الباحثة والمفكرة اللبنانية إيمان شمس الدين...

الشعب الإيراني اليوم يجسد مثالا عظيما للرفض وهو المعقل الأخير للمقاومة

الإثنين ٢٣ يونيو ٢٠٢٥
٠٤:٢٥ بتوقيت غرينتش
الشعب الإيراني اليوم يجسد مثالا عظيما للرفض وهو المعقل الأخير للمقاومة قالت الكاتبة والباحثة والمفكرة اللبنانية في مجال الفكر الديني والسياسي، إيمان شمس الدين إن الشعب الإيراني اليوم يجسد مثالا عظيما للرفض وهو المعقل الأخير للمقاومة.

وتحدثت الباحثة و المفکرة اللبنانية عن أسباب ودوافع تجاهل الكيان الصهيوني الإرهابي لقرارات المجتمع الدولي واستمراره في الاعتداءات وانتقدت هجمات الكيان الصهيوني على المدارس والمستشفيات والأهداف المدنية في غزة ولبنان، ووصفت غياب عامل الردع بأنه سبب مؤثر في ذلك. وبحسب قولها، فإن الغرور والشعور المفرط بالقوة دفعا الكيان الصهيوني، تحت وهم أن إيران في أضعف حالاتها، إلى مهاجمتها. غير أن هذا الوهم أدى في نهاية المطاف إلى أن تصبح تل أبيب وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة هدفًا سهلًا للصواريخ الإيرانية.

وفيما يلي النص الكامل للحوار:

-يشهد العالم بأسره هذه الأيام العدوان الإسرائيلي السافر ضد إيران و شعبه. لماذا بإعتقادك يقوم الإحتلال بإرتکاب مثل هذه الجرائم ضد العزل في غزة و لبنان و إيران؟ و ما هو الذي يجعل الکيان أن يتمادي في الإستمرار؟

بداية كل تضامني وتأييدي للشعب الإيراني المقاوم العزيز وللجمهورية الإسلامية المقاومة الصامدة ضد هذا العدوان الصهيوني الأمريكي البربري الذي لا يقيم لأي قوانين وزن، وأسأل الباري عز وجل أن ينصر الجمهورية في هذه المعركة المفصلية على الكيان الصهيوني المتوحش.

أصل المسألة يتعلق بالاستعمار وثقافته وجذوره، فالغرب وأمريكا يرتكز ومعرفيا على جذور ثقافية تتعلق باعتقاده الراسخ بالمركزية الغربية، و يعتبر فيها نفسه مركز القيم والحضارة والتمدن، وله الأحقية بسبب هذه المركزية الاستحواذ على الثروات بحجة تحضير العالم البربري، الذي هو نحن.

اقرأ المزيد:

عراقجي: التحاد بين أبناء الشعب الشعب الايراني قوي جدا وفي اعلى المستويات

وهذه الثقافة كانت تتمظهر بالاستعمار العسكري لمنطقتنا سابقا، لكنها فيما بعد أخذت أشكالا أخرى بعنوان الاستعمار غير المباشر ، ثم تمركزت في منطقتنا عبر زراعة كيان صهيوني كذراع غربية ممتدة مستعمرة و متقدمة له في المنطقة، تستخدم فيها الدول العميقة الشعارات الدينية، لتثبت هذه المركزية وهذا الاستعمار المتقدم، وتوظف المؤسسات الدولية التي أنشأتها لخدمة الإنسان الغربي فقط، تستغلها لتثبيت مصالحها على حساب دول ما أسمته دول العالم الثالث.

بالتالي هي عقيدة تأسست لها بنية عالمية ومؤسسات كثيرة لتخدم مصالح ومطامع الغرب وأمريكا. حتى أنها شرعنت الوجود المستعمر بمواد وقوانين في قرارات الأمم المتحدة، وعلى سبيل المثال لا الحصر:

‎أُسست منظمة الأمم المتحدة عام ١٩٤٥م، نظام الوصاية الدولي المنبثق عن ميثاق الأمم المتحدة القاضي بتحميل الدول المهيمنة مسؤولية إدارة من يقع عليهم الاستعمار وضمان حقوقهم في أفق مبدأ تقرير المصير. هذا من الناحية القانونية، أما من الناحية التاريخية والسياسية، فقد جاء هذا الموقف نتيجة الحرب العالمية الثانية التي انتهت بإقرار نظام عالمي جديد، بحسابات وشروط مختلفة.

