وقال مراسل قناة العالم مهدي عبدالصاحب من ساحة "انقلاب" وسط العاصمة الإيرانية طهران، حيث تجري مراسم تشييع شهداء العدوان الصهيوني الأخير على إيران، إنّ هذه الساحة التي تُعد من رموز الثورة الإسلامية، شهدت صباح اليوم توافد حشود جماهيرية غفيرة من مختلف المحافظات الإيرانية، ومن جميع الفئات والقوميات، لتجديد البيعة مع مبادئ الثورة الإسلامية وقيادتها.
وأضاف مراسلنا أن المشيعين رفعوا أعلام الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى جانب الأعلام الفلسطينية، في تأكيد واضح على وحدة القضية والمواجهة المشتركة مع الكيان الصهيوني، كما ردّد المشاركون شعارات من قبيل: "لبيك يا خامنئي" و"الإيراني يموت ولا يقبل الذل"، في رسالة قوية تعبّر عن صمود الشعب الإيراني رغم الخسائر الكبيرة التي خلّفها العدوان.
وأشار إلى أن عدد المشاركين في مراسم التشييع لا يُحصى ولا يُعد، حيث امتلأت الطرقات الممتدة من ساحة "انقلاب" إلى ساحة "آزادي" غرب طهران بالجماهير، في مشهد غير مسبوق من التلاحم الشعبي خلف قائد الثورة الإسلامية.
وذكر مراسل قناة العالم أن جثامين الشهداء ستُوارى الثرى في أماكن متفرقة، وسيُقام لكل منهم صلاة الميت في موقع دفنه، فيما سيتم دفن القائد العام للحرس الثوري الإسلامي، الفريق الشهيد حسين سلامي في مقام عبدالعظيم الحسني (عليه السلام) جنوب العاصمة، إلى جانب عدد من كبار القادة والعلماء الذين ارتقوا خلال هذا العدوان الغادر.
وختم مراسلنا بالقول: "إيران التي قدمت آلاف الشهداء خلال العقود الأربعة الماضية، تؤكد اليوم من خلال هذه الحشود أنها ماضية في طريق المقاومة والثبات، تحت راية القيادة الحكيمة لسماحة الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله)."
هذا وكان الاحتلال الصهيوني قد شنّ، بدعم أميركي، عدواناً واسعاً على إيران يوم 13 حزيران/يونيو، استمر 12 يوماً، باستهداف مواقع عسكرية ونووية، إضافة إلى منشآت مدنية وقادة عسكريين وعلماء نوويين.
واستشهد أكثر من 600 وجُرح اكثر من 5000 من القادة والعلماء والطواقم الطبية والمدنيين، بينهم نساء وأطفال، جراء العدوان الصهيوني على البلاد، بحسب وزارة الصحة الايرانية.
وردّت طهران بهجمات واسعة بعنوان عمليات "الوعد الصادق 3" شملت صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة استهدفت مواقع عسكرية واستخبارية وحيوية داخل الأراضي المحتلة.
وفي ذروة التصعيد، نفذت الولايات المتحدة ضربات عسكرية ضد منشآت نووية إيرانية، فيما ردّت إيران بهجوم استهدف قاعدة "العديد" الأميركية في قطر.
وبحسب الإعلان الرسمي، كان من بين الشخصيات البارزة التي استشهدت في جريمة عدوان الكيان الصهيوني ضد البلاد، الفريق محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة، والفريق حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإسلامي، واللواء أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري، والفريق غلام علي رشيد، قائد مقر "خاتم الأنبياء (ص)" المركزي، والعميد كاظمي، رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري، والفريق علي شادماني قائد مقر "خاتم الانبياء (ص)" بعد استشهاد الفريق رشيد، واللواء محمد سعيد إيزدي مسؤول ملف فلسطين في قوة القدس التابعة للحرس الثوري، والعميد داود شيخيان، قائد قوة الدفاع الجوي للقوة الجوفضائية للحرس الثوري، والعلماء النوويين محمد مهدي طهرانجي، وفريدون عباسي، وأمير حسين فقهي، وعبد الحميد مينوتشهر، ومحمد رضا ذوالفقاري، ومطلبي زاده.