العالم – الخبر وإعرابه
-من التفاصيل الغريبة للخبر، انه نقل عن مسؤول أميركي، وصفته بالرفيع قوله لشبكة "سي إن إن"، "أن واشنطن تكثف جهودها لجمع معلومات استخبارية للمساعدة إذا قرر قادة إسرائيل شن الهجوم". والذي سينفذ لافشال الاتفاق، إذا ظنت "اسرائيل" أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيقبل ما وصفتها بصفقة سيئة مع ايران!.
-وحسب مسؤولين أميركيين، وفقا ل"سي ان ان"، ان قرار "إسرائيل" شن الضربة "يعتمد على رأيها في مفاوضات واشنطن مع طهران"!. والغريب، انه ورغم تصريح مسؤولين أميركيين بأن ضرب "إسرائيل" منشآت نووية إيرانية سيمثل "قطيعة صارخة" مع الرئيس ترامب إذا حدث ذلك، فإن "سي إن إن" نقلت عن مصدر أميركي قوله: "أن واشنطن قد تساعد إسرائيل في حال حدوث استفزاز كبير من جانب طهران"!!.
اقرأ المزيد:
-تقرير القناة الامريكية عن رصد امريكا لتحركات عسكرية في كيان الاحتلال لتنفيذ ضربة ضد منشآت النووية الايرانية في حال لم يأت الاتفاق بين ايران وامريكا على هوى "اسرائيل"، نُشر في 21 مايس اي قبل يومين من بدأ الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة بين ايران وامريكا والتي بدات اليوم في روما، وسبقتها تصريحات غير منطقية ومنفصلة عن الواقع تماما لمسؤولين امريكيين، وعلى راسهم ممثل امريكا في المفاوضات مع ايران ستيف وايتكوف، بشأن تصفير تخصيب اليورانيوم داخل ايران.
-من الواضح ان هناك تقاسما للادوار بين امريكا والكيان الاسرائيلي ازاء ما يجري في المنطقة وخاصة بشان القضايا المتعلقة بايران وخاصة المفاوضات النووية، فامريكا تريد ان تقول لايران انه في حال لم تتنازل عن حقها في التخصيب فانها ستطلق عليها كلبها المسعور، بل وستساعده ايضا، ولكن هذه اللعبة باتت مكشوفة للعالم، فلا امريكا ولا اسرائيل قادرتان على سلب حق ايران القانوني في امتلاك برنامج نووي سلمي. كما ان العالم يدرك ان امريكا ما كانت لتتفاوض مع ايران لو كان بامكانها التخلص من المنشآت النووية الايرانية بالقوة العسكرية، وقبل كل هذا وذاك لو كانت ايران تتنازل عن حقها مقابل التهديدات لكانت تنازلت عنه قبل اربعة عقود وما تحملت كل هذه الضغوط التي فاقت كل تصور.
-ان رسالة التهديدات الاسرائيلية التي خرجت من الاعلام الامريكي، بالشكل الذي استعرضناه، قد وصلت الى ايران بكل ضجيجها، الا ان الرد الايراني جاء هادئا وواضحا وشفافا وصريحا وقاطعا، فالاتفاق من وجهة نظر ايران لم ولن يأت وفقا للرؤية الاسرائيلية، بل وفقا للمصلحة الايرانية، ولا تاثير لهذا الضجيج الفارغ على الموقف الايراني، فاذا كان الكيان الاسرائيلي يمني النفس بتراجع ايران عن حقها بالتخصيب، امام تهديداته، فهو يعيش في وهم، فبالنسبة لايران "صفر تخصيب" يساوي "صفر اتفاق" نقطة على السطر.
تابع المزيد:
-في جُملٍ قصيرة واضحة لا لبس فيها، رد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيدعلي خامنئي على كل الضجيج الامريكي الاسرائيلي، عندما قال:"انهم يتحدثون بأنهم لن يسمحوا لإيران بتخصيب اليورانيوم، هذا كلام فارغ.. لا أحد ينتظر الإذن منهم، والجمهورية الإسلامية لها سياسة خاصة بها تنتهجها، وهي ماضية في تنفيذ سياساتها.. وعلى الجانب الأميركي ان يوقف هذيانه".
-وزير الخارجية الايراني سيد عباس عراقجي وفي تغريدة مقتضبة له على منصة "اكس" قبل توجهه الى العاصمة الايطالية روما، رد على ذلك الضجيج الامريكي الاسرائيلي حول تصفير التخصيب والتهديد بقصف المنشات النووية الايرانية، قال فيها :"عشية سفري إلى روما للجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة مع أمريكا.. معادلة التوصل إلى اتفاق ليست معقدة: سلاح نووي صفر = لدينا اتفاق، و تخصيب صفر = لا اتفاق". وقبل ذلك كان عراقجي قد حمل اميركا مسؤولية أي حماقة يرتكبها الكيان الصهيوني، فهذا الكيان اصغر من ان يهدد ايران لولا استقوائه بالامريكي.