وحش الاستيطان يفترس الأرض، والاحتلال يطمع في ضم الضفة الغربية.. لا كبير للوزراء العرب.. وإنهاء المقاومة ضرب من الأوهام.
المسار الاستيطاني في الضفة الغربية يتواصل في ظل صمت عربي ودولي. وهذا المسار لم يعد مجرد إنشاء مستوطنة هنا أو هناك، أو 10 مستوطنات هنا أو هناك، بل هو مسار كامل لدى الكيان الإسرائيلي لاحتلال الضفة الغربية تحت مبرر ديني لا يتورع الصهاينة عن البوح به في كل مناسبة وبغير مناسبة.
قصة بقرة تتجول في سفح جبل فتُرسم بها حدود الأرض قد يبدو مشهداً من رواية أو حكاية من نسج الخيال، لكنه الواقع في الضفة الغربية، حيث الخرائط لا تحدد مصير الأرض، بل خطوات قطيع يرعاه مستوطن، بدعة جديدة في سرعة الاستيلاء على الأراضي.
كأن مصير الفلسطينيين هناك يُحدده مزاج بقرة، يعتقد رعاتها أنها تتحرك عبر إرادة إلهية لترسم حدود الأرض. هذه الخطوات أصبحت أداة عملية لنهم الأراضي، في حين لا يجد الفلسطينيون موطئ قدم في أرضهم.
مزاعم وخرافات دينية للصهاينة لضم كل أراضي الضفة الغربية والاستيلاء على كامل فلسطين. المسألة ليست نكتة ولا مزحة، هذا كلام واقعي تؤيده الوقائع الميدانية والقانونية والقرارات التي تتخذها الحكومة الصهيونية و"الكنيست" الصهيوني.
مسألة الاستيطان ليست مسألة بسيطة أو عابرة. التقارير والإحصاءات تشير إلى أن عدد المستوطنات زاد منذ اتفاق أوسلو عام 1993 وحتى 2025 بنسبة تزيد عن 100%، أي أننا نتحدث عن تغول استيطاني كبير.
ومن بين هذه القرارات التي تشرع الاستيطان، ما أعلنته حكومة الاحتلال الصهيونية الحالية عن إنشاء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، وهو تحول استراتيجي في إدارة الاحتلال يعيد تشكيل المشهد فوق الأرض ويفتح الطريق أمام واقع عمراني استيطاني جديد يفرضه الاحتلال في الضفة الغربية، تُفرض فيه الخرائط ولا تُناقش.
22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية في خطوة تحمل أبعاداً تتجاوز توسيع البناء الاستيطاني إلى ما يلامس هندسة النفوذ والسيطرة والضم.
العالم كله صامت أمام سياسة الاستيطان التي يقوم بها كيان الاحتلال الإسرائيلي. والملفت أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن يرفضون الاستيطان، لكن الاحتلال لا يبالي بهم ولا بجامعة الدول العربية ولا بمنظمة التعاون الإسلامي، ولا بالقوانين الدولية.
قرار الضم عند الاحتلال أشبه بقرار ديني، وهم يكرسون هذا الأمر بوقائع معينة. المسألة ليست فقط في عدد المستوطنات، بل في هندستها التي تقطع أوصال الضفة الغربية في نقاط حيوية، ليقول الاحتلال وللعالم إن الجغرافيا الحاكمة ستنهي الضفة الغربية بالكامل بسياسة الاستيطان.
وقال مسؤولون صهاينة إن هذا القرار هو "اللب الأساسي" الذي "تتحرك به الآلة الدينية الصهيونية، التي تتحدث عن أرض الأجداد، والتي لا يمكن حمايتها إلا بمنع إقامة الدولة الفلسطينية، وإقامة سور واقٍ، والمزيد من الاستيطان وطرد الفلسطينيين".
الصهاينة يزيدون في مشاريع الاستيطان تمهيداً للاستيلاء على الضفة الغربية، وفرض السيادة عليها، ومنع الفلسطينيين من إقامة الدولة الفلسطينية.
بل أكثر من ذلك، الصهاينة يتحدثون بشكل واضح وصريح عن هذا الأمر باختيار الجغرافيا الحاكمة التي يتحركون فيها في اختيار المستوطنات، وهي مسألة خطيرة وحساسة. وإذا ألقينا نظرة على الخرائط وتوزيع المستوطنات، ندرك تماماً أن المشروع هو "ضم كامل" للضفة الغربية .
المزيد من التفاصيل في سياق الفيديو المرفق