والخميس، أيد الداعمون لنتنياهو دعوة ترامب، إلا أن المعارضين دعوا الرئيس الأمريكي إلى عدم التدخل بعملية قانونية تجري داخل الكيان.
ويواجه نتنياهو اتهامات بالرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة قد تقوده إلى السجن بحال أُقرت، ويمثل منذ عدة أشهر أمام المحكمة مرتين أسبوعيا للرد على تلك التهم.
وأعرب ترامب بمنشور على منصة تروث عن صدمته لسماع أن الكيان يواصل "حملته السخيفة" ضد رئيس وزرائه.
وفي 13 يونيو/ حزيران شن كيان الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي عدوانا على إيران استمر 12 يوما، وردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة.
ثم نفذت الولايات المتحدة عدوانا غاشما على المنشآت النووية بإيران في 22 يونيو، لترد طهران بقصف قاعدة "العديد" الأمريكية بقطر، ثم أعلنت واشنطن في 24 من الشهر ذاته وقفا لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران.
وقال ترامب: "رغم كل هذا، علمت للتو أن بيبي استدعي إلى المحكمة الاثنين، لمواصلة هذه القضية طويلة الأمد، وهي قضية ذات دوافع سياسية، تتعلق بالسيجار ودمية باغز باني والعديد من التهم غير العادلة الأخرى من أجل إلحاق ضرر كبير به" على حد زعمه.
وأضاف: "إن مثل هذه الملاحقة لرجل أعطى الكثير، أمر لا يمكن تصوره بالنسبة لي، إنه يستحق أفضل بكثير من هذا" على حد قوله.
وأردف ترامب: "يجب إلغاء محاكمة بيبي نتنياهو على الفور، أو منح العفو لبطل عظيم، فعل الكثير من أجل الدولة"، مضيفا: "لقد أنقذت الولايات المتحدة الأمريكية 'إسرائيل'، والآن ستكون هي من ينقذ بيبي نتنياهو، لا يمكن السماح بهذه المهزلة - العدالة" على حد قوله.
رفض المعارضة الإسرائيلية
عضو "الكنيست" جلعاد كاريف من حزب "العمل" المعارض قال بمنشور على منصة إكس: "سيدي الرئيس (مخاطبا ترامب)، تُعلّمنا التقاليد اليهودية أن لا أحد فوق القانون، حتى رئيس الوزراء، لقد رسّخنا هذا المبدأ المهم في قوانين دولتنا اليهودية الديمقراطية".
وأضاف: "شكرًا لكم من أعماق قلبي على دعمكم، أرجو منكم مواصلة مساعدتنا في إعادة الرهائن (الأسرى) وإنهاء الحرب في غزة".
أما زعيم المعارضة يائير لابيد فقال في مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت: "مع كل الاحترام لترامب، فلا ينبغي له التدخل بعملية قانونية في دولة مستقلة".
متشددون أيدوا ترامب
إلاّ أن وزير الاتصالات شلومو قرعي أعاد نشر منشور ترامب وقال على منصة إكس: "مع كل هذا، كنتُ سأسعد برؤية نتنياهو يواصل سحق الادعاء السياسي في المحكمة - لقد كلفنا هذا العرض أمننا القومي منذ زمنٍ طويل".
بدوره أيد سيمحا روثمان، عضو "الكنيست" من حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتشدد، دعوة ترامب على أن يطلقها رئيس الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ.
وقال روثمان على منصة إكس: "يعاني النظام القانوني الإسرائيلي من عيوب كثيرة، ولعل محاكمة نتنياهو مثال على تراكم هذه العيوب".
واستدرك: "ومع ذلك، ليس من دور رئيس الولايات المتحدة التدخل في الإجراءات القانونية الإسرائيلية، استقلالنا ونظامنا القضائي قيمتان مهمتان لنا جميعًا، حتى لنتنياهو، ولكن هذا بالتأكيد دور رئيس 'إسرائيل'، القادر على إيقاف هذه العملية العبثية بأناقة".
من جهته قال المتطرف إيتمار بن غفير على منصة إكس: "'إسرائيل' دولة مستقلة وذات سيادة بالفعل، لكن الرئيس ترامب مُحق تمامًا، لقد حان الوقت لإلغاء هذا القانون السخيف الذي صوّرته الدولة العميقة في محاولة للانقلاب على الديمقراطية".
كما أيد وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر دعوة ترامب، وقال على منصة إكس: "عندما يدعو رئيس الولايات المتحدة إلى إلغاء المحاكمة أو العفو - هل يستطيع أحد أن يقول إنه مخطئ؟".
وقال: "بما أن النيابة العامة ترفض مناقشة أيٍّ من السبل المتاحة لها لإنهاء هذه العملية، فلا عجب أن تتزايد الدعوات للعفو".
من جهته قال وزير الرياضة والثقافة من حزب "الليكود" فی الاحتلال ميكي زوهار على منصة إكس: "الرئيس ترامب مُحق - لقد حان الوقت لإلغاء المحاكمة".
تهم نتنياهو
ومن المقرر أن يمثل نتنياهو مجددا أمام المحكمة المركزية الاثنين المقبل، بعد توقف محاكمته طوال فترة الحرب مع إيران التي استمرت 12 يوما.
وفي يناير/ كانون الثاني بدأت جلسات استجواب نتنياهو الذي ينفي اتهامات بالفساد والرشوة وإساءة الأمانة فيما يعرف بملفات "1000" و"2000" و"4000"، وقدم المستشار القضائي لحكومة الاحتلال لائحة اتهام متعلقة بها نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2019.
ويتعلق "الملف 1000" بحصول نتنياهو وأفراد من عائلته على هدايا ثمينة من رجال أعمال أثرياء، مقابل تقديم تسهيلات ومساعدات لهذه الشخصيات في مجالات مختلفة.
فيما يُتهم في "الملف 2000" بالتفاوض مع أرنون موزيس، ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخاصة، للحصول على تغطية إعلامية إيجابية.
أما "الملف 4000" الأكثر خطورة فيتعلق بتقديم تسهيلات للمالك السابق لموقع "واللا" الإخباري شاؤول إلوفيتش الذي كان أيضا مسؤولا بشركة "بيزك" للاتصالات، مقابل تغطية إعلامية إيجابية.