وخلال الاتصال الذي جرى ظهر اليوم، أدان بزشكيان بشدة العدوان الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية في نطنز وفُوردو وأصفهان، مؤكداً أن ما يشهده العالم حالياً يمثل مساراً مقلقاً وغير مقبول، حيث تتعرض دولة تلتزم بكافة القواعد الدولية وتخضع منشآتها لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لهجوم مباشر من قبل أمريكا والكيان الصهيوني.
وأضاف: "هذا العدوان يفضح زيف شعارات الغرب حول السلام، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، واحترام القوانين الدولية، ويؤكد أن كل ما يُطرح في هذا السياق ليس سوى ذرائع لتضليل الرأي العام العالمي".
وأشار الرئيس الإيراني إلى السجل الإجرامي للكيان الصهيوني في غزة ولبنان وسوريا، قائلاً: "ما يرتكبه هذا الكيان في المنطقة هو قتل ممنهج للمدنيين والنساء والأطفال، بينما تروج وسائل الإعلام الغربية لتلك الجرائم باعتبارها 'دفاعاً عن النفس'، في تبرير فجّ لا يمكن قبوله".
واتهم بزشكيان الولايات المتحدة وبعض الحكومات الأوروبية بدعم العدوان الأخير على إيران، معتبراً أن هذا الاعتداء يندرج ضمن "منطق الغاب" الذي لن تقبل به إيران أبداً، مؤكداً أن بلاده لن تتراجع عن الدفاع عن حقوقها.
وشدد على أن المزاعم الأميركية والصهيونية بشأن سعي إيران لامتلاك السلاح النووي هي "أكذوبة كبرى"، موضحاً أن فتاوى قائد الثورة الإسلامية تحرّم شرعاً وقانوناً إنتاج واستخدام السلاح النووي، وأن ذلك لا مكان له في العقيدة الدفاعية للجمهورية الإسلامية.
كما لفت إلى التعاون الوثيق لإيران مع المنظمات الدولية في الملف النووي، مؤكداً أن طهران لم تقم بأي خطوة خارج الأطر القانونية، وأنها سعت منذ بداية الحكومة الجديدة إلى بناء علاقات إقليمية قائمة على السلم والاستقرار، بينما سعى الكيان الصهيوني إلى تقويض هذا المسار عبر الإرهاب وخلق الفوضى.
وأوضح بزشكيان أن عدم الاستقرار في المنطقة هو نتيجة مباشرة لمؤامرات الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، مؤكدًا أن ردّ إيران على العدوان الصهيوني هو "حق مشروع في الدفاع عن النفس ضد كيان غاصب وغير قانوني"، مشدداً: "لسنا دعاة حرب، لكننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه التجاوزات".
وتابع: "الجمهورية الإسلامية الإيرانية سترد على هذه الاعتداءات بردود حاسمة وقاسية تُجبر المعتدين على الندم"، مؤكداً أن طهران تلتزم بالقانون الدولي وتسعى فقط للدفاع عن حقوقها، داعياً الولايات المتحدة والكيان الصهيوني إلى التوقف عن فرض إرادتهما على الشعوب من خلال التهديد والعنف والاضطراب.
وأشار إلى أن الهجوم الأميركي تم بينما لم تكن إيران في حالة حرب، بل كانت منخرطة في مفاوضات مع واشنطن، وهو ما يعكس زيف الادعاءات الأميركية بشأن الحوار والسلام.
وفي جانب آخر من الاتصال، أعرب بزشكيان عن رغبة إيران في تعزيز العلاقات مع الهند، على الصعد السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، ولا سيما في إطار التعاون ضمن تجمع "بريكس"، مؤكداً تطلع طهران إلى الارتقاء بمستوى التنسيق الثنائي.
كما شدد على أهمية تبادل الخبرات والتعاون الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي بين بلدان المنطقة، واعتبره ركيزة أساسية لتعزيز الاستقرار الإقليمي.
مودي: لا بديل عن الحوار لحل النزاعات
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن قلقه العميق إزاء التصعيد الأخير، مشدداً على ضرورة الوقف الفوري للاشتباكات، مؤكداً أن بلاده تؤمن بأن جميع الخلافات ينبغي تسويتها عبر الحوار والحلول الدبلوماسية.
وأكد مودي التزام بلاده بدعم السلام والاستقرار، وقال: "سنستخدم كل الوسائل المتاحة لوقف التصعيد، ونواصل تمسكنا بتطوير علاقاتنا الثنائية والإقليمية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، مضيفاً أن "الهند كانت وستظل صديقة وفية للشعب الإيراني".