في هجوم غير مسبوق من حيث المدى والتأثير النفسي، أكدت أوكرانيا استهداف قواعد جوية روسية في سيبيريا وأقصى شمال البلاد بطائرات مسيّرة قطعت مسافة تزيد عن 4 آلاف كيلومتر، وأصابت ما لا يقل عن 41 طائرة، بينها قاذفات نووية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا:
إن الغرب متورط، بشكل مباشر وغير مباشر، في الهجمات الإرهابية الأوكرانية على أهداف مدنية في روسيا. دول الغرب وحلف شمال الأطلسي يزودان أوكرانيا بالأسلحة وتساعدها في تحديد مواقع مثل هذه الهجمات.
بالتوازي، تعهّدت بريطانيا بدعم غير مسبوق لكييف، يشمل تسليم مئة ألف طائرة مسيّرة بحلول نيسان أبريل من العام القادم.
وقال المبعوث الأمريكي إلى كييف، كيث كيلوج:
إن مستويات المخاطر تحتدم بشكل كبير. في مجال الأمن القومي يتعين أن يدرك الناس: عندما تهاجم جزءا من منظومة البقاء الوطنية للخصم، ألا وهو الثالوث النووي، فهذا يعني أنك تدخل منطقة مجهولة العواقب لأنك لا تعرف ردة فعل الطرف الآخر.
دبلوماسيًا، فشلت جولة المحادثات الأخيرة في إسطنبول، بعد تمسّك موسكو بشروط وصفتها كييف "بالإنذارات النهائية"، تشمل الانسحاب الكامل من مناطق دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، والاعتراف بسيادة روسيا على القرم، وهو ما رفضته أوكرانيا معتبرة إياه استسلامًا.
إلا ان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن استعداده لعقد قمة مع نظرائه الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب، والتركي رجب طيب إردوغان، لدفع محادثات السلام مع موسكو قدما؛ وأشار إلى أنه سيعرض على الروس وقف إطلاق النار قبل لقاء القادة.
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي:
شروط السلام التي طرحتها روسيا خلال محادثات إسطنبول، هي بمثابة إنذار غير مقبول لأوكرانيا. مواصلة الاجتماعات الدبلوماسية بتشكيلة الوفدين الحالية في إسطنبول على مستوى لا يمكنه توفير حلول، هو باعتقادي أمر لا جدوى منه'.
بدوره أكد الكرملين أن عقد لقاء بين بوتين وزيلينسكي مشروط بالتوصل إلى اتفاق.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف:
سيكون من الخطأ توقع حلول واختراقات فورية. مسألة التوصل إلى تسوية معقّدة للغاية وتشمل الكثير من المسائل الدقيقة التي يتعيّن حلّها، موسكو تريد قبل كل شيء القضاء على الأسباب الجذرية للنزاع من أجل تحقيق السلام مع كييف.
كذلك اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا بالسعي الى وقف لإطلاق النار من أجل إعادة تسليح جيشها وتجميع قواته والتحضير لهجمات تخريبية ضد موسكو.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين:
'لماذا نكافئهم بمنحهم استراحة من القتال، سيتم استغلالها من أجل تزويد النظام (الأوكراني) بأسلحة غربية، ومواصلة التعبئة القسرية والتحضير لأفعال إرهابية مختلفة'.
أما وزير الخارجية الروسية فيرى أنه من المهم عدم الاستسلام لاستفزازات كييف الأخيرة الرامية إلى تعطيل المفاوضات؛ واعتبر أن اللقاء الروسي الأوكراني كان مهما ومفيدا وناجحا وجولتي التفاوض في اسطنبول أسفرتا عن نتائج ملموسة.