هذا هو الاعتداء الرابع منذ وقف إطلاق النار على الضاحية الجنوبية وربما يكون هو الأكبر والأعنف من خلال الغارات التي شنها طيران العدو الإسرائيلي على هذه النقطة بالإضافة إلى نقاط أخرى، ولا تزال ألسنة اللهب والدخان تندلع من هذا المكان نتيجة التدمير الذي حصل وكان هنا يوجد أكثر من مبنى سكني بامتياز.
وقال مواطن: "يريدون إرعابنا، لكننا لا نخاف، ونحن مع المقاومة حتى الرمق الأخير فمهما فعلوا، نحن نبقى مع المقاومة."
وأوضحت مواطنة أخرى: "حاولوا أن يفصلوا بيننا وبين غزة. وقد اخترنا الدفاع عنهم، وهذه وصية السيد حسن نصرالله التي نبقى ملتزمين بها حتى آخر لحظة."
وهنا أيضًا في منطقة "سانت تيريز"، تم تنفيذ الاعتداء الإسرائيلي من قبل الطائرات الحربية، حيث دُمر أكثر من مبنى سكني نتيجة الغارات التي شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية.
وأشار المحلل السياسي حسان عليان قائلاً: "هذه رسالة للدولة اللبنانية ولكل المعنيين بأمر السيادة. كيف يمكن أن يتعامل المسؤولون اللبنانيون مع هذا العدوان، وهو ليس مجرد اختراق. نحن أمام حالة حرب حقيقية، وأعتقد أن الأمريكيين يدعمون هذا الأمر بشكل كامل."
وفي إحدى الشقق السكنية التي تضررت جراء هذا العدوان، حيث لا تزال صاحبة المنزل ترفع بعض الأنقاض، تفقد مراسل قناة العالم الإخبارية حسين عز الدين، أحوال صاحبة المنزل إذ قالت: "كنت هنا عندما حدثت الغارة، وأيضًا ولداي الصغيران كانا في المنزل حين انهدام المبنى."
إن الاحتلال الإسرائيلي يكشف عن وجهه الحقيقي وعن ثقافته الوجودية، حيث يظهر عدم مراعاته للأطفال وبراءتهم، كما يتضح ذلك من الألعاب والكتب المدرسية التي شوهدت مرمية في الطرق.
ورغم ذلك، لم يثنِ كل هذا الاعتداء من عزيمة المواطنين هنا، بل تمسكوا أكثر بخيار المقاومة من المكان الذي استُهدف في منطقة حارة حريك.