورات بصيغة "3 زائد 3"، تضم رؤساء الحكومات ووزراء الخارجية والدفاع للدول الثلاث خلال الفترة المقبلة، لبحث هذه الرؤية ومجمل القضايا الدفاعية والأمنية الأوروبية.
إقرأ أيضا| ألمانيا تعارض انضمام أوكرانيا للناتو والاتحاد الأوروبي
وتأتي هذه التحركات في ظل التحول الجذري في سياسة واشنطن الخارجية، وتنامي الشعور في الأوساط الأوروبية بضرورة تعزيز الاستقلالية الدفاعية للقارة العجوز، خصوصا بعد التراجع الأميركي عن التزامات تقليدية في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتُعد هذه التصريحات لافتة من المستشار المنتمي للاتحاد المسيحي الديمقراطي، وتعكس ملامح توجهات جديدة في السياسة الدفاعية الألمانية، خصوصا في ظل التحديات الأمنية العالمية المتزايدة، بما فيها أزمات شرق أوروبا وتصاعد التوترات الدولية.