نزيف اقتصادي حاد في ’إسرائيل’ بعد أسبوع من المواجهة مع إيران

السبت ٢١ يونيو ٢٠٢٥
٠٤:٤٩ بتوقيت غرينتش
نزيف اقتصادي حاد في ’إسرائيل’ بعد أسبوع من المواجهة مع إيران كشفت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية العبرية، في تقرير لها، أن "هيئة التعويضات" التابعة لسلطة الضرائب في كيان الاحتلال، تلقت أكثر من 30 ألف مطالبة تعويض منذ بداية المواجهة المباشرة مع إيران، في رقم صادم يعكس حجم الخسائر واتساع رقعة الضرر داخل الجبهة الداخلية الإسرائيلية، رغم قصر مدة الحرب.

ويُظهر التقرير أن حوالي 5 آلاف مطالبة تم تقديمها في آخر 24 ساعة فقط، مما يعكس تصاعد وتيرة الدمار.

وتوزّعت المطالبات على النحو الآتي، بحسب البيانات الرسمية حتى الساعة 10:00 صباحًا:

25 ألف مطالبة عن أضرار في المباني والمنازل.

2,600 مطالبة عن أضرار في المركبات.

3 آلاف مطالبة عن خسائر في محتويات المنازل أو الممتلكات الأخرى.

وأوضحت الصحيفة أن هذه الأرقام لا تشمل الأضرار التي وقعت صباح الجمعة نتيجة ضربة صاروخية استهدفت مبنى في مدينة بئر السبع، وذلك يعني أن العدد مرشّح للزيادة بشكل كبير في الساعات المقبلة، في ظل استمرار القصف الصاروخي الإيراني على مناطق داخل العمق الإسرائيلي.

إخلاء واسع النطاق للسكان

بحسب "كالكاليست"، فإن 8,200 شخص تم إجلاؤهم من منازلهم حتى الآن، من بينهم 3 آلاف شخص خلال 24 ساعة فقط، وذلك بسبب تضرر منازلهم أو صدور أوامر بالإخلاء نتيجة الخطر المحدق.

وفي خطوة طارئة، قررت الحكومة الإسرائيلية، بحسب ما نقلت "كالكاليست"، تمديد فترة الإقامة في الفنادق للنازحين من أسبوع إلى 14 يومًا.

نظام تعويض معجّل.. لكنه عاجز أمام الأرقام

وفي ظل الضغط المتزايد، أعلنت سلطة الضرائب الاسرائيلية، بحسب "كالكاليست"، توسيع المسار السريع لتقديم مطالبات التعويض، بحيث يُتاح التقديم عبر الإنترنت من دون الحاجة إلى تقييم فوري من خبير، لأي ضرر تصل قيمته إلى 30 ألف شيكل (نحو 8600 دولار).

ويحصل المستفيد على تعويض مالي خلال أسبوع، بشرط تقديم فاتورة خلال شهر. ولأول مرة، أُتيح هذا المسار للشركات التجارية أيضًا، بعدما كان حكرًا على الأفراد، مما يعكس إدراك الكيان لحجم الضرر الواقع على قطاع الأعمال المحلي.

وتشير الصحيفة إلى مقارنة لافتة، إذ إنه خلال عام و8 أشهر من العدوان على غزة (منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حتى انطلاق الحرب مع إيران) تلقت الهيئة 75 ألف مطالبة تعويض.

أما خلال أسبوع واحد فقط من الحرب مع إيران، فقد تم تسجيل 40% من هذا الرقم، وهو ما وصفته الصحيفة بأنه "مؤشر على الدمار الكثيف الذي خلفته الحرب الحالية على الجبهة الداخلية".

إقرأ المزيد .. من حيفا إلى تل أبيب: صواريخ إيران تُسقط البنية التحتية للاحتلال!

الخزانة الإسرائيلية تحت ضغط الإنفاق العسكري

أما صحيفة "غلوبس" الاقتصادية، فقد كشفت في تقرير لها أن وزارة المالية الإسرائيلية أوشكت على استنزاف احتياطياتها المالية بالكامل لتغطية التكاليف الباهظة للعدوان على إيران، والتي تصل وفق مصادر غير رسمية إلى مليار شيكل يوميا (نحو 300 مليون دولار).

وقد قدمت الوزارة إلى لجنة المالية في الكنيست طلبًا لنقل 3 مليارات شيكل (نحو 860 مليون دولار) من بند "النفقات الطارئة للدفاع"، وهو مبلغ مخصص لتغطية رواتب القوات التي استدعيت.

وفي طلب إضافي، طالبت الوزارة الاسرائيلية برفع ميزانية الدفاع بمقدار 700 مليون شيكل (نحو 200 مليون دولار)، يتم تمويلها عبر اقتطاعات من وزارات أخرى، ويُدرج هذا المبلغ في بند "نفقات أمنية" خاضع للسرية، حسب طلب وزارة المالية.

أزمة تمويل حادة

وأشارت "غلوبس" إلى أن الحكومة كانت قد خصصت 10 مليارات شيكل (نحو 2.9 مليار دولار) للاحتياطيات الدفاعية، لكنها استُهلكت سابقًا لتغطية التجنيد غير المسبوق لنحو 450 ألف جندي احتياطي خلال العدوان على غزة، قبل حتى بدء العمليات مع إيران. وذلك يعني أن معظم المخصصات الدفاعية نُفذت قبل اندلاع المواجهة الحالية.

وتؤكد الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية تستعد حاليا لإعادة فتح الموازنة العامة ورفع سقف الإنفاق، وهي خطوة تشريعية معقدة تُشبه تمرير موازنة جديدة بالكامل.

وفي غضون ذلك، تُستخدم التحويلات الداخلية لتوفير "فترة تنفس مؤقتة"، في انتظار تمرير الخطط الجديدة لتمويل الحرب.

تكلفة الحرب تتجاوز القدرة الفعلية

وبحسب التقديرات التي نشرتها "غلوبس"، فإن إنفاق وزارة الدفاع تجاوز فعليا ميزانيتها بمقدار 20 مليار شيكل حتى قبل بدء العدوان على إيران. ومع تكاليف يومية تزيد على مليار شيكل، تبدو الزيادة الحالية البالغة 3.7 مليارات شيكل غير قادرة على سد الفجوة المتنامية، خصوصًا في ظل غياب خطة شاملة طويلة الأمد.

ويحذر محللون من أن استمرار العمليات سيجبر الكيان على اللجوء إلى الاقتراض الداخلي والخارجي، وفرض ضرائب جديدة، وخفض حاد في نفقات التعليم والصحة والبنية التحتية، مما سيُشعل أزمة اجتماعية واقتصادية داخلية قد تكون أكثر كلفة من الحرب ذاتها.

وبحسب تعبير صحيفة كالكاليست، فإن "العدد الهائل من المطالبات خلال الأسبوع الأول للحرب مع إيران يعكس حجم الضربة التي تعرضت لها إسرائيل في الداخل، ويكشف عن هشاشة الاستعدادات أمام سيناريو كهذا".

بينما اعتبرت غلوبس أن "وزارة المالية باتت تدير أزمة تمويل حربية من دون غطاء، والقرارات القادمة قد تكون سياسية أكثر من كونها اقتصادية".

0% ...

آخرالاخبار

الأمم المتحدة تتبنى قرارا يمنع التهجير والتجويع في غزة


برلين تطالب الاحتلال بوقفه الفوري لبناء المستوطنات في الضفة


الفائز بجائزة يوروفيجن يعيد الكأس عقب مشاركة الاحتلال


أحدث موقف رسمي عراقي تجاه برنامج ايران النووي السلمي


شاهد.. ماذا قال خطيب المسجد الحرام عن أطفال فلسطين؟


إصابة 33 شخصاً بينهم أطفال جراء انفجار بحفل زفاف في درعا


كاميرا العالم تستكشف آخر التطورات في معهد الفضاء الإيراني + فيديو


ايران: احتجاز سفينة أجنبية تحمل 6 ملايين لتر من الوقود المهرب في بحر عُمان


الرئيس اللبناني يعلن استعداد بلاده لترسيم الحدود مع سوريا


ترامب: الضربات البرية في فنزويلا ستبدأ قريبا