‎وهذا القرار يحمل دلالات مهمة في شرعنة الاستعمار، بل ويؤسس له شروطا ظاهرية ومحمولات إيجابية، تشي لقارئ نصوصه بوجود بعد إيجابي في الاستعمار من حيث الإدارة، دون تحديد آلياتها ولا تشخيص مصاديقها، ومن حيث حفظ الحقوق، المفهوم وفق ما يقال أنه من بين المفاهيم الأكثر التباسا في الذهنية الغربية وفلسفتها، خاصة في البعد المعرفي كمصادر للمعرفة وقيمة هذه المعرفة، والدليل على هذا الالتباس التجارب الاستعمارية تاريخيا، واشتراكها جميعا بأسس مخالفة لتوصيات الأمم المتحدة كالعادة.

ولو عدنا لفهم ما أوصلنا إلى هنا علينا رصد عدد خرق الدول الغربية وأمريكا لقرارات الأمم المتحدة، وللقوانين الدولية، وللمعاهدات المتعلقة بحقوق الإنسان، لوجدناه عدد قد لا يحصى، خاصة بعد ٧ اكتوبر، حيث ضربت "إسرائيل" بدعم من أمريكا والغرب كل مقررات الأمم المتحدة وكل المعاهدات بضرب الحائط، وأضعفت أمريكا بعد حرب طوفان الأقصى قوة الالزام في هذه القوانين مما أدخلنا في فوضى تقلتت بها "إسرائيل" كالوحش على المنطقة، وبدعم غربي وغالبا عربي حول غزة إلى مستنقع ترمي فيه "إسرائيل" كل وحشيتها ضد البشرية، ولم تستطع هذه المؤسسات من وقف وحشية الكيان الصهيوني، رغم عدد الإدانات التي صدرت في حق الكيان الصهيوني، إلا أن وقوف الأمريكي حائط صد لحماية "إسرائيل" وتوحشه من خلال استخدام نفوذها العالمي كدولة عظمى، حال دون كبح جماح هذا الوحش، بالتالي قاده غروره وفائض القوة التي شعر بها للاعتداء على إيران ظنا منه أنها في أضعف حالاتها، ويمكن التخلص منها كقوة داعمة لحركات المقاومة. وهذا الوهم أوصله اليوم لتتحول تل أبيب وكامل الأراضي الفلسطينية المحتلة لمرمى سهل لصواريخ الجمهورية الإسلامية.

- يتحدث الإحتلال الصهيوني عن اهداف معلنة و هي ضرب المشروع النووي و البالستي الإيراني. لکن بکل وضوح الأهداف التي تضرب هي المستشفيات و البنی التحية و المؤسسات الإعلامية. و عدد کبير من الشهداء حتی الآن هم من الأطفال و النساء. ما هذا التناقض؟ أو بالأحری ما هو الهدف من ذلك؟

من الطبيعي أن يقوم بما قام به، لأنه قام بذلك في غزة سابقا ومازال، تحت ذريعة وجود حماس في المستشفيات وفي المؤسسات المدنية كافة، كما فعل في لبنان، بحجة القضاء على المقاومين وأسلحتهم، ودمر تحت هذا العنوان كل الحواضر المدنية والخدماتية للإنسان، من مستشفيات ومدارس ومحطات كهرباء وطاقة وغيرها، ولم يجد رادعا يردعه، بل وجد دعما غربيا وأمريكا على كافة المستويات بما فيها تقنين قوانين تقلص من منسوب الحرية الغربية بحجة "معاداة السامية" التي ليس لها أساس في المنظومة المعرفية، وهي اختراع غربي بامتياز يخدم مصالح الغربية الاستعمارية، بل كان العنوان العالمي: حق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها، وهو يتعمد ذلك كجزء من معركة كي الوعي التي يقودها في عقول الشعوب، من أن المقاومة أو حكومة إيران هما السبب في استهداف المدنيين لاخفائهم مقدراتهم العسكرية بين المدنيين، حتى يعمل على البعد النفسي لدى الشعوب لإبعادهم نفسيا ومعرفيا في لا وعيهم عن التفكير بمقاومة "إسرائيل" أو دعم من يقوم بذلك، فهو يقوم بعملية كي وعي لتدمير عزيمة وإرادة بل وفكرة المقاومة للاحتلال والاستعمار في المنطقة، فالاسرائيلي يعتبر المظهر الوحيد الاستعماري المتبقي من إرث الاستعمار العسكري في منطقتنا.

وهو يريد أن يشرعن وجوده في وعي الشعوب ليصبح جزء طبيعي من خذه المنطقة.

اقرأ المزيد:

آية الله مكارم شيرازي: الشعب الايراني يقف خلف سماحة قائد الثورة الاسلامية

لذلك جزء من استهدافه للمدنيين وربط الاستهداف في وعي الناس بتدمير الأسلحة وقتل المقاومين هو معركة كي وعي، وجزء كبير منه يعود لكون القتل وارتكاب المجازر جزء من عقيدته الصهيونية المتوحشة ضد الشعوب خاصة الشعوب المقاومة التي تمتلك جرأة مواجهته.

- ما هي رسالتک للشعب الإيراني في هذه الأيام؟

أتقدم له بداية بخالص العزاء لشهدائه، والرحمة له، والدعاء بالشفاء لجرحاهم، وبالسداد لجيشهم ومناضليهم وبالنصر لهم على عدوهم.

ثم أتقدم لهم بالشكر والمحبة العميقة، لأن هذا الشعب اليوم يجسد مثالا عظيما للرفض وهو المعقل الأخير للمقاومة، ولأنه يقدم على هذا الطريق تضحيات كبيرة، سيكتبها التاريخ، وأتمنى من الله أن ينصره ويسدد ضربات الجمهورية ضد الكيان الصهيوني وداعميه، وأن يرحم شهداءهم ويشفي جرحاهم، ويلطف بهم، فهم يقومون بعمل عظيم عن كل هذه الأمة، وهم يقدمون نموذج للأمة الصلبة المقاومة الرافضة التي تفهم وتجسد مفهوم الكرامة والعزة ورفض الاستعباد والذل.

امة الاقتدار والاكتفاء، لكنهم أثبتوا أنهم شعب أبي صامد، مقاوم، وطني، يحب وطنه، ويعشق أرضه، وحضارته، وتاريخيه، ويقدم الغالي والنفيس

0% ...

آخرالاخبار

الأمم المتحدة تتبنى 5 قرارات لمصلحة فلسطين بأغلبية ساحقة


كبرى الشركات التكنولوجية الإيرانية والروسية توقع خمس اتفاقيات تعاون


إطلاق نار كثيف بين باكستان وأفغانستان في منطقة حدودية


صفقة أميركية محتملة لبيع مركبات وعتاد للبنان بـ90.5 مليون دولار


بيان مشترك للدول العربية والإسلامية بشأن تصريحات إسرائيلية حول معبر رفح


نادي الأسير الفلسطيني: ما تعرّضت له عائلة الأسير البرغوثي "عملية إرهاب منظّم"


العميد تنغسيري: اختبرنا صاروخاً يتجاوز مداه الجغرافي مساحة الخليج الفارسي


قرعة كأس العالم 2026.. ايران مع بلجيكا ومصر ونيوزيلندا


قائد طيران الجيش الايراني: تم احباط مخططات العدو في حرب الـ 12 يومًا


ترامب يتهم الديمقراطيين بتغيير قاعدة 'الفيلبستر' وتدمير المحكمة العليا