شاهد بالفيديو..

عراقجي: العقوبات لم تؤثر على إيران

الخميس ٢٢ مايو ٢٠٢٥ - ١٠:٢٩ بتوقيت غرينتش

صرح وزير الخارجية الإيراني بأن "الأعداء لو كانوا متأكدين من أن الحظر سيجبرنا على الركوع، لما دخلوا في مفاوضات"، مضيفاً أن "مقاومة الشعب الإيراني وقدرة تجارنا جعلت العقوبات غير مؤثرة ولا تصيبنا بالشلل.

العالم - ايران

وقال عراقجي في كلمة القاها في شيراز في المؤتمر الإقليمي للدبلوماسية الاقتصادية الذي يركز على الدول المجاورة والمناطق المستهدفة، ضمن تعزيز وتنظيم الدبلوماسية المحلية: "الدبلوماسية المحلية لا تعني اللامركزية في السياسة الخارجية، إذ يجب أن تظل توجيهات السياسة الخارجية من طهران عبر وزارة الخارجية".

وأشار وزير الخارجية إلى السياسات العامة للجمهورية الإسلامية الإيرانية قائلا: "المبدأ الأول لسياستنا الخارجية هو حسن الجوار. هذه السياسة تم تعزيزها بقوة في حكومة الرئيس الراحل آية الله رئيسي ووزير الخارجية الشهيد أمير عبداللهيان، ونحن في الحكومة الرابعة عشرة نسير على نفس النهج".

وأكد أن "بيئة الجوار هي بيئة أمننا ومصالحنا الوطنية، وإمكانيات هذه المنطقة وحدها كافية لتقدم البلاد، لذا يجب اكتشاف هذه الإمكانيات واستغلالها وتجاوز الوضع الراهن. ولهذا تكتسب الدبلوماسية المحلية أهمية، خاصة في منطقة الخليج الفارسي ذات الأهمية الخاصة".

دور وزارة الخارجية في الدبلوماسية الاقتصادية

وضح عراقجي دور وزارة الخارجية في الدبلوماسية الاقتصادية قائلاً: "الدبلوماسية الاقتصادية لا تعني القيام بالأعمال الاقتصادية. نحن في الوزارة لا نبيع سلعاً ولا نبيع نفطاً، لكننا نفتح الطريق. مهمتنا هي تمهيد الطريق، إزالة العقبات، التسهيل، تحديد الأسواق الجديدة وربط التجار".

وأضاف موضحاً بمثال: "وزارة الخارجية تعمل كسفينة كاسحة للجليد؛ هذه السفينة لا تحمل بضائع لكنها تفتح الطريق المتجمد للسفن الأخرى. يجب أن يكون هناك تواصل وثيق بين هذه السفينة والسفن التجارية. إذا لم يُفتح الطريق، ستعلق السفن التجارية".

تحييد الحظر والتغلب عليها من مهام وزارة الخارجية

وأشار وزير الخارجية إلى العقوبات المفروضة على البلاد قائلاً: "أحد العقبات الرئيسية هي العقوبات؛ مهمة وزارة الخارجية هي العمل على رفع الحظر ، لكن إزالة الحظر لا تقتصر على الحظر. تحييد الحظر والتغلب عليها هو واجبنا".

وتابع: "كلما كنا أكثر نجاحاً في تحييد الحظر ، سيصاب المفروضون بالإحباط، وهذا يساعدنا في المفاوضات. لو كانوا متأكدين من أن العقوبات ستجبرنا على الركوع، لما تفاوضوا. مقاومة الشعب الإيراني وقدرة تجارنا جعلتا الحظر غير مؤثر بشكل كبير".

سياسة الاقتصاد ليست من مسؤوليات وزارة الخارجية

وأكد عراقجي أن "سياسة الاقتصاد ليست من مسؤوليات وزارة الخارجية؛ هذه المسؤولية تقع على عاتق وزارة الاقتصاد والوزارات الأخرى والبنك المركزي. مهمتنا هي التسهيل وربط الإمكانيات خارج البلاد بالداخل".

مفهوم الدبلوماسية المحلية

وشرح وزير الخارجية مفهوم الدبلوماسية المحلية قائلاً: "الدبلوماسية المحلية تعني أن تشارك المحافظات في السياسة الخارجية وتساعد في تعزيزها. لكن هذا لا يعني اللامركزية في السياسة الخارجية. يجب أن تدار السياسة الخارجية من طهران عبر وزارة الخارجية، لكن المحافظات يمكن أن تكون أذرعاً مساعدة".

أربعة مؤتمرات للدبلوماسية المحلية

وأشار عراقجي إلى تجربة المحافظات الحدودية قائلاً: "يمكن حل العديد من مشاكلنا الحدودية، سواء في مجال التهريب أو الأمن، من خلال التفاعل المباشر بين المحافظات الحدودية للبلدين؛ هذه الاتصالات أكثر فعالية من الزيارات الرسمية".

وتحدث عن الخلفية التاريخية لمحافظة فارس قائلاً: "فارس محافظة عريقة ولها علاقات واسعة جداً مع دول الخليج الفارسي. بعض الأشخاص في هذه الدول يعرفون شيراز أو لار أكثر من طهران. يجب تفعيل هذه الإمكانيات في الدبلوماسية المحلية، سواء في مجال السياحة أو الثقافة أو الاقتصاد".

وأضاف: "لقد صممنا أربعة مؤتمرات للدبلوماسية المحلية في أربع مناطق من البلاد، تستضيف شيراز منطقة الجنوب بخمس محافظات. هذه العملية ليست للعرض وسوف تستمر بشكل دائم. في الأيام الماضية، عُقد اجتماع في سنندج بين ثلاث محافظات إيرانية ومحافظات إقليم كردستان العراق وكان عملياً وناجحاً جداً".

التزام بالتنسيق الكامل مع البرلمان

وتحدث عراقجي عن زيارته لأربيل والسليمانية قائلاً: "أربيل والسليمانية تمتلكان إمكانيات يمكن أن تلعبا دور دبي بالنسبة لإيران. بالطبع مدن أخرى لديها هذه الإمكانية ويجب استغلالها".

وخاطب وزير الخارجية المسؤولين المحليين قائلاً: "اطلبوا من زملائي في الجلسات القادمة أن يتعرفوا على إمكانياتكم، ويستقبلوا احتياجاتكم ويتابعوها. أرسلوا التقارير إلى طهران وتواصلوا مع نائب وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية. أنا أيضاً التزمت أمام البرلمان بالمضي قدماً بالتنسيق الكامل مع البرلمان".

واختتم قائلاً: "ليس لدي نظرة استعراضية لهذه الاجتماعات. أنا حقاً أريد أن يسير هذا الطريق بشكل صحيح لصالح الأمن والمصالح الوطنية وكرامة البلاد".