تصعيد عسكري متزايد تشهد الساحة السودانية في ظل استمرار الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث كثف سلاح الجو السوداني من عملياته الجوية باستخدام الطائرات المسيرة، مستهدفا مواقع رئيسية لقوات الدعم السريع في ولاية شمال كردفان.
وتركزت الغارات في منطقتين الكيلو زيرو شمال مدينة بارا وأم سيالة، وأسفرت عن تدمير آليات وعتاد عسكري، إضافة إلى سقوط عدد كبير من عناصر الدعم السريع بحسب مصادر ميدانية أكدت دقة الضربات وفعاليتها.
في السياق ذاته تتواصل العمليات العسكرية على محور الخوي ودبيبات، في وقت يشهد السودان تصاعدا في المواجهة بين الجيش وقوات الدعم السريع التي تبنت مؤخرا استراتيجية هجومية تشمل غارات بطائرات مسيرة على مناطق الجيش خاصة في جنوب البلاد.
وفي تطور أمني آخر تصدى الجيش السوداني مسيارات حلقت في أجواء مدينة بورتسودان العاصمة المؤقتة للبلاد عبر صواريخ مضادة للطائرات.
وكان الجيش قد حمل قوات الدعم السريع مسؤولية أول هجوم جوي على المدينة الشهر الماضي، والذي استهدف منشآت حيوية كمطار المدينة ومحطات الكهرباء ومستودعات الوقود، وتسببت هذه الغارات في أضرار كبيرة وانقطاع التيار الكهربائي، ما أدى لاحقا إلى أزمة مياه وتفشي وباء الكوليرا الذي أودى بحياة نحو 300 شخص هذا الشهر.
سياسياً ألقى رئيس الوزراء السوداني الجديد كامل إدريس أول خطاب له عقب تسلمه المنصب أكد فيه وقوفه على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية، مشدداً على أولوية تعزيز الأمن الوطني واستعادة هيبة الدولة من خلال القضاء على التمرد الداخلي في إشارة واضحة إلى الدعم السريع.
وصرح قائلاً: الأولويات الوطنية العاجلة.. أولاً الأمن القومي وهيبة الدولة بالقضاء تماما على التمرد، ثانيا إدارة الفترة الانتقالية والجهاز التنفيذي بكل كفاءة ونجاح."
وتأتي هذه التطورات ضمن سياق الحرب المستمرة منذ 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي خلفت آثارا مدمرة على البنية التحتية والوضع الإنساني في البلاد، خصوصا مع اقتراب المعارك من مدينة الفاشر آخر معاقل الجيش في دارفور.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..