العالم - مراسلون
يمضون بصمتٍ ثقيل، يبتعدون عن مخيمهم حاملين ما بقي من حياةٍ في حقائب.
وجوه شاحبة، وخطى تُجبرها البنادق على الرحيل.
تاركين وراءهم البيوت والطرقات والذاكرة، بينما على الجانب الآخر… من يقرّر الهدم في عمق مخيم نور شمس لا يخفِي شماتته.
ويقول نازح من مخيم نورشمس: كل حياتي فيها ، أنا وإخوتي وأخواتي، انا تزوجت هناك وأولادي ولدوا ، وبالنهاية في 10 دقائق كل شيء يدمر. ماذا نفعل؟
في اليوم الحادي بعد المائة من الاقتحام، عاد الأهالي إلى منازلهم، لكن ليس للعودة… بل للوداع.
7 مبانٍ جديدة أُبلغت عائلاتها بالإخلاء الفوري، بمهلة قصيرة لا تكفي لالتقاط الذاكرة.
إقرأ أيضا.. عملية هدم مروعة في مخيم ’نور شمس’: الاحتلال يدمر 50 منزلاً
ويقول متطوع في الهلال الأحمر بنور شمس، توفيق غنام: طبعا الوقت غير كاف للخروج. الناس أخرجوا الأشياء الأساسية لهم وبعض المقتنيات الكبيرة التي لم يستطيعوا أخذها تركوها لتنهدم. ومشاعر الناس صعبة وأنا نفسي كذلك من هذا المخيم، صعب محو الذكريات ، هنا تاريخ .. أولادنا تربوا هنا.
قرار الاحتلال بهدم 106 مبانٍ في مخيمَي نور شمس وطولكرم يمضي بلا توقف، بين منزلٍ قيد الهدم، وآخر سُوِّي بالأرض، تمضي الجرافات، ويُمعن الاحتلال في هدفه… أن لا يبقى من المخيم سوى الركام.
البيوت تخلى والأحياء تمحى والاحتلال لا يكتفي ولا يتوقف عند التدمير فقط. بل يواصل فرض واقعه القاسي وكأنما الخراب هدف والاقتلاع سياسة لا تنتهي